احتفلت مصر يوم الاربعاء 15-9/2021 بمرور ٦٥ عامًا على تولى المرشدين المصريين إدارة الملاحة البحرية بقناة السويس ، فمنذ أن ألقى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في 26 يوليو 1956 خطابه التاريخى الشهير من ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية، بإعلان تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية،حيث قرر تأميم المجرى الملاحي بنقل الملكية من الحكومة الفرنسية إلى الحكومة المصرية، لياتى قرار التأميم ردا على قرار البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا بسحب تمويلهم لبناء السد العالي.
وقد نص قرار التأميم على أن «تنقل إلى الدولة جميع ما للشركة من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة على إداراتها، ويعوض المساهمون وحملة حصص التأسيس عما يملكونه من أسهم وحصص بقيمتها، مقدرة بحسب سعر الإقفال السابق على تاريخ العمل بهذا القانون في بورصة الأوراق المالية بباريس، ويتم دفع هذا التعويض بعد إتمام استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة»يعتبر هذا القرار إنجازًا تاريخيًا في سجل البطولات المصرية، وملحمةً لانتصار الإرادة المصرية، حيث تنبع أهمية قناة السويس من كونها أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب وذلك بسبب موقعها الجغرافي الفريد فهي قناة ملاحية عالمية هامة تصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس مما يصبغ عليها هذا الموقع الفريد طابعا من الأهمية الخاصة للعالم ولمصر كذلك.
وفى ذات السياق قامت هيئة قناة السويس فى احتفاليتها بمناسبة الذكرى 65 على نجاح الإدارة المصرية في تولي قيادة قناة السويس بعنوان ” ربابنة قناة السويس رجال اوفياء ” وذلك بعد انسحاب المرشدين الأجانب في يومي ١٤ و١٥ سبتمبر ١٩٥٦بهدف توقف الملاحة في محاولة لإحراج الإدارة المصرية واثبات عجزها عن إدارة المرفق الملاحي بعد تأميم قناة السويس في يوليو من نفس العام ولكن المرشدين المصريين بالتعاون مع عدد من المرشدين اليونانيين تمكنوا من إدارة حركة سير السفن على مدار 48 ساعة دون توقف وفشلت المؤامرة هذا وقد كرم الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة عدد من المرشدين القدامى وأسماء الراحلين منهم والمرشدين المتميزين بالهيئة وتضمنت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلى بعنوان “أبطال فوق العادة” حول طبيعة عمل المرشدين والتحديات التى يواجهونها خلال عملية إرشاد السفن وفيلم آخر بعنوان “كلمة السر” حول عمليات الإرشاد النوعية لربابنة السفن بالقناة خلال السنوات الأخيرة وخلال أزمة سفينة الحاويات إيفر جيفينوتابع الفريق ربيع، التاكيد على أن مصر لديها أعلى مرشدين من ناحية الكفاءة على مستوى العالم، ولم يتخلوا يومًا عن واجبهم في إدارة دفة الملاحة، كما أضاف أن المرشدين في الهيئة يمتلكون قدرات عالية ويتعاملون مع أكبر السفن في العالم بكل احترافية، مشيرًا إلى أن سفينة إيفرجيفن التي علقت في مارس الماضي، قد عادت للمرور إلى قناة السويس من جديد.
فيما اكد الفريق أسامة ربيع علىأن إيردات القناة خلال أغسطس الماضى حققت زيادة بنسبة 20.3% عن الشهر ذاته من العام الماضي، فيما حققت أعداد السفن المارة زيادة ٢٤% خلال أغسطس الماضى بمرور 1884 سفينة، مقابل 1512 سفينة فى أغسطس من العام الماضى، وحققت حمولات السفن زيادة بنسبة 15.9% عن أغسطس من العام الماضي، مضيفاً أن زيادة أعداد السفن ترجع لانتعاش حركة النقل البحرى عقب فتح أسواق الصين بعد انحسار جائحة كورونا خلال العام الجاري، واستعادة نشاط منطقة اليورو والذى دفع الصين لتوريد قطع غيار للمصانع وبالتالى تنشيط حركة التجارة العالمية،
هذا وقد وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، تحية تقدير واعتزاز لمرشدي قناة السويس الذين لم يتخلوا لحظة عن واجبهم في إدارة دفة الملاحة بالقناة في ظل أصعب الظروف منذ تأميمها وتسلم إدارتها المصرية في عام ١٩٥٦ وحتى اليوم، وساهموا بجهودهم المضنية في الحفاظ على السمعة الدولية لقناة السويس كأهم شريان ملاحي في العالم.
فمعركة تأميم قناة السويس التي حفرت في الذكرى المصرية بحروف من دماء ابنائها تثبت بكل عزة وفخر أن القناة التي رواها المصريون بدمائهم قبل أن ترويها مياه البحر ستظل رمزا للعزة والكرامة والفخر.
