هشام قاسم أحد رجال أمريكا الذين تستخدمهم لتحقيق مصالحها بالضغط، ومن هذه الرؤية يمكن أن نقرأ إشرافه على تأسيس جريدة المصري اليوم.. التي كان لـ”كفيله” صلاح دياب نصيب الأسد في أسهمها.. ومعه رجل الأعمال والسياسي الباحث عن دور حاليا أكمل قرطام.. وآخرين.
فقد حول “هشام” الجريدة إلى منصة أمريكية في البلد.. وفتحها أمام جماعة الإخوان – المحظورة وقتها والإرهابية بعد 2013.. وهذا ليس موضوعنا الآن.
كيف خرج هشام قاسم للمشهد؟
“يقولون إذا أردت أن تعرف سر العمالة فابحث في حياة العميل”.. وحياة هشام قاسم – من حلوان حيث كان يقيم سابقا إلى جاردن سيتي مقر إقامته الحالية على مقربة من السفارة الأمريكية – بها ألغاز عديدة.
فالشاب السكندري – الذي ولد في الرابع والعشرين من ديسمبر 1959 – بدأت حياته “شيوعيٍا” وعمل من مكتب خدمات إعلامية وترجمة، ثم مراسلا لصحيفة ميدل إيست فى مصر.. قبل أن يؤسس مجلة “كايرو تايمز”.. ويتفرغ بعدها لـ”المصري اليوم”.
في هذه الرحلة – لا سيما في بدايتها – احتاج إلى المال.. وكانت الخطوة الأولى أن تخلى عن شيوعيته وبات مؤمنا بالدولار.
وطالما كان مؤمنا بالدولار.. فلا بد أن يكون حقوقيا.
وهو ما جرى بالفعل.. وامتهن هشام قاسم “العمل الحقوقي”.. ومن هنا التقطته أمريكا. وكانت مهمته الأولى أن يكون الوسيط للمحامين الأمريكيين الذين كانوا يأتون إلى مصر لحضور جلسات محاكمات الإخوان.
وأثبت “هشام” كفاءة في هذه المهمة.. ومهمات أخرى خفية.. وحصل على الجائزة الأولى حيث تم تعيينه فى منظمة الوقف الامريكى للديموقراطية – فى برنامج يحمل اسم حركة الديموقراطية فى العالم – وهذه المنظمة دورها تمويل منظمات حقوقية وصحف مصرية خاصة.
بعدها ركب هشام قاسم “القطار” مع جواد أمريكا الرابح – وقتها – أيمن نور.. والتحق بحزب الغد الذي أسسه “أيمن” وتولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في الحزب ليكون “ضابط اتصال” بينه وبين واشطن وغيرها من العواصم الغربية.
وبالتوازى كان يضع قدمه في “قطار أمريكي” آخر.. هو منظمة ابن خلدون.. لصاحبها سعد الدين إبراهيم.. رجل واشنطن الأول والمعلن.
ولأنه أثبت كفاءة شديدة للغاية تلقى “حوافز”.. منها ترتيب لقاء منفرد له مع وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، بمقر السفارة بالقاهرة، بناء على دعوة شخصية.. وبعدها كان ضيفا على الرئيس الأمريكى الأسبق، جيمى كارتر، في نقاش حول فرص وصول الإخوان للحكم إذا سقط نظام مبارك!
ماذا فعل هشام قاسم في 2007؟
جرى ما جري في السنوات التالية لعام 2007 وصولا إلى أحداث يناير 2011.. وكان “هشام” واحدا من المحرضين الكبار.. وأيضا ممن مهدوا الطريق أمام جماعة الإخوان للوصول إلى الحكم.
وطوال هذه السنوات استمر في أداء دوره المرسوم أمريكيا بدقة. حتى جاءت ثورة 30 يونيو لتهدم كل المخططات. وهنا جن جنونه.
لقد سقط كل ما خطط له وسعى إليه.. حتى أنه لم يجد وظيفة في أي من صحف مصر. بما فيها المشبوهة منها.
ولما أتوا به إلى إحدى الصحف ليجري عملية إعادة هيكلة. طرده الصحفيون بعد أن تبين لهم أن هذه المنادي بحرية الصحافة لا يعرف أي شيء عن هذه الحرية.. فكان أول قراراته فصل عدد هائل من الصحفيين.
بات “هشام” عاطلا عن العمل.. ويبدو أن تعاقب الإدارات الأمريكية قد أفقده حظوته عند واشنطن. إن لم يكونوا قد تخلوا عن خدماته بعد أن أصبح كارت محروق بل ومفضوح. ورائحة تصل لمئات الأمتار.
من هنا اختار العاطل أن يتحول إلى “معارض” لكل ما يجرى على الأرض في مصر. وحول صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة إلى منصات للأكاذيب والفوضى.
والحقيقة أن هشام قاسم كان يعرض خدماته على من يدفع عبر ما يكتبه في صفحاته.
والتقط الإخوان هذه الإشارة وبدأوا في “ركوبه”.. ويوم بعد يوم زادت أكاذيبه وشائعاته ووقاحاته. معتمدا في ذلك على جنسيته الأمريكية المزعومة!
وصار هشام ضيفا دائما على قنوات الإخوان.. يخرج يسب كل شيء ويسفه من كل شيء ويهين أي شيء. ثم يشكو من تضييق الحرية في مصر.
وبعدما أدى هذا الدور المرسوم.. نزل على الأرض.. كما فعل في سنوات ما قبل أحداث يناير.. حيث أسس – هو وآخرين – ما يسمى التيار الليبرالي الحر.. وهو “تيار” غامض ومريب.. ورائحته ليست طيبة على الإطلاق.
