في معركة الوعي التي تخوضها الدولة المصرية منذ سنوات، تبرز الشائعات والأكاذيب كأحد أخطر الأسلحة التي تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية في محاولة يائسة لضرب الاستقرار وتفكيك الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم الوطنية.
ومع تقدم أدوات الإعلام الرقمي وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، باتت الجماعة تعتمد على حروب الجيل الرابع من خلال بث رسائل مضللة ومعلومات كاذبة تستهدف التأثير على الرأي العام، خاصة في أوقات الأزمات، وفي مواجهة هذا الخطر الممنهج، يبرز وعي المواطن المصري كسلاح مضاد أثبت فعاليته، مدعومًا بتحركات الدولة ومؤسساتها للرد السريع والتوضيح وكشف الحقائق.
وأضاف إبراهيم ربيع، الخبير في شئون الحركات الإرهابية، إن جماعة الإخوان الإرهابية تكثف منذ سنوات حربها النفسية والإعلامية ضد الدولة المصرية من خلال بث الشائعات والأكاذيب المنظمة عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المعادية.
وأشار أن الجماعة تعتمد على “الصدمة” ونشر الأكاذيب بسرعة كبيرة لضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن هذه استراتيجية ممنهجة تهدف إلى إثارة البلبلة وبث روح الإحباط.
وأوضح ربيع أن أخطر ما تروّج له الجماعة هو التشكيك في مؤسسات الدولة، وخاصة الجيش والقضاء والشرطة، مدّعية زيفًا وجود انقسامات أو تجاوزات، في حين أن الهدف الحقيقي هو هدم ثقة المواطن في قياداته الوطنية.
وشدد الخبير في شئون الحركات الإرهابية أن الرد على هذه الحملات لا يكون فقط من خلال الجهات الرسمية، بل من خلال رفع وعي المواطن وتحفيز قدرته على التمييز بين الحقيقة والزيف، خاصة وأن التجربة أثبتت أن المواطن الواعي هو الحائط الأقوى في مواجهة الحروب النفسية.
وأكد ربيع على أن الدولة نجحت إلى حد كبير في فضح مخططات الإخوان بفضل خطابها الصريح، ومبادرات التوعية، والتنسيق بين مؤسساتها الإعلامية والأمنية، داعيًا إلى مزيد من التعاون مع المجتمع المدني لتعزيز الحصانة المجتمعية ضد محاولات الاختراق الإخواني.
أكد هشام النجار، الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية، أن جماعة الإخوان الإرهابية تواصل بث الشائعات والأكاذيب حول الأوضاع الداخلية في مصر، بهدف ضرب الاستقرار السياسي والأمني، إلا أن وعي المواطن المصري كان دائمًا هو الحصن الأول ضد هذه المخططات.
وقال النجار إن الجماعة حاولت في الآونة الأخيرة استغلال الظروف الاقتصادية العالمية ومحاولة تصويرها على أنها أزمة محلية ناتجة عن سياسات الدولة، في حين أنها أزمة عالمية طالت معظم دول العالم. وأضاف أن ماكينة الإخوان الإعلامية تعتمد على التضليل والتكرار المكثف
وأشار الباحث إلى أن أساليب الجماعة في تشويه الدولة تطورت مع تطور وسائل الإعلام، فانتقلت من الرسائل المباشرة إلى تزييف الأخبار ونشر صور ومقاطع فيديو قديمة أو مفبركة، مع تعليقات خادعة لجعل المواطن في حالة ارتباك وشك دائم.
وأكد أن المؤسسات المصرية، خاصة الإعلام الوطني، نجحت في كشف الكثير من هذه الأكاذيب، في زيادة وعي المواطنين بخطورة تداول الشائعات.
واختتم النجار بالتأكيد على ضرورة استمرار الحملات التوعوية والتثقيفية، خاصة في المدارس والجامعات ومن خلال الإعلام الجديد، لبناء وعي وطني قادر على التصدي لحملات الهدم المعنوي التي تشنها الجماعة الإرهابية.
قال طارق البشبيشي، الخبير في شئون الحركات الإرهابية، إن جماعة الإخوان الإرهابية تعتبر بث الشائعات والأكاذيب جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لهدم الدولة المصرية، مؤكدًا أن تلك الجماعة لا تتوقف عن استخدام الأكاذيب لتأليب الرأي العام وتخريب الوعي الجمعي.
وأوضح البشبيشي أن الشائعات التي تطلقها الجماعة تغطي كل مناحي الحياة في مصر، من الاقتصاد إلى الصحة والتعليم، وحتى الرياضة، بهدف خلق بيئة من الإحباط العام، وإظهار الدولة في صورة الضعف والتراجع، وهو ما يخدم مصالح التنظيمات المعادية في الخارج.
وأشار إلى أن مواجهة هذه الأكاذيب تتطلب جهدًا مزدوجًا من الدولة والمجتمع، حيث يجب أن تستمر المؤسسات الرسمية في إصدار بيانات سريعة ودقيقة تفند الادعاءات، بالتوازي مع دور المواطن الذي يجب أن يتوقف عن إعادة نشر الأخبار غير الموثقة، وأن يتحلى بالمسؤولية الوطنية في التعامل مع المعلومات.
وأضاف الخبير في شئون الجماعات الإرهابية أن وعي المصريين خلال السنوات الأخيرة أثبت أنه أقوى من حملات التشويه، خاصة بعدما تكررت كذبات الجماعة وانكشفت أمام الجميع، ما أفقدها المصداقية حتى بين بعض مؤيديها السابقين.
واختتم البشبيشي بأن مواجهة شائعات الإخوان يجب أن تظل أولوية وطنية في ظل تصاعد الحروب المعنوية والمعلوماتية، مشددًا على أهمية تعزيز الإعلام التفاعلي الذي يرد على الأكاذيب بالدلائل والشفافية.