“المجلس الثورى المصرى” صورة أخرى لاستغلال الاخوان لثورة 25 يناير

في عاجل, لحظة بلحظة, محليات, مصر, مقالات

بالعودة إلى الوراء والبحث فى بيانات جماعة الإخوان الإرهابية، إزاء الأحداث المتتالية منذ ثورة 25 يناير، سنجد أن الجماعة تتعامل مع الأحداث بقاعدة “الغاية تبرر الوسيلة” فبعد الدعوات للتظاهر يوم 25 يناير عام 2011، أمسكت الجماعة العصا من النصف، فقدمت فروض الولاء والطاعة لنظام مبارك آنذاك، وفى الوقت ذاته حجزت مكانا لها بين الداعيين للتظاهر، إذ أصدرت الجماعة قبل ثورة يناير بيانا حمل عنوان “اﻹخوان المسلمون واﻷحداث الجارية.. انتفاضة تونس ومطالب الشعب المصرى”، وذكرت فى هذا البيان مجموعة من المطالب ولم تتطرق إلى مشاركتها أو عدم مشاركتها من قريب أو بعيد، بل اكتفت بتدوين كلمات دبلوماسية فى بيانها من عينة ” نشارك دوما هموم الشعب وآماله”.
وبالإضافة إلى البيانات التى أصدرتها الجماعة قبل ثورة 25 يناير، أعلن محمد البلتاجى القيادى الإخوانى أن شباب الجماعة سيشارك ليحجز مكانا بين الثوار، اللافت فى الأمر أن الذى فضح الجماعة بشأن ثورة 25 يناير شبابها الذين تقدموا بمذكرة لمجلس شورى الجماعة الإرهابية كشفوا فيه أن القرار الداخلى للجماعة هو عدم المشاركة.
فيمكن القول أن جماعة الاخوان كانت تراقب المشهد من بعيد لترى الى أى مصير سيؤول النجاح أم الفشل وعلى هذا الأساس تحدد موقفها وتركب الموجة آنذاك، فعندما تصاعدت وتيرة الأحداث وبدأ يظهر أن هناك ثمة تغيير قد يحدث فى الأفق نزلت الجماعة وشاركت بكامل قوتها بداية من يوم 28 يناير وبدأت تسيطر على المشهد وكأنها هى التى دعت للثورة ومهدت لها، وبالفعل ومع مرور الوقت ونجاح ثورة يناير، استغلت الجماعة الأحداث وصعدت عليها إلى أن وصلت للحكم ثم أزاحها الشعب المصرى فى 30 يونيو عام 2013 .
يتضح من ذلك أن جماعة الاخوان الارهابية لم تكن تنظر إلا إلى ما يحقق أهدافها هى لا أهداف الشعب، وبالتالى لم يكن هدف الجماعة الحقيقى هو تحقيق الحرية والعدالة الإنسانية التى كانت مطلبا للجميع، وانما اتخذت من الثورة وسيلة للوصول الى أهدافها الحقيقية واختصار لمراحل كثيرة، وفرصة كبيرة للوصول للحكم الذى ظلت تحلم به لسنوات طويلة .
الا أن الجماعة لم تقف مستسلمة لما حدث فى 2013 فبعد أن تغير النظام السياسى وتغيرت المعادلة بشكل كبير، وضاع حلم اقامة الدولة الاسلامية التى تحكمها الجماعة، كان على الإخوان التعامل مع الوضع برؤية جديدة، بمعنى أصح البحث عن وسيلة أخرى لاستغلالها لتحقيق أهداف الجماعة الحقيقية لكن بالطبع خلف قناع أهداف الثورة النبيلة كما هى عادة جماعة الاخوان .
وكانت الوسيلة الجديدة هى ما يسمى ب “المجلس الثورى المصرى”، والذى تم انشائه عام 2014 برعاية تركية، وهو لا يقتصر على “الإخوان” فقط ومن حالفهم من تنظيمات الإسلام السياسي، وإنما يمتد ليشمل كيانات وتنظيمات مدنية أخرى، ويرأس المجلس القيادية “الإخوانية” التي تحمل الجنسية البريطانية مها عزام ، وهو يهدف إلى التحريض ضد مؤسسات الدولة “خلف قناع تحقيق أهداف ثورة 25 يناير”، والترويج بأن الصراع السياسي في مصر ليس صراعاً بين النظام الحاكم وجماعة “الإخوان”، بل إنه صراع بين النظام والقوى المدنية ، للتصوير كذباً أن النظام في مصر هو عدو لجميع القوى السياسية والمدنية في البلاد.
ويأتي تأسيس المجلس الثوري المصري استكمالا لمساعى جماعة الاخوان الارهابية للتنسيق بين الاخوان فى الداخل والخارج، وقيام المجلس بالمهام التي لا يتمكن الاخوان فى الداخل من القيام بها بما فيها التواصل السياسي مع البرلمانات والحكومات الأجنبية، والتواصل مع المنظمات الحقوقية والترويج لأخبار كاذبة لتأليب الرأي العام الدولي ضد مصرعبر تنشيط التواصل مع الاعلام الأجنبي.
الهدف من المجلس الثوري أن يظهر للرأي العام على أنه كيان لا ينتمي للجماعة الإرهابية، الا أنه اخوانى 100%، فهو يعد جزءًا من جماعة الإخوان الإرهابية والتي تستخدمه في نشر الأكاذيب، فلا يخفى علينا أن جماعة الإخوان لها أهداف خاصة وليست متعلقة بالصالح العام، وأنها دائمًا ما تبحث عن أشخاص مدنيين لطرح أفكارهم، لابعاد الشبهة عن الاخوان كما فعلت فى المجلس الثورى المصرى، الا أنه سرعان ما يظهر الوجه الحقيقى للكيان وما ورائه من أغراض خبيثة لنشر أفكارهم الارهابية.
وذلك بدليل أن لجنة إدارة أموال وممتلكات جماعة “الإخوان” التي شكلتها الحكومة المصرية عام 2015، قد كشفت عن امتلاك أعضاء المجلس الثوري المصري ممتلكات داخل مصر تفوق الـ60 مليون جنيه، مشيرة إلى استخدام تلك الأموال في تغذية أعمال العنف التي شهدتها مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو، يذكر أن المجلس اعتاد عقد لقاءاته في فندق ريتاج بإسطنبول الذي يملكه هاشم العوضي، القطري الجنسية، المؤيد للتوجهات الإخوانية.
والحقيقة أن المجلس الثورى المصرى ما هو الا وسيلة جديدة تستخدمها جماعة الاخوان الارهابية لاستغلال أهداف ثورة 25 يناير النبيلة، للتحريض ضد الدولة وتشويه القيادة السياسية، لمحاولة تنفيذ مخططاتها الارهابية والوصول الى أغراضها الخبيثة مرة أخرى، الا أن هذا المجلس وغيره هى مجرد محاولات واهية لن تجدى أى شئ سوى مزيد من الفشل للجماعة، ولن تسمح مصر ولا شعبها الواعى بالعودة للوراء مرة أخرى !

المواضيع المرتبطة

رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمنظومة النقل الذكي على الطرق السريعة “ITS”

تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الموقف التنفيذي لمنظومة النقل الذكي على الطرق السريعة (ITS)، وذلك في اجتماع

أكمل القراءة …

تداول أسئلة امتحانات الترم الثاني عبر تليجرام.. والتربية والتعليم تحقق

تشهد جروبات الغش شاومينج على تطبيق تليجرام الآن تداولًا لصور تخص أسئلة وإجابات امتحانات الترم الثاني 2024 التي يؤديها

أكمل القراءة …

نقيب الفلاحين: انتاجنا من التفاح لا يكفي احتياجتنا ولا يتناسب مع ذوق كل المستهلكين

قال حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين إن التفاح البلدي لا يكفي احتياجتنا ولا يتناسب مع ذوق كل المستهلكين

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل