منذ أكثر من عقدين من الزمان و جهاز المخابرات العامة المصرية لم يقتصر علي دوره الامني في جمع المعلومات المخابراتية و ضبط شبكات التجسس في الداخل و الخارج و لا حتي متابعة الأوضاع الأمنية داخليًا و خارجيًا فقط بل امتد دور رئيس هذا الجهاز ليقوم بمساعدة و معاونه وزير الخارجية في تحقيق بعض النجاحات فيما يتعلق بمناطق الصراع الشرق أوسطي و محاولات تقريب وجهات النظر و حل المشكلات في المناطق و البلدان المحيطة بمصر و التي تشكل جزء من الامن القومي.
كان من قبل اللواء عمر سليمان يشكل قبل أحداث ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 حلقة الاتصال و الوصل بين مصر و حركتي فتح و حماس في فلسطين،و كان دائمًا ما يقوم بدور الوسيط لوقف الصدع الذي يدور في جبهتي الأمة الفلسطينية،ثم مع أحداث الفوضي فيما بين أعوام 2011 و حتي 2013 كان الأمن الداخلي و الخارجي هو الشغل الشاغل لجهاز المخابرات العامة، فقل الدور الدبلوماسي لحساب الأمن المحلي،ثم مع تولي المستشار عدلي منصور زمام الحكم في مصر عاد جهاز المخابرات يمارس دوره و بقوة في وأد الصراعات الاقليمية في المنطقة العربية و لا سيما بعد أن ضرب ” الخريف العربي الجهادي” أغلب هذة الدول المحيطة بمصر.
كان من أهم و أشهر هذة الدول هي ليبيا و التي مثلت مع رحيل الرئيس الليبي معمر القذافي بؤرة فاسدة و ملاذًا آمنًا لمحظم الجماعات الارهابية و التكفيرية،و هذا الي جانب القضية الفلسطينية و الدعم المستمر لها في تحقيق السلام بين أطراف الصراع بها.
و بالأمس قام السيد اللواء عباس كامل – رئيس المخابرات العامة – بزيارة الي العاصمة الليبية طرابلس في زيارة رسمية من أجل بحث العلاقات المشتركة بين البلدين حيث التقي خلالها بالسيد عبدالحميد دبيبة – رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية – و بحثا خلالها طرق التعاون الُمشترك بين مصر و ليبيا و تعزيز الأمن القومي المصري و الليبي،و قام كامل بتفعيل كافة الاتفاقيات التي أُبرمت من قبل بين مصر و ليبيا، من ناحية أخري أشار دبيبة إلي أهمية الدور الذي تقوم به مصر في سبيل دفع عملية الاستقرار في ليبيا و كافة السبل و المجهودات التي يبذلها الجانبين المصري و الليبي و السبل المتعددة في دفع الاستقرار و أوجه العلاقات المستقبلية بين مصر و ليبيا.
بحث السيد عباس كامل الاجراءات التي يقوم بها الجانب الليبي و التجهيزات في سبيل التحضير للانتخابات الرئاسية الليبية في الفترة القادمة، و تعزيز و توفير كل المساعدات المصرية من أجل توفير المناخ الانتخابي و دعم استقرار الشعب الليبي و حقه في الاستقرار تحت قيادة رئيس منتخب تتوافق عليه القوي اليبية و الشعب الليبي الشقيق.
كما وجه السيد اللواء عباس كامل دعوة الي السيد عبد الحميد دبيبة لزيارة مصر في الفترة القادمة في زيارة رسمية، كما نوه دبيبة الي الدور الريادي الذي تقوم به مصر في توحيد الصف الليبي و العمل علي استقرار الأمن الليبي.
جدير بالذكر أن مصر منذ استلام حكومة ليبيا الجديدة عملها قد أرسلت العديد من الوفود لدعم الاستقرار و اعادة الاعمار في ليبيا،حيث قام السيد الدكتور مصطفي مدبولي بزيارة رسمية في ابريل الماضي لبحث طرق اعادة الاعمار في ليبيا و ضم الوفد المصري وقتئذ أحد عشر وزيرًا في سابقة لم تتكرر منذ زوال نظام الرئيس السابق معمر القذافي، حيث تضمن التعاون الأوجه الداخلية كقطاع النقل و المواصلات و تعزيز المشروعات البنية الأساسية و التحتية و التعاون في المجال الصحي، كما قام اللواء عباس كامل بزيارة الي ليبيا في مايو المنصرم أيضا لتقريب وجهات النظر مع ليبيا و تحقيق الأمن القومي المصري و الذي دون شك سيخدم الأمن القومي الليبي في نفس الوقت.
كما تم الاتفاق علي عودة السفارة المصرية في ليبيا و التي أغلقت عملها منذ سبع سنوات بسبب أحداث العنف الداخلي الليبي و لا سيما مع وجود حكومة السراج التي جعلت من الأراضي مرتعًا و ملاذًا آمنًا للجماعات الارهابية المسلحة و المُمولة من جانب دول و كيانات أقليمية و أجنبية.
جدير بالذكر أن مصر لا تدخر جهدًا في سبيل استقرار الوضع في ليبيا و من ثم يري الدكتور أحمد حمدي عبد المنعم أن مصر هي صاحبة اليد الطولي فيما وصلت اليه ليبيا من استقرار و التمهيد لدخول الانتخابات الرئاسية و استقرار الوضع الداخلي الليبي و كذلك وقف أعمال العنف و التدخل التركي في ليبيا و هو ما ساهم في نبذ أعمال العنف و عودة الاستقرار بليبيا.
و ختامًا فان مصر دائمًا و أبدًا لم تقصر في دورها القيادي و الريادي في المنطقة العربية و الاقليمية محاولة تعزيز السلام الشامل و السلم المجتمعي في كل دول المنطقة.
