فيما يحكى عنه أنه كان يفوق الموسيقار محمد عبد الوهاب أناقة وشياكة وجمال صوت له طقاطيق جميلة ومواويل غناها فى مطلع القرن الفائت «العشرين», أبوه زكى أفندى مراد تزوج من السيدة «جميلة» ابنة أحد هواة المغنى «رجل بنوك شهير فى عصره» فى بيت هذا العاشق للمغنى إبراهيم أفندى زكى وقعت عين زكى مراد على الأبنة جميلة فطلبها للزواج الأمر الذى عارضه كل من فى البيت إلا الابن «إبراهيم أفندى زكى».
ويذكر الكاتب وسام الدويك ضمن ما يذكر من أسرار «منير» أن زواج والده من أمه قد لاقى معارضة شديدة من شقيق «جميلة» وصلت إلى القطيعة بين الاثنين طوال العمر. كان لمراد تسعة إخوة. أشهرهما المطربة المعروفة ليلى مراد أما الباقون فهم «مراد» وقد ترك مصر وهاجر إلى باريس و «إبراهيم» ومات طفلًا.
و «ملك» هاجرت إلى أمريكا، و «عزيزة» ماتت طفلة و «سميحة» وقد عرفها الوسط الغنائى المصرى لفترة قصيرة ثم هاجرت إلى أمريكا، ومن أشقاء منير مراد شقيق حمل اسم «إبراهيم» غير الشقيق الذى مات طفلًا.
إبراهيم «الثانى» عمل فى الوسط الفنى منتجًا ومؤلفًا وقد شارك فى كتابة فيلم «رسالة إلى الله» مع الروائى عبد الحميد جودة السحار وبعد خروجه من هذه التجربة مديونًا عمل فى شركة «صوت الفن» ومات بالسكتة القلبية عام 71.
وزكى مراد والد «منير» يهودى مصرى.. هناك من قال إنه مصرى أصيل وهناك من قال إنه منحدر من أسرة ذات جذور مغربية.. من مواليد الإسكندرية فى النصف الثانى من القرن العشرين. أسرته كانت معروفة فى تلك السنوات بتجارة الأقمشة، ومنير مراد له أيضًا فى حياته تجربة العمل فى التجارة سوف نسرد تفاصيلها فى سطور تالية.
وكما أن هناك خلافًا على جذوره وحقيقة سر غياب الهوية المصرية عنه هناك أيضًا خلاف على تاريخ ميلاده لكن فى كتابه الرائع «التياترجى» الذى ننقل عنه أغلب معلومات هذه السطور يرجح الكاتب وسام الدويك ترجيحًا أقرب إلى التأكيد أن منير مراد من مواليد عام 1922 تحديدًا فى 13 يناير عام 22 فى حى العباسية… حصل منير مراد على درجة البكالوريا من الكلية الفرنسية «إحدى المدارس التى كانت فى مصر فى عصره» بعدها عمل فى مهن عدة انتهت به إلى العمل فى استديو مصر موظفًا. مرّة مساعد ماكيير ومرّة عامل كلاكيت ومرات مساعد مخرج.
تعرف منير مراد على الموسيقار محمد عبد الوهاب فى شقتهم «فى حدائق القبة» عندما جاء إلى منزلهم عبد الوهاب لتوقيع عقد فيلم «يحيا الحب». فى هذا اليوم استمع عبد الوهاب إلى منير مراد يعزف من ألحانه مقطوعة «حبى» – لم يتجاوز عمر منير مراد وقتها الخامسة عشرة من عمره – ومن هذا التاريخ بدأت علاقته بعبد الوهاب تتبلور فعمل فترة مترجمًا يسافر معه فى رحلات خارج مصر ومرات كان يعتمد عبد الوهاب على ذاكرة منير مراد التى تحفظ النغمات بسرعة ولا تنساها.
أما عن المكان الذى تعلم فيه منير مراد الموسيقى كمحترف فكان فى الإسكندرية. معهد «ماريو زينو» الذى قابل فيه الموسيقى والموزع الموسيقى العبقرى أندريا لايدر.. عمل منير بعد البكالوريا فى متجر لبيع الأدوات الكهربائية وفشل ثم عمل بائع جبن وبسطرمة وصابون.
لكن العمل الذى استمر فيه كان عمله فى الفن الذى بدأه كما قلنا عامل كلاكيت مع المخرج اليهودى المصرى توجو مزراحى ثم عمل بعدما جرب العمل فى مهن كثيرة بالفن – مساعد مخرج وممثلًا ومنتجًا ومخرجًا كما عمل معه كمساعد مخرج أنور وجدى حيث عمل معه فى 24 فيلمًا.. ملحوظة مهمة جدًا دخل منير مراد الوسط الفنى بدون واسطة. وبمجهوده.
منير كان يحمل اسما يهوديًا فى البداية وقد ظهر على تترات عدة أفلام «موريس». لكنه فى 49 وتحديدًا فى فيلم «غزل البنات» تغير اسم «موريس» ليكون فى تترات هذا الفيلم منير وبالطبع كان سبب تغييره لاسمه اعتناقه الإسلام فى ذلك التاريخ.
تزوج منير مراد 3 مرات – الأولى من فتاة يهودية اسمها «رنييه» وله منها ابنه الوحيد زكى «على اسم جده». وكانت النجمة سهير البابلى ضمن زيجاته حيث تزوجها منير مراد عقب إعلان إسلامه.
مات منير مراد فى شقته بعمارة فليبس بشارع عدلى بعدما تناول طعام السحور ونوى الصيام فى اليوم التالى «اليوم الذى توفى فيه شقيقه الأكبر إبراهيم فى الفجر أصيب بسكتة قلبية حادة.
