يكاد لا يخلو يوم إلا ونجد العديد من الإدعاءات والإشاعات التي تنتشر سريعًا على وسائل التواصل الإجتماعي، تخرج هذه الأكاذيب في وسط كلام معسول من أشخاص مدعي الوطنية ليدخل بسهولة على البسطاء وعامة الناس فيصدقوا الكلام وينشروه بين زوييهم، وفي النهاية تنال من عزيمة الدولة المصرية وهذا هو ما يريده هؤلاء الخونة.
فصل آخر من الكذب والتدليل
خرجت الأكاذيب هذه المرة وليست بأول مرة من صفحة المجلس الثوري المصري والتي يعمل أعضائها من خلال أجندة شخصية تخدم مصالحهم ومصالح أهل الشر الذين يرغبوا في هدم الدولة المصرية.
بداية المجلس الثوري المصري
فقد نشأ المجلس الثوري المصري في أعقاب ثورة 30 يونيه وتحديداً في الثامن من أغسطس في مدينة أسطنبول بتركيا بعدد خمسين عضوًا بحضور ممثلين من الجماعة الإرهابية وعدد من الأقباط والسلفيين والتيار المدني رغم كونهم مختلفين فكريًا إلا أنهم اجتمعوا علي هدف واحد وهو رغبتهم في سقوط الدولة المصرية.
ومنذ ذلك الحين توالت الأخبار والأكاذيب والإشاعات بهدف زعزعة ثقة المصريين في القيادة السياسية، هذه المرة كان حديثهم عن أزمة الكورونا ومشاكل الأطباء بكلام يوضح مدى الغل والحقد الذي يخفونه للدولة المصرية.
مؤتمر طبي للمجلس الثوري المصري
فقد عقدت اللجنة الطبية بالمجلس الثوري المصري مؤتمرًا طبيًا بعنوان “كورونا يكشف هشاشة النظام في مصر” وتطرق هذا المؤتمر لعدة نقاط مهمة حول مدى انتشار الوباء بمصر والجدل الدائر حول اللقاح وخرجوا بعدة توصيات منها وجوب تخصيص الموارد المالية الموجودة بالصناديق الخاصة لصالح الكورونا مع إيقاف كل المشروعات والتي يرونها غير ضرورية من وجهة نظرهم مع فتح كل المستشفيات العسكرية للمدنيين وضرورة الغلق شبه الكامل في المدن الكبري لمدة شهر مع ضرورة توفير التطعيم الخاص بالكوفيد 19 لكل المصريين وتوزيعه بشكل عادل دون التمييز في نوعية اللقاح أو أسبقية الحصول عليه مع تحميل المسئولية كاملة للنظام الحاكم في حالة ظهور أي من الأثار الجانبية للقاح مع توفير إمكانيات الحماية للأطباء وانتقدوا الحكومة المصرية واتهموهم بالعمل علي إنهيار النظام الصحي المصري وهجرة الأطباء وأنهم سهلوا استحواز وإحتكار الإمارات للقطاع الصحي في مصر.
توصيات بين الحقيقة والكذب
كلمات تبدو طيبة من شكلها الظاهري ولكنها تحمل العديد من معاني الخبث والتضليل، دعونا نتحدث عن كل بنود هذا المؤتمر لنرى حقيقة هذا الأمر.
أولا يريدون أن يوقفوا كافة المشاريع التي تعمل الآن والتي يرونها ليست مجدية، هل تعلمون أن عدد العمال العاملين بمشروع واحد فقط مثل العاصمة الإدارية الجديدة كمثال للمشروعات القومية الضخمة وصل إلى مليون عامل وتم تخفيض هذا العدد لمراعاة وسائل التباعد والحفاظ عليهم، تخيل لو تم وقف هذه المشاريع فسوف يتأثر مليون أسرة معتمدة علي هذا المشروع، هذا مثال واحد فقط ولن أتحدث عن باقي المشاريع.
ثانيا يوصون بالإغلاق شبه الكامل للمحافظات الكبرى لتزيد نسب البطالة ويزداد الطلب علي الإعانة مما يزيد الحمل على القيادة السياسية ليتحدثوا بعدها عن فشل الدولة في توفير فرص دخل للمصريين.
ثالثاً يوصون بتوجيه كل مخصصات الموارد المالية إلي الكورونا وهذه التوصية تذكرني بقصة أصحاب الفيل فهم لا يروا ولكن يوصفوا الفيل حسب ما يلمسوا فتختلف الآراء والوصف، هذا ما يحدث بالضبط هم أشخاص لا يرون كل الأحداث ولا على دراية بكل الأمور ينظروا من زاوية ضيقة هدفها واحد فقط وهو المعارضة للمعارضة.
رابعا نكتة أن الحكومة تعمل على إنهيار قطاع الصحة في مصر، لا أدري هذه نكتة أم كذبة أبريل، فمنذ تولي الرئيس السيسي سعى إلى إجراء بعض الإصلاحات ومنها إنشاء 48 مستشفى نموذجيًا و29 مستشفى بوزارة الصحة و19 من الجامعة لتطبيق تسعيرة التأمين الجديدة، وإطلاق مباردة 100 مليون صحة وفحص حوالى 62 مليون مواطن مصري للكشف عن فيروس سى والسكر والضغط والسمنة وصرف العلاج بالمجان لهم وكذلك الكشف عن أمراض السمنة الانيميا والتقزم لطلاب المدارس والجامعات وفحص 9.7 مليون وصرف العلاج بالمجان، وإطلاق مبادرة إنهاء قوائم انتظار الجراحات الحرجة والعاجلة، وتم إجراء ما يقرب من 400 ألف جراحة حراجة في 10 تخصصات طبية مختلفة وإطلاق مبادرة صحة المرأة للكشف المبكر عن أورام الثدي وتشمل التشخيص وصرف العلاج لـ 28 مليون سيدة على 3 مراحل، الكشف المبكر عن ضعف السمع بين المواليد الذى يتجاوز عددهم 2.6 مليون طفل سنويًا، وتوفير 20 مليون علبة لبن سنويًا للأطفال، وإعداد وتهيئة 1093وحدة رعاية أساسية لتقديم خدمة دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية فيما تم إطلاق حملة “صحتنا في أسلوب حياتنا” لدعم الحياة الصحية والتوعية بأسلوب التغذية الصحية السليمة تحت شعار “100 مليون صحة”، إطلاق حملة الإقلاع عن التدخين وتخصيص 30 عيادة منتشرة بمحافظات الجمهورية.
وإطلاق مبادرة “أنت الأساس” للكشف المبكر عن سرطان الثدى، ومباردة “نور حياة” للعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الابصار بين تلاميذ المرحلة الابتدائية وكذلك تم إنشاء هيئة الدواء المصرية لتتولى مسئولية كل ما يتعلق بالدواء في مصر وتأمينه كسلعة استراتيجية، وتوجيه استثمارات ضخمة تقدر بأكثر من 120 مليار جنية لتحسين منظومة الصحة، تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأنسولين محلي الصنع وتوطين صناعة أدوية الأورام والأدوية الحيوية وبعض الأمصال واللقاحات، إطلاق وتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بعدد من المحافظات.
خامسًا يجب أن يعلم هؤلاء أن وباء كورونا ليس خاص بمصر فقط فقد أربك العديد من الأنظمة الصحية في أكثر الدول ذات الأنظمة الصحية تقدمًا ومن الملاحظ جليًا أن النظام الصحي المصري قادر على الصمود حتى هذه اللحظة بفضل مجهودات القيادة السياسية ورغبتها في دعم كل أفراد القطاع الصحي ولا تدخر نقابة الأطباء جهدًا في سبيل دعم الأطباء من خلال توفير المعلومات للأطباء وعمل برامج ودورات توعية مع توفير المستلزمات والواقيات وتم زيادة بدل المهن وإنشاء صندوق المخاطر بالإضافة إلى دعم المصابين وأسر الشهداء من الأطباء سوا دعم مالي أو معنوي والتنسيق مع الوزارات المختلفة لإستكمال تقديم الدعم اللازم لهم.
هل صحة المصريين هي هدفهم فعلا؟!
جميل أن تتحدث عن أهمية العلاج ولكن الأجمل ألا تنسى أهمية الحديث عن الوقاية فأنا لا أرى أي دعوات من هؤلاء الأشخاص للمصريين بأن يلتزموا بالإجراءت الوقائية من تباعد اجتماعي وإتباع السلوكيات الصحية والتي نتكلم عنها يوميا، أليس الأسهل أن نتكلم عن كل هذا بدلًا من الحديث عن مهاترات وأكاذيب ليس هدفها إلا زعزعة ثقة الشعب في الحكومة المصرية.
