تعاني لبنان من أزمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وعودة الاحتجاجات للشارع في ظل استمرار أزمة تشكيل الحكومة الجديدة وهبوط الليرة لمستويات قياسية أمام الدولار.
وعلّق عدد من الكتّاب آمالا للخروج من الأزمة الحالية عبر الانتخابات القادمة وقوى التغيير، وكذلك من خلال دور يلعبه المجتمع الدولي والجيش اللبناني.
فقال الكاتب اللبناني وفيق إبراهيم: “ما يُصيب لبنان منذ أكثر من عام متواصل تقريبا هو أكثر من كاف لانهيار الكيان السياسي اللبناني وفرار سلطته السياسيّة أو تدميرها على الأقل”.
وتضاف أن “الجوع بدأ يضرب أبواب منازل الطبقات الوسطى والفقيرة ويهدمها ولا يحتاج إلا إلى تغطية سياسية من الفرنسيين والأمريكيين والسعوديين”.
ونظرا لهذه الازمة التي تمر بها لبنان اتفق المشاركون في الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي، اليوم الأربعاء، على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك.
وجاء الاتفاق في اجتماع استضافته الأردن، وضم إلى جانبها كلا من مصر وسوريا ولبنان. ويهدف الاجتماع بحسب وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي، إلى التعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للبنان عبر الأراضي الأردنية والسورية، من خلال خط الغاز العربي.
وحضر الاجتماع المهندس طارق الملا ووزير البترول والثروة المعدنية والثروة المعدنية والمهندسة هالة زواتي وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية والدكتور ريمون غجر ووزير الطاقة والمياه اللبناني والمهندس بسام طعمة وزير النفط والثروة المعدنية السورى.
وأكدت أن الاجتماع يأتي إيمانا بأن التعاون بين دول خط الغاز العربي سيكون خطوة فعالة ومؤثرة في دعم المشاريع الاستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة والتي من شانها الانعكاس ايجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول مؤكدة أهمية الاجتماع في إطار التعاون المشترك بين دول خط الغاز العربي والعلاقات الوثيقة التي تجمعهم واستمراراً للتعاون في مجال قطاع الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعي بشكل خاص.
من ناحيته قال الدكتور عماد عكوش، إن الغاز المصري يساعد بإعادة العمل بأكبر معملين لإنتاج الكهرباء في لبنان، وهما معمل دير “عمار والزهراني”، حيث سيتم تزويد المعمل الأول بأنبوب مباشر من مصر، في حين سيتم نقل الغاز للمعمل الآخر عبر السفن لعدم وجود أنبوب بين المعمل الأول والثاني لنقل الغاز.
وأضاف أن المعملين ينتجان نحو ثلث حاجة لبنان من الكهرباء بنحو 860 ميجاوات، ويمكن زيادة التغذية لنحو 8 ساعات يوميا، الأمر الذي يساعد بشكل جزئي في حل أزمة لبنان، خاصة ان إنتاج الكهرباء يتم عن استعمال المولدات الخاصة التي يستخدم فيها المازوت، وهو ما خلق السوق السوداء التي أدت لارتفاع الأسعار.
وأشار إلى وصول الغاز المصري يساعد لبنان على المستويات الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالأسواق المالية وسعر الصرف، والقطاعات الاقتصادية والخدمات والزراعة وكل القطاعات التي تعتمد على الكهرباء والتي تعطل مال يقرب من 80 بالمئة منها.
هذا وأكد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن هناك تكليفات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بسرعة دعم الأشقاء في لبنان من خلال إمدادهم بما يحتاجونه من الغاز الطبيعي لتخطي الأزمة الحالية.وأضاف في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء بالعاصمة الأردنية عمان، عقب اجتماعه مع وزراء البترول والطاقة في الأردن وسوريا ولبنان، أنه تم وضع خارطة طريق خلال الاجتماع تنفذ خلال الأسابيع القادمة ومن خلال الفرق الفنية للعمل على ضخ الغاز الطبيعي إلى لبنان في اقرب فرصة، مشيرا إلى أن العمل سيتم على مسارين يتم فيهما مراجعة الجاهزية الفنية للبنية التحتية من خطوط وشبكات نقل الغاز وكذلك بعض بنود التعاقد السابقة.
ومن جانبه، أكد وزير الطاقة اللبناني الدكتور ريمون غجر، أهمية التعاون الحالي مع الدول الشقيقة مصر والأردن وسوريا في قطاعات حيوية بلبنان مثل الكهرباء والوقود ونقل الغاز الطبيعي اللازم لتوليد ووجه الشكر لدول مصر والأردن وسوريا والوزراء على سرعة الاستجابة، كما نوه أن لبنان ستستورد الطاقة الكهربائية من سوريا والأردن بعد إصلاح البنية التحتية من المناطق المتضررة.