آثارت اتفاقية ترسيم الحدود جدلًا كبيرًا، وتساؤلات عدة حول كيفية ترسيم الحدود وما هي الأسس التي يقوم عليها ذلك التحديد، خاصةً بعد نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية.
نرصد معكم البعد التاريخي والسياسي الأمني والقانوني، حيث تتقاطع الأبعاد الثلاثة فيما بينها ويظل المؤيد الأقوى هو قواعد القانون الدولي التي تنظم العلاقات بين الدول فيما يتعلق بترسيم وتعيين الحدود.
الناحية الجغرافية لجزيرتي تيران وصنافير
جزيرتا تيران وصنافير يقعان في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كيلومتر عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كم²، وكانت الجزيرة نقطة التجارة بين الهند وشرق آسيا، وبها محطة بيزنطية لجي الجمارك للبضائع.
أما جزيرة صنافير فتقع بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها حوالي 33 كم²، وتصنع الجزيرتان ثلاث ممرات من إلى خليج العقبة.
وفي السياق ذاته، كان صدر قرار رئيس مجهورية مصر العربية رقم 27 لسنة 1990 حول ترسيم الحدود البحرية المصرية في الجريدة الرسمية – العدد 3 في 18 يناير 1990 -، وهذا ما م اثباته رسميًا بالأمم المتحدة ومناطف الحدود البحرية تعبر عن الحدود المعنية المحيطة بالساحل والشريط الساحل:
-المياه الساحلية : منطقة تمتد 3 ميلًا بحريًا من الشريط الساحلي (5.5 كليو مترًا).
-البحر الأقليمي: منطقة تمتد مسافة 12 ميلًا بحريًا من الشريط الساحلي (22.2 كليومترًا).
-منطقة الجوار: منطقة تمتد مسافة 24 ميلًا بحريًا من الشريط الساحلي (44.4 كيلومترًا).
-منطقة اقتصادية خالصة: منطقة تمتد 200 ميلًا بحريًا من الشريط الساحلي (370 كيلومترًا).
باستثناء ألا تقل المساحة عنم البلدين 400 ميلًا بحريًا (730 كيلومترً).

الحقوق التاريخية لجزيرتي تيران وصنافير ::
نرصد الأسس المعلوماتية التي تثبت سعودية تيران وصنافير، وفيما يلي رصد لتطور مفاوضات التبعية منذ عام 1897، بحسب وثائق تاريخية، ومعلوماتية:
- في خرائط تعود للعام 1897، فإن الجزيرتين تقعان ضمن أراضي الحجاز، قبل قيام المملكة السعودية، وذلك حسبما أوضحت الخرائط.
- في 1906، تم توقيع معاهدة ترسيم الحدود الشرقية المصرية، بين مصر والدولة العثمانية، تم فيها تحديد الحدود بخط يبدأ من ساحل البحر المتوسط إلى نقطة على خليج العقبة تقع شرق طابا وغرب إيلات الحالية.
- بعد دخول إسرائيل الأراضي الفلسطينية 1948، قرر الملك فيصل طلب الحماية العسكرية للجزيرتين لضعف الإمكانات البحرية للمملكة، وجعلها قواعد عسكرية مصرية، وبعدما سيطرت قوات الاحتلال في حرب 1967 على الملاحة في خليج العقبة، وأبلغت الدولتان، بريطانيا وأمريكا مااتفقتا عليه، وأن عبور السفن عبر مضيق تيران، يكون بإخطار السلطات المصرية، مع حظر مرور السفن الإسرائيلية.
- عام 1950، عقد اتفاق بين مصر والسعودية وطلبت فيه المملكة بحماية الجزر.
- 1973، اعتمدت خريطة الأمم المتحدة في 16 نوفمبر ضمن النطاق الجغرافي (XXVIII) حيث أن الجزر تقع جغرافيًا بموجب القرار 3067 ضمن النطاق السعودي.
- القرار الجمهوري 1990، وهو قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 27 لسنة 1990 بشأن خطوط الأساس التي تقاس منها المناطق البحرية لجمهورية مصر العربية، والمنشور بالجريدة الرسمية في عددها الصادر 18 يناير 1990، ولم يتضمن اعتبار جزيرتي “تيران وصنافير” داخل الحدود المصرية.
- 2007 طرح الجانب السعودية مشروع مد جسر من تبوك السعودية إلى شرم الشيخ المصرية، ويمر بالجزيرتين، إلا أن الحكومة المصرية رفضت الأمر حينها لاعتبارات أمنية.
- اتفاقية ترسيم الحدود 2016: وقع الجانبان المصري والسعودي في إبريل اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين بهدف الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل منهما بما توفره من ثروات وموارد تعود بالمنفعة الاقتصادية عليهما.
وثائق تثبت سعودية الجزيرتان::






الآراء التي تؤكد سعودية تيران وصنافير
قال الفريق حسام خيرالله وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن الحديث الذى يردده البعض بأن مصر باعت أو أجرت جزيرتى تيران وصنافير للملكة العربية السعودية، ليس صحيحا، ويسىء لصورة مصر قبل أن يسىء للعلاقات المصرية السعودية.
وأضاف حسام خير الله، أن الجزيرتين تابعتان للمملكة السعودية وهناك خطاب تم توجيهه من وزير خارجية مصر الأسبق الدكتور عصمت عبد المجيد إلى السعودية مما يقرب من 25 عاما، ينص على أن تيران وصنافير جزيرتان سعوديتان وليستا مصريتين كما روج البعض.
بينما أكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وعضو مجلس النواب، أن جزيرتى تيران وصنافير أصولهما سعودية، وتم تسليمها لمصر فى فترة من فترات للدفاع عنها، وقامت مصر ببناء منشآت عسكرية بها للدفاع عنها.
وأكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن جزيرتى تيران وصنافير لهما تاريخ كبير وأصلهما سعودى وليس مصريا، مشيرا إلى أنهما تم تسليمهما لمصر من السعودية للدفاع عنهما فى الخمسينيات وكذلك فى حرب 73.
قال الدكتور محمد غنيم، عضو المجلس الاستشارى العلمى التابع لرئاسة الجمهورية، إنه بالرجوع إلى تاريخ جزيرتى تيران وصنافير فإن الجزيرتين تتبعان السعودية، وتم عقد اتفاق بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والمملكة فى الخمسينيات بأن تكون تلك الجزيرتين تحت إدارة مصرية كى تتمكن مصر من غلق قناة السويس.