داعش و الإخوان.. وجهان لفكر متطرف واحد

في home-slider-left, مقالات

جماعة الاخوان المسلمين هو كيان يرجع تأسيسه إلي العشرينيات من القرن الماضي،فبعد سقوط الخلافة العثمانية في تركيا بسقوط حكم السلطان عبد الحميد الثاني علي يد مصطفي كمال أتاتورك في عام 1924 و اعلان الجمهورية التركية و نهايه الحكم العثماني الي الأبد،طرأت فكرة في عقل مدرس و هو السيد حسن البنا بأن يقوم بتوحيد المسلمين تحت لواء جديد وهي جماعة الاخوان المسلمين، ومن أجل نشر دعوته أو بالأصح ارهاصات الجماعة دار البنا النجوع و الكفور والمراكز و المحافظات في شتي محافظات مصر ونجحت الدعوة في استمالة الكثير من المصريين البسطاء في ذلك الوقت لتطلعهم لانهاء الاحتلال الانجليزي من ناحية و لمبادىء الدعوة التي قامت عليها الجماعة من ناحية أخري.

ما لبثت أن تشكلت الجماعة و أصبح لها مجلس شوري حتى ظهر بداخلها كيانًا جديدًا ارهابياً أو كما كان يُطلق عليه مسمي جهاديًا يقوم هذا الكيان علي القيام بأعمال قتل و اغتيالات واسعة في البداية كان المستهدف من هذا الكيان هم الانجليز و لكن سرعان ما اسٌتهدف به مصريين راحوا ضحيته من أمثال النقراشي باشا و أحمد باشا ماهر.

و مع قيام ثورة الثالث و العشرين من يوليو عام 1952 راحت الجماعة الطامعة في السلطة الي بذر فتنتها و التوسع في أعمالها حتي حاولوا قتل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر في حادثة المنشية عام 1954 و التي نجا منها و لكن نجحت مساعي الجماعة في قتل الرئيس السادات في أكنوبر عام 1981 أثناء العرض العسكري بمنطقة المنصة.

ومع حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك حرص علي خلق سياسة وسيطة مع الجماعة للوقاية من شرورهم و حفظ استقرار الدولة فسمح لهم بعضوية المجالس النيابية بغرفتيها الشعب و الشوري و ظل الحال علي ما يرام في عصر الرئيس مبارك مع بعض الاعتقالات للقيادات الاخوانية الكبيرة و التي كانت تهدد الاستقرار و نظام الحكم في مصر من أمثال خيرت الشاكر ومحمد بديع و غيرهم، و حقيقة الأمر فقد لقت الجماعة في عهد الرئيس مبارك امتيازات عديدة وصلت الي عضوية 88 عضواً بها في مجلس الشعب المصري.

ومع اندلاع أحداث يناير 2011 سعت الجماعة في مصر فسادًا، فقد ترأى لهم حلم السلطة من جديد لاسيما أنها كانت الفئة الوحيدة المُنظمة علي مستوي الأرض ومن ثم أخذت تتبني و تسعي لتحقيق حلمها الذي غاب طيلة ثمانين عامًا، فكانت وراء موقعة الجمل و احداث العنف في البلاد و في التعديلات الدستورية تبنت الجماعة و اعضائها و ووجهت الرأي العام لضرورة عقد انتخابات رئاسية مبكرة أولاً، و هو الأمر الذي تحقق مع مطلع يناير 2012 فأن قدمت الجماعة أحد قياداتها و هو الدكتور محمد مرسي ليكون في سدة الحكم رئيسًا لجمهورية مصر العربية.

عام كامل قضاها الرئيس السابق محمد مرسي أو بالأحري جماعة الاخوان المسلمين في الحكم نشروا فيها افكارهم و اتباعهم و من علي شاكلتهم في شتي الهيئات و الوزارات و الجامعات و المؤسسات حتي صارت جميع المصالح الحكومية اخوانية الهوي،و هو الأمر الذي رفضه عموم الشعب المصري و سعي الي الخلاص من هذا الكابوس الذي استمر لمدة عام كامل،و من ثم لجأ الشعب الي الاستنجاد بالمؤسسة الأقوي و الأكثر تنظيمًا في مصر و التي تنحاز دائماً إلي صفوف الشعب ألا و هي المؤسسة العسكرية،حتي قامت ثورة الثلاثين من يونيو 2013و قد أعقب خطاب الفريق الأول عبد الفتاح السيسي – وقتئذ- و اعلان الدولة الجديدة قيام الجماعة و اعضائها و المنتسبين لأفكارها بقيام بأعمال قتل و عنف و حرق و غدر و فوضي في شتي انحاء مصر لاقناع الشعب باختيارهم او الخيار الثاني ستكون الفوضي.و قد استقرت الفوضي في الداخل في موقعين: الاول هو موقع رابعة العدوية و الثاني هو ميدان النهضة،و لقد استمر المعسكريين قرابة الشهرين تبث فيهما جماعة الاخوان وقياداتها بذور الفتنة و القلق والاضطرابات في البلاد و عرقلة السلم والاستقرار في البلاد،ثم سرعان ما نجح الجيش في فض الاعتصامين و باتت عجلة الاستقرار في الدوران.طار أعضاء الجماعة الارهابية من مصر الي الدوحة القطرية و البعض فضل اسطنبول التركية ليجدا فيهما الملاذ الآمن لهم،لاسيما بعد رفضهم الاعتراف بثورة المصريين الثانية و بالدولة الجديدة التي أقرها الشعب المصري.ثم قامت جماعة داعش الإرهابية و هو الاسم المختصر لجماعة ( دولة الإسلام في العراق و الشام) بالتخريض علي اعمال العنف و القتل في سيتاء ضد الجيش و الشرطة و المدنيين.

و مع حلول ديسمبر من العام الماضي و ىيناير من العام الجاري باتت المواقف تتغيير ،فخرجت الدوحة تعلن عن طلب المصالحة مع مصر برعاية خليجية و تمت المصالحة في اعقاب جلسات مجلس التعاون الخليجي،أما عن تركيا فمع مطلع العام الحالي تغيرت المواقف التركية تجاه السياسة المصرية و بدأت الاعتراف بخطأها في حق مصر و أنها قامت بغلق جميع البرامج الخاصة بالاعلاميين المصريين الذين يحرضون ضد الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

و هو الأمر الذي أثار حفيظة أعضاء الجماعة في تركيا، فبدأوا أولا في تمويل الأحزاب المعارضة لنظام الحكم التركي الحالي بقيادة الرئيس رجب أردوغان،و بعد ان وفرت تركيا لهم الاستقرار و الأمن لسنوات عملوا علي تخريب أرضهم كما فعلوا سلفًا بمصر،و يعملون حاليًا علي خرق السلم المجتمعي في تركيا و تحريض الاحزاب المعارضة علي الفوضي و خرق أعمال العنف في البلاد، و لاشك ان ذلك يدل علي أن الجماعة لا دين و لا وطن لها فهي تعمل علي مصالحها فقط،فقديماً كانت مصلحتها مع مصر فباعتها ثم كانت مع تركيا و ها هي تتنكر لها لتبحث لها عن وطن جديد بعد ذلك.

المواضيع المرتبطة

وزارة التموين تشكل لجنة عليا لمتابعة أسعار الخبز السياحي الحر

أكد الدكتور على المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الأيام القادمة ستشهد تشكيل لجنة عليا لمتابعة أسعار الخبز الحر

أكمل القراءة …

الصحة تطلق 90 قافلة طبية مجانية تستمر حتى نهاية الشهر الجاري

أعلنت وزارة الصحة والسكان، إطلاق 90 قافلة طبية مجانية بمختلف محافظات الجمهورية، بداية من 16 وحتى 30 ابريل الجاري،

أكمل القراءة …

الأرصاد تحذر من ظاهرة جوية غدا وارتفاع مفاجئ بالحرارة 6 درجات

حذرت هيئة الأرصاد الجوية من تغير مفاجئ في درجات الحرارة غدا الأربعاء مع وجود ظاهرة تلزم الحذر من جميع

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل