ملف تحلية المياه في مصر خيار أساسي سياسي إقتصادي

في الوقت الذي تواجه فيه مصر تحدي كبير في قطاع المياة بسبب تداعيات أزمة سد النهضة الأثيوبي وما يترتب عليه من أثار على القطاع المائي ظهرت على الساحة بعض التداعيات لزيادة فرص الإستثمار في مجال المياة في مصر بإعتبارها واحدة من المجالات الواعدة في مجال الإستثمار في مصر.
لا يخفى على أحد أهمية الماء لكل إنسان باعتبارها عنصر مهم للحياة وركيزة أساسية للأمن القومي لأي بلد، يستمد شعب مصر الماء من نهر النيل بشكل أساسي مع إعتماد بسيط على المياة الجوفية وإعتماد أقل على مياة الأمطار وتدوير مياة الصرف الزراعي ويقدر نصيب الفرد اليوم بنحو 663 مترًا مكعبًا، وهو يقل عن النقطة الحرجة لحصة الفرد عالميًا والتى تحدد عند 1000 متر مكعب وهنا تصنف الدولة بالمعاناة من ندرة المياه أو الفقر المائى مما جعل القيادة السياسية برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي يوجه أجهزة الدولة لإنتاج محطات تحلية لمياة البحر لتكون عنصراً مهماً للإعتماد عليها في مياة الشرب لسد العجز المائي في مصر بالإضافة إلى إعادة تدوير مياة الصرف الصحي لتكون بمثابة خطوة فعالة لسد العجز قبل فوات الأوان بسبب سد أثيوبيا لذا تعكف الحكومة على تحقيق أقصى إستفادة ممكنة من فاقد المياة بسبب البخر أو تسريبات ومن فاقد المياة خلف السد العالي لتقليل البخر وإحلال وتطوير قنوات متصلة بالسد لتقليل الفقد في خيار أساسي سياسي وليس إقتصادياَ
وبسبب إرتفاع تكلفة معالجة الماء من إنشاء سدود وعمل بنية تحتية كاملة وتكنولوجيا معقدة لإستخراج الماء جعلت الحكومة تفكر في طرح فرص الإستثمار في هذا المجال مما جعلها تدخل بقوة عصر تحلية المياة خلال السنوات الأخيرة فقد توسعت الدولة في مشروعات هذا المجال خصوصاً في المناطق والمدن الجديدة بين البحر الأحمر والمتوسط بالإضافة إلى محطات تنقية مياة الشرب ومعالجة مياة الصرف للمنازل والصرف الصحي الصناعي في مشاريع عملاقة تخدم أهالي مصر مثل محطة رفع المياه المنقاه بمحطة معالجة الصرف الصحى بمركز منفلوط محافظة أسيوط، ومحطة رفع مياه الصرف الصحى بقرية العتامنة مركز منفلوط محافظة أسيوط، فضلا عن توريد و تركيب الأعمال الكهروميكانيكية بمحطتى رفع مياه الصرف الصحى بنقباس ومنية السباع بمحافظة بنها حتى أصبحت مصر تمتلك المحطات الأكبر بالشرق الأوسط لتحلية المياه وتستهدف إلى زيادة طاقة محطات تحلية مياة البحر ليبلغ إجمالى طاقات محطات التحلية بالشركات التابعة للشركة القابضة نحو 2.7 مليون متر مكعب فى اليوم بحلول عام 2037 .