أبرزها “قصة الشيخان وابنة البلتاجي والتسليح”.. 10 أسرار تُكشف لأول مرة عن فض اعتصام رابعة

في تقارير وتحقيقات
فض رابعة
كتب : عبده محمد 

“رابعة” لم تكن مجرد اعتصامًا سلميًا كما روّج أفراد الجماعة، خلال السنوات الماضية، أسرار يومًا بعد يوم تُكشف عن تجمع الإخوان إبان عزل رئيسهم محمد مرسي، عام 2013، مرت 4 أعوام إلا أن الأسرار مسلسل حلقاته مستمرة ولا تنقطع..

في هذا التقرير، نرصد لكم بعض هذه الأسرار التي ربما لا تعرفها عن الاعتصام..
 
قصة الشيخان
 
الشيخ محمد حسين يعقوب، أجرى اتصالًا هاتفيًا بالشيخ محمد حسان، بعدما قررت الأجهزة الأمنية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، التي كانت تتمركز فيها جماعة الإخوان وأنصارها، وطالب “يعقوب” بالذهاب إلى محيط الاعتصام، لوقف ما أسماه بسفك دماء المسلمين، ووافقه الشيخ حسان على ذلك، وبعد حولى 4 دقائق التقى الشيخان، نظرًا لقرب مسكنهما، حيث يقطنا بمدينة أكتوبر بمحافظة الجيزة، توجها الشيخان معًا نحو ميدان “رابعة” مستقلين سيارة الشيخ حسان السوداء، ولكنهما لم يستطيعا الذهاب إلى الميدان نظرًا لكثرة الكمائن الأمنية، التي رفضت دخول أي شخص لـ”رابعة”، فعلما الاثنين أن هناك تجمع للإخوان فى ميدان مصطفى محمود، وأن المعتصمين نصبوا منصة، وأعلنوا اعتصامهم، فقررا الذهاب نحو ميدان مصطفى محمود.
وأثناء ذهاب الشيخ حسان وحسين يعقوب نحو ميدان مسجد مصطفى محمود، أجرى الشيخ محمد حسان اتصالا بجهات أمنية، اقترح خلاله تأجيل الفض لساعات معدودة ، إلا أن الرد جاءه: “انتهى الأمر يا شيخ حسان”.
في العاشرة صباحًا من هذا اليوم وصلا حسين يعقوب ومحمد حسان، لميدان مصطفى محمود بعدما فشلا في الوصول لـ”رابعة”، واستقبالهما المتواجدون بحفاوة شديدة، والتقوا حولهما وهتفوا “بالروح بالدم نفديك يا إسلام”، وألقى “يعقوب” كلمته التى كان مضمونها: “أن دمائنا ليست أغلى من دمائكم وأن الدين الإسلامى باق مهما اختلف حكام مصر وأننا نسعى لحقن الدماء”، وهو ما استقبله المتواجدين بالتكبير والتهليل، وأمسك “حسان” بالميكرفون ليلقى كلمة، وبدأ حديثه إلا أنه لم يستطيع استكمال كلمته، نتيجة تعرضه للإغماء بسبب الاجهاد وحرارة الشمس، ونُقل “حسان” إلى مستشفى مصطفى محمود، واصطحبه وقتها “يعقوب” من أجل الاطمئنان عليه، وبعدها اختفى “يعقوب” تمامًا من محيط المسجد، ليذهب إلى منزله مرة أخرى بمدينة السادس من أكتوبر، بينما ظل “حسان” لفترة قصيرة بالمستشفى للعلاج، ثم ذهب أيضًا إلى منزله وظهر بعدها بيومين فى خطبة الجمعة، التى تبرأ فيها من سقوط دماء.
 
رفض الصلح
 
كانت أهم الشهادات التي ظهرت في الذكرى الثالثة لرابعة، بخروج 3 من أهم شيوخ التيار الإسلامي، ليكشفوا كواليس وتفاصيل المصالحة التي سعوا لها بين الإخوان والدولة، قبل فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة بأيام، وأسباب إعلان هذه الشهادة اليوم وتأخرها 3 سنوات، تحت عنوان “شهادة لله ثم للتاريخ”، وكشفوا فيها استجابة الدولة لمساعيهم ورفض الإخوان بها.
وذكر الشيخ محمد حسان، والداعية جمال المراكبي، رئيس أنصار السنة المحمدية السابق، والدكتور عبد الله شاكر، رئيس أنصار السنة المحمدية، تفاصيل ذهابهم إلى جماعة الإخوان، في شقة بمدينة نصر واتفاقهم مع الجماعة وتحالفها على المصالحة، ثم ذهبوا إلى المجلس العسكرى، ثم ذهابهم مرة أخرى إلى جماعة الإخوان ليفاجئوا بتنصل الجماعة من الاتفاق معهم.
كان مسلحًا
 
في الذكرى الماضية على فض اعتصام رابعة؛ صرح لأول مرة أحمد المغير، أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين، والمعروف إعلاميًا بفتى “خيرت الشاطر“، أن اعتصام رابعة، كان يضم أسلحة آلية وقنابل يدوية.
وأدلى “المغير”، بشهادته حول اعتصام رابعة في الذكرى الثالثة لفضه، قبل حذفها، تحت عنوان “هل اعتصام رابعة كان مسلحًا”، قائلًا: “الإجابة ستكون صادمة للجميع، نعم الاعتصام كان مسلحًا بالأسلحة النارية كلاشات وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية وملوتوف”.
وأضاف المغير عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك“، أن رابعة كان مليئًا بالسلاح الكافي للتصدي للفض من قبل الجيش والشرطة، لكن تم إخراجه بمعرفة أحد “إخواننا اللي فوق” يقصد أحد أعضاء الجماعة البارزين، مضيفًا أن الشباب اعتبر ذلك خيانة، خاصة أنهم كانوا يخططون للتصدي للفض.
وتابع المغير، أن طيبة مول كان معروفًا في الاعتصام على أنه مقر تجمع الجهاديين، خاصةً خلف شارع أنور المفتي والكثير من الشباب كان يؤمن بموقفهم وأفكارهم وطريقتهم ورفضهم للديمقراطية والأحزاب والتعددية، كما أن الشباب كان مؤهلًا لأي يوم يحدث الفض ولم يتأثر نفسيًا بأخبار الفض.
وقال المغير يوم: “كنت موجودًا مع شباب طيبة مول، مكنتش شخصيًا مسلح ولا عارف أي حاجة أكتر من إن فيه سلاح، وإن مفروض في خطة مواجهة إذا حصل اقتحام، الساعة 6 صباحًا تقريبًا بدأ الاقتحام من جهة شارع أنور المفتي وشارع الأتوستراد من جهة طيبة مول، 5 دقائق غاز وبعدها بدأ الضرب مباشرة، انهارت خطوط الدفاع اللي الإخوان كانوا مسؤولين عنها طبعا خلال ربع ساعة”.
وتابع: “الخطوط اللي اتسحب سلاحها قبلها بيومين واتسابت في مواجهة مع الشرطة والجيش فبدأ الشباب في طيبة مول بالرد على الرصاص برصاص، كنا متحصنين في المبنى اللي وراء طيبة مول، مع كل دقيقة الحصار بيطوقنا، والشباب بيجري كله ناحية المنصة التفت ورايا وشفت منظر لا يمكن أنساه أبدًا، اللي ماسك آلي واللي ماسك خرطوش واللي بيولع مولوتوف وهنكمل باقي الحديث في فترات ورسائل تانية”.
 
ابنة البلتاجي
 
الشهادة الثالثة كانت من القيادي الإخواني المنشق عن التنظيم الإرهابي، مختار نوح، والتي لمح فيها أنه من الوارد أن يكون قتل أسماء محمد البلتاجي، على يد التنظيم القطبي لجماعة الإخوان، لأن هذه نظرية القطبيين “الغاية تبرر الوسيلة”.
وأضاف نوح خلال لقائه ببرنامج “ساعة من مصر”، المذاع على قناة “الغد” الإخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن القيادي الإخواني محمد البلتاجي، ما هو إلا مجرد شخص نجح في شبرا الخيمة، لأنه ليس من التنظيم الخاص للجماعة، بالإضافة إلى التنظيم الخاص لا يحترم البلتاجي وعصام العريان.
وأوضح نوح، أن الإخوان سعوا إلى تنفيذ الوعد الأمريكي بخلق دولة موازية في “رابعة” كالنموذج السوري الحالي، كي يتم اللجوء فيما بعد إلى الحوار والجلوس على مائدة التفاوض من أجل تقسيم الدولة وكانت تلك الفكرة أمريكية خالصة، لافتا إلى أن الإخوان تلقت تلك الدعوة بمزيد من السعادة وهو ما جعلهم يرفضون دعوات فض الاعتصام، ولجأوا إلى استخدام السلاح من أجل الحفاظ على مواقعهم انتظارا لتنفيذ الوعد الأمريكي.
 
دور إخوان الخارج
 
متعاطفين مع الجماعة من المقيمين في أوروبا والولايات المتحدة، ويملكون شركات صرافة وتغيير عملة في عدد من المحافظات المصرية، تولوا عمليات نقل تحويلات التنظيم الدولي للإنفاق على رابعة، أحد هؤلاء المتعاطفين يعيش في لندن، بينما يمتلك عددًا من شركات الصرافة في مسقط رأسه بالإسماعيلية، والتي انتبه إليها الأمن عقب الفض، ومن ثم تمّت مداهمتها كلها، في حين فرّ صاحبها هاربًا رفقة شقيقه إلى العاصمة الإنجليزية، قبل إلقاء القبض عليهما.
 
احتلال المنطقة
 
ورصدت الجهات الأمنية خطة الجماعة الإرهابية، لاحتلال مدينة نصر والمنشآت الحيوية بها، عن طريق الاعتصام وقطع كافة الطرق من الجهات الأربع المؤدية من وإلى ميدان رابعة العدوية، وإعاقة حركة قاطنى المنطقة فى الخروج من منازلهم لقضاء متطلباتهم والتوجه لأعمالهم، ومن ثم احتلال المساحات بين العقارات وداخلها، وأمام الوحدات السكنية والمعيشة الكاملة فيها، ووضع أدوات المعيشة كمواقد الطهى والأدوات الكهربائية، والتمدد بطول الطرق والشوارع الرئيسية، وفقًا للمحاضر الرسمية.
الموجات البشرية
 
وذكرت محاضر النيابة، أن جماعة الإخوان وضعت خطة لمواجهة أى تحركات من قبل أجهزة الأمن لفض الاعتصام، تحت مسمى “الموجات البشرية“، التى تعتمد على الدفع بالموجات البشرية (المعتصمون) تجاه قوات الشرطة، والبدء فى العنف والتخريب حيال المنشآت والمواطنين، وتكثيف الاعتداءات بالأسلحة النارية والأدوات، التى سلحوا بها العناصر المكلفة بالتصدى للشرطة.
 
عمارة المنايفة
أوضح العميد عبد العزيز خضر، وهو أحد قيادات مديرية أمن القاهرة، فى محضر التحريات، أنه أشرف على قوات البحث بـشارع الطيران، وكان بصحبته القوات والعميد أيمن لقية، الضابط بإدارة الأموال العامة بمباحث القاهرة، وتقدمت القوات بشارع الطيران بعد ورود معلومات عن العقار تحت الإنشاء يمين المتجه إلى ميدان رابعة العدوية، والمواجه لمحطة شهيرة تموين السيارات، المعروف وسط المعتصمين بـ”عمارة المنايفة” نظراً لتكليف إخوان المنوفية باحتلالها.
وكشف “خضر” عن تحصن عناصر من المعتصمين بعمارة المنايفة للتصدى لقوات الأمن، وبدأوا فى إلقاء عبوات المولوتوف الحارقة، بهدف إعاقة تنفيذ قرر فض الاعتصام، وإطلاق الأعيرة النارية بكثافة شديدة، الأمر الذى نجم عنه إصابة بعض ضباط الأمن المركزى والجنود، الأمر الذى دفع قوات الأمن لتبادل النيران مع العناصر المتحصنة بـ”عمارة المنايفة” المطلة على شارع الطيران، وهو المحور الرابع لخطة فض الاعتصام، حتى أمكن السيطرة عليها، وضبط من بداخلها من قبل قوات الأمن المركزى.
وتبين حدوث بعض الوفيات والإصابات، جراء مقاومة قوات الشرطة من قِبَل عناصر عمارة المنايفة، الذين حاولوا استدراج القوات داخل العقار تحت الإنشاء والقوا كميات كبيرة من زجاجات المولوتوف، وأسطوانات البوتاجاز، التى تسببت فى حدوث حرائق بالمنطقة، وأتلفت أعمدة الإنارة والأشجار وسيارات الشرطة، والمدرعات، وأتت الحرائق التى أشعلوها على محيط ميدان رابعة العدوية، وتسببت فى إتلاف المسجد واحتراق أجزاء منه وقاعات المناسبات، وجميع الطرق المحيطة، وحرق العديد من السيارات، وإتلاف مدرسة عبد العزيز جاويش.
عمارة المنايفة
عمارة المنايفة
فض الاعتصام كان سلميًا 
 
وفي مايو الماضي، أثناء انعقاد محكمة جنايات القاهرة، لنظر جلسة محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”فض اعتصام رابعة”، استمعت هيئة المحكمة إلى أقوال شاهد الإثبات أيمن سيد محمد، والذي أكد أنه كان يعمل مديراً لمباحث الأموال العامة وقت الأحداث، وصدر تكليف له بالمشاركة في فض الاعتصام، مضيفاً بأن مجلس الوزراء أصدر القرار في ذلك الوقت بفض الاعتصام سلميًا.
وأضاف: “توجهنا إلى ميدان رابعة العدوية منذ السادسة صباحاً، وكان معنا أشخاص من حقوق الإنسان والصحفيين، وتم عقد اجتماع مصغر بين قوات الأمن المشرفة على فض الاعتصام، وعقب الشاهد قائلا: كانت هناك مدرعات للشرطة للتنبيه على المعتصمين بفض الاعتصام سلميًا، من خلال مكبرات الصوت، ولكننا فوجئنا عقب توجهنا إلى شارع الطيران بإطلاق نيران كثيف وإلقاء زجاجات المولوتوف على قوات الأمن، عبر سطح إحدى العمارات، تحت الإنشاء، في تلك المنطقة، وهو ما أسفر عنه وفاة أحد الضباط، وأن الوضع استمر على هذا الحال منذ السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً، إلى أن نجحت قوات الأمن المركزي في السيطرة على ذلك العقار، والقبض على 11 شخصا من المسلحين داخله”.
ووجه أحد أعضاء الدفاع سؤالاً للشاهد، عن سبب سقوط ضحايا بين المعتصمين، ليرد قائلاً بأن فض الاعتصام كان سلمياً ولكن المعتصمين لم يمتثلوا لتعليمات الأمن بالفض السلمي، ولكنهم قاموا بإطلاق النيران على قوات الأمن، ما أدى إلى استشهاد أحد الضباط، وهو ما أجبر القوات على التعامل معهم بالسلاح.

 
هؤلاء من تصدروا صفوف الدفاع عن الإخون
 
الجماعة كانت تدفع غير المنتسبين تنظيميًا إليها لصدارة المواجهات مع الأمن.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة “هيومن رايتس” أشارت في تقريرها عن فض رابعة في عام 2014، إلى أن مئات المتظاهرين ألقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف على الشرطة بمجرد بدء الهجوم، وأن متظاهرين فتحو النار على الشرطة في عدد محدود من الوقائع.
ونوّه التقرير إلى أن أدلة وفيرة مستمدة من شهود، ومن بينهم مراقبون مستقلون وسكان من المطقة، أن عدد الأسلحة في أيدي المتظاهرين كان محدودا، وأن وزير الداخلية -حينذاك- محمد إبراهيم أعلن في مؤتمر صحفي في اليوم ذاته، مؤكدًا أن قوات الأمن صادرت 15 بندقية من اعتصام رابعة.
كانت مصر شهدت يومًا عصيبًا في 14 أغسطس عام 2013، حيث بدأت قوات الشرطة والجيش في فض ميداني رابعة العدوية والنهضة. وتم إخلاء المكان من المتظاهرين بعد سقوط ضحايا بالمئات.

المواضيع المرتبطة

وزيرة الهجرة: مصر أول دولة في العالم تطلق استراتيجية لتمكين المرأة

شاركت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، في فعاليات الافتتاح الرسمي للدورة الثانية من ملتقى “تمكين

أكمل القراءة …

منظمة دولية: إسرائيل تحاول إخفاء “أدلة” تورطها في الإبادة الجماعية بقطاع غزة

أكد المستشار بمنظمة “القانون من أجل فلسطين” الدكتور ليكس تاكنبرج، أن إسرائيل “تحاول إخفاء أدلة تورطها”، فى الإبادة الجماعية

أكمل القراءة …

“السقا” يكشف مفاجأة لأول مرة عن أختة و حقيقة انفصاله عن مها الصغير

حل الفنان أحمد السقا ضيفًا على برنامج “أسرار النجوم” تقديم إنجي علي ويعرض على إذاعة “نجوم إف إم”. وتكلم

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل