ان العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والمغرب تطورت بصورة واضحة خلال السنوات الأخيرة، وهناك صعود مستمر في حجم التبادل التجاري بينهم، منذ دخول اتفاقية إقامة اللجنة العليا المشتركة بين البلدين إلى حيز التنفيذ في مايو 1997، وتوقيع اتفاقية التبادل الحر بين البلدين في عام 1998، وكذلك توقيع البلدين في مايو 2006 بروتوكولاً إضافياً لاتفاقية التبادل الحر بينهما بهدف الإسراع بعملية التحرير الجمركي بين البلدين، علاوة على اتفاقية “إعلان أغادير” والتي دخلت حيز التنفيذ منذ يوليو 2007.
وقد صرحت السيدة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة المصرية فى فبراير 2020، إن حجم التبادل التجاري بين مصر والمغرب بلغ خلال عام2019 حوالى 681 مليون دولار منها 540 مليون دولار صادرات مصرية و141 مليون دولار واردات من المملكة المغربية، كما ارتفع حجم الاستثمارات المغربية في مصر، احتل بها المغرب المرتبة 40 بين الدول المستثمرة في مصر، بحجم استثمارات يصل إلى حوالى 80 مليون دولار في 184 شركة تعمل في مجالات الاسمنت والصناعات الكيماوية ومواد البناء والصناعات المعدنية والغزل والنسيج وبطاريات السيارات بالإضافة إلى شركات في مجال الانشاءات والخدمات والسياحة والاتصالات.
هذا وقد صرح وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد المغربي مولاي حفيظ العلمي بأن تأخر دخول الصادرات المغربية إلى مصر قد يكون عقبة كبيرة أمام تعزيز العلاقات التعاون الاقتصادى والثنائى، و جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب المغربي، حيث كشف الوزير أنه أجرى محادثات مع وزيرة التجارة المصرية نيفين جامع، وعبر عن انزعاجه من الأمر، بينما عبرت هي الآخرى عن “استيائها من القيود المفروضة على وصول العمال والبضائع المصرية أيضاً في المغرب.
وعلى هامش ذلك فقد عقدت الوزيرة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، جلسة مباحثات موسعة مع، مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة المغربي، «عبر تقنية الفيديو كونفرانس»، يوم الاربعاء 23/6/2021 و تناولت مستقبل التعاون الاقتصادي المشترك وسبل تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارات المشتركة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، بحضور السفير أشرف إبراهيم، سفير مصر بالمملكة المغربية، والدكتورة دينا محمود، رئيس الادارة المركزية للاتفاقيات التجارية بقطاع الاتفاقيات والتجارة الخارجية والمستشار تجاري نهى كمال، مدير إدارة المغرب العربي بالتمثيل التجاري وأحمد شوقى، رئيس المكتب التجاري المصري بالمغرب وعبد الواحد رحال، مدير عام التجارة بوزارة التجارة والصناعة المغربية.
وقد وأكدت الوزيرة على عمق وتاريخية العلاقات الثنائية المصرية المغربية والتي تستند إلى علاقات الترابط الأخوي والعربي بين البلدين، مشيرةً إلى أهمية ترجمة العلاقات المتميزة لتعاون اقتصادي تجاري واستثماري ملموس تصب في مصلحة اقنصاد البلدين ويعود بالنفع على الشعبين الشقيقين ، وأضافت الوزيرة أن السوق المغربي يعد أحد أهم الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية بمنطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا، مشيرةً إلى أن إجمالي الصادرات المصرية لدولة المغرب بلغ العام الماضي نحو 468 مليون دولار، كما بلغ إجمالي الصادرات المصرية خلال الـ 5 أشهر الأولى من العام الحالي 265 مليون دولار.
ومن جانبه أكد مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة المغربي حرص بلاده على تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي المشترك مع مصر لمستويات متميزة وبصفة خاصة في القطاعات التجارية والاستثمارية، مشيرا إلى أهمية تفعيل العمل المشترك لتحقيق توازن بمعدلات التبادل التجاري وتعديل الميزان التجاري بين البلدين والذي يميل بشدة لصالح مصر.
كما أكدت أيضاً على أنه تم الاتفاق مع الجانب المغربي على تشكيل مجموعة عمل من وزارتي التجارة في البلدين لحصر المعوقات والتحديات التي تعترض حركة التبادل التجاري والتعاون الاستثماري بين البلدين، وإيجاد حلول جذرية لها في أسرع وقت ممكن، مشيرةً إلى أهمية تدشين آلية عمل ميسرة بين البلدين ترتكز على إجراءات واضحة وضوابط زمنية محددة لتسهيل نفاذ الصادرات المصرية للأسواق المغربية والصادرات المغربية للسوق المصر، كما اعربت “جامع” عن استعداد الوزارة لتقديم كافة أوجه الدعم للمستثمرين المغاربة الحاليين والجدد، مشيرةً إلى حرص الوزارة على جذب المزيد من الاستثمارات المغربية للسوق المصري بمختلف القطاعات الإنتاجية خلال المرحلة المقبلة، مؤكدة على أن الفترة المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة على المستويين الوزاري ومستوى مجموعات العمل الفنية مع الجانب المغربي لبحث كافة ملفات التعاون الاقتصادي المشترك وكذا الوقوف على التحديات التي تعترض انسياب حركة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين البلدين.
وأشار الوزير المغربى، أيضاَ إلى أهمية فتح صفحة جديدة للتعاون التجاري والاستثماري بين مصر والمغرب من خلال العمل على حل كافة المشكلات والتحديات التي تعترض انسياب التجارة البينية وتدفق الاستثمارات المشتركة بين البلدين، لافتًا إلى أهمية زيادة معدلات التجارة البينية بين مصر والمغرب لمستويات تليق بالعلاقات السياسية المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين، هذا وقد وجهت جامع الدعوة إلى مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة المغربي لزيارة القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك واستعراض كافة الملفات المطروحة على جدول الأعمال لتذليل اية عقبات تعرقل حركة النمو التجارى والتبادل بين البلدين، وكذا التشاور بشأن كافة الموضوعات والقضايا الاقتصادية الإقليمية والعالمية محل الاهتمام المشترك.
