يُعتبر مرض السرطان أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في العالم، بل هو ثاني هذه الأسباب؛ حيث تبين الإحصائيات أن السرطان يتسبب في حالة وفاة في كل ست وفيات عالميًّا، وقد حصد في العام 2015م أرواح 9 ملايين شخص تقريبًا؛ وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، وفي هذا السياق ورد سؤال إلى فضيلة مفتي الجمهورية، يقول السائل فيه: كثير من الناس يموتون الآن بسبب مرض السرطان، فهل الذي يموت بسبب هذا المرض الخطير يُعَدُّ شهيدًا؟
ويقول فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الشهداء على ثلاثة مراتب؛ المرتبة الأول: شهيد الدّنيا والآخرة، وهو الّذي يقتل في قتال الحربيين أو البغاة أو قطاع الطريق، وهو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قاتلَ لِتَكُونَ كلِمةُ اللهِ هيَ الْعُليا فهوَ في سبيلِ اللهِ» متفقٌ عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وتسمى هذه الشهادة: بالشهادة الحقيقية.
والمرتبة الثانية: هو شهيد الدّنيا، وهو من قتل كذلك، ولكنه غلّ في الغنيمة، أو قتل مدبرًا، أو قاتل رياءً، ونحو ذلك؛ فهو شهيد في الظاهر وفي أحكام الدنيا. والمرتبة الثالثة: شهيد الآخرة، وهو من له مرتبة الشهادة وأجر الشهيد في الآخرة، لكنه لا تجري عليه أحكام شهيد الجهاد في الدنيا من تغسيله والصلاة عليه؛ وذلك كالميّت بداء البطن، أو بالطّاعون، أو بالغرق، ونحو ذلك، وهذه تُسمَّى بالشهادة الحكمية.