مصر وفلسطين وقضية الصراع والبقاء

في home-slider-right, تقارير وتحقيقات
مصر وفلسطين

منذ عام 1948 و مع احتلال الكيان الصهيوني للأراضي الفلسطينية أولت القيادة السياسية المصرية سواء في العهد الملكي أو قيام الجمهورية المصرية عام 1952 اهتمامًا بالغاً بالقضية الفلسطينية،ففلسطين كانت و مازالت تمثل المدخل الشرقي لمصر و جزءًا من اللأمن القومي المصري.

قامت مصر في بادىء الأمر بالمشاركة في حرب فلسطين و التي راح ضحيتها الكثير و الكثير من الشباب انطلاقًا بأحقية الفلسطينيين في استقلال دولتهم و نبذ ذلك الاستعمار الغاشم الذي راح يستبيح الأراضي الفلسطينية كمكان لاقامة دولة هلامية قائمة علي وعد من لا يملك “بلفور” لمن لا يستحق ” الصهاينة”،و في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان من أكثر الزعماء اهتمامًا بها حيث اعتبرها جزءا من الأمن المصري و ليست مجرد قضية وجود و اثبات احقية في أرض و ان علي اليهود ترك الأراضي الفلسطينية و مغادرتها تمامًأ رافعًا شعار ” لا اعتراف .. لا صلح .. لا تفاوض” و قد عملت مصر في هذة الفترة علي اقتراح انشاء منظمة التحرير الفسطينية و كذلك جيش التحرير الفلسطيني،و مع تولي الرئيس الشهيد أنور السادات الحكم في مصر تغيرت الأوضاع قليلاً بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي اهتمت بتحقيق السلام مع مصر و كذلك بتراجع اليهود عن الأراضي التي احتلوها منذ عام 1967 و فيما بعد كما كانت من جهوده أيضًا هو دعوته للفلسطينيين و الاسرائيليين للاعتراف المتبادل قيما بينهما، و بتولي الرئيس مبارك الحكم سار علي نفس السياسة السابقة التي رسمها الرئيس أنور السادات و محاولة تهدئة الأمور و الأوضاع في الأراضي الفلسطينية و محاولة تهدئة الأوضاع في داخل قطاع غزة و الوصول إلي حلول شاملة و عادلة و ظهر في عهده لأول مرة مبدأ الأرض مقابل السلام مع وقف الاستيطان الاسرائيلي و في عام 1993 شارك الرئيس مبارك في توقيع اتفاقية أوسلو و الخاصة بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي.

كانت مصر و لا تزال طوال العقود الماضية تنادي بأحقية الشعب الفلسطيني في إقامة دولته و عاصمتها القدس الشريف،و منذ نوفمبر 2002 تستمر مصر في دعم الحوار الفلسطيني بين حزبيه فتح و حماس و تستمر القاهرة بشكل دوري في استضافة اطراف هذا الحوار و العمل علي تقريب وجهات النظر بينهم انطلاقا من دور مصر الريادي في المنطقة قبل عام 2011 و بعده،و ايمانًا بيقين مصر بأن تلك القضية لم و لن تتقدم إلا بتصالح القوي الفلسطينية و نبذ اي تعصب فيما بينهم،و في عام 2003 أيدت مصر وثيقة جنيف بين الفلسطينيين و الاسرائيليين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

و مع اندلاع أحداث ثورة الخامس و العشرين من يناير سمحت مصر و في ظل الحالة الأمنية الصعبة في الداخل و التوترات علي الحدود الشرقية بدخول عشرات المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية فضلًا عن السماح بدخول المساعدات من الأدوية و المواد الغذائية و السلع و المهمات الطبية.

و عقب قيام ثورة الثلاثين من يونيو 2013 و تولي الرئيس الأسبق عدلي منصور أمور الحكم في مصر لفترة قصيرة أولي اهتمامًا هو الآخر بالقضية الفلسطينية و تمكنت مصر من النجاح في اقناع حركتي فتح و حماس في التوقيع علي اتفاقية المصالحة التي سعي لها كثيرًا لمدة قاربت من عشرة أشهر من عام حكمه.

و مع اعتلاء الرئيس السيسي سدة الحكم في مصر عام 2014 و اهتمت القيادة السياسية و الحكومات المصرية المتتابعة بالشأن الفلسطيني و هو ما أكده الرئيس السيسي في مناسبات متعدده ة تأكيده علي موقف مصر الدائم و الثابت في دعم القضية الفلسطينية و العمل علي استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في اقامة دولته المستقلة و ذلك وفق الشرعية الدولية.

و في غمار صراع مصر مع الارهاب أعلن الرئيس السيسي أن مصر ستواصل سعيها الدائم نحو نحو إقامة دولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية و كذلك التوصل لتسوية عادلة و شاملة من شأنها دعم الاستقرار في المنطقة و تخفيف وطأة الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، كما دعا الرئيس السيسي إلي الحفاظ علي الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية و كذلك دعم الفلسطينيين في طلباتهم من تنفيذ المبادرة الفرنسية أو الذهاب إلي مجلس الأمن الدولي.

و في الأيام القليلة الماضية و مع اشتعال الصراع مرة أخري بين الفلسطينيين – أصحاب الأراضي- و الكيان الصهيوني – المستعمرين- راحت مصر تمارس ايمانها العميق بحقوق الشعب الفلسطيني في السلام و العيش في هدوء و تم الاتفاق بفضل الرعاية المصرية علي وقف اطلاق النار من الجانبين و التهدئة و هو الاتفاق الذي تبناه اللواء عباس كمال مدير المخابرات العامة المصرية، و أعلنت مصر فتح معبر رفح البري للحالات الانسانية و التي تحتاج الي المساعدة سواء الطبية أو التعليمية، و في نفس الوقت قامت الحكومة المصرية بارسال مساعدات انشائية لاعادة إعمار القطاع بعدما لحق به من خراب.

و في النهاية يري الدكتور أحمد حمدي عبد المنعم أن مصر دائمًا و أبدًا لم تتوان او تتغافل عن دورها تجاه القضية الفلسطينية و حتى في أشد اللحظات ضبابًا كانت تساعد و تساهم القضية الفلسطينية التي طالما آمنت بها و وقفت بجانبها.

المواضيع المرتبطة

قرار عاجل من” كولر” بعد فوز الأهلي على الجونة

أعلن مارسيل كولر، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، إنه توقع طريقة لعب الجونة وإن الأهلي بدأ

أكمل القراءة …

الحكومة تزف بشرى سارة للمواطنين في عيد شم النسيم

وأعلن وزير العمل حسن شحاتة، أن غدا الأحد، الموافق 5 مايو 2024، وبعد غد الإثنين، الموافق 6 مايو الجاري،

أكمل القراءة …

“مصطفى بكري” يكشف صحة قوله بأن اتحاد القبائل العربية من فصائل القوات المسلحة

قام الإعلامي مصطفى بكري المتحدث باسم اتحاد القبائل العربية، بنفى صحة ما رددته عناصر الجماعة الإرهابية وبعض المغرضين من

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل