مع تقلد الأستاذ الدكتور طارق شوقي حقيبة وزارة التربية و التعليم في مصر عام 2016 بدأت حالات من الترقب و الانتظار لتغيير جذري لمراحل التعليم الأساسي المختلفة، و عن مسيرة الدكتور طارق شوقي الطويلة فهو خريج كلية الهندسة بجامعة القاهرة من قسم الهندسة الميكانيكية عام 1979، حصل علي درجة الماجستير من جامعة براون بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1983 ثم درجة الدكتوراه من نفس الجامعة عام 1985، و بعدها عمل طارق شوقي باحثًا في قسم الميكانيكا بمعهد ماساشوستش للتكنولوجيا و بعدها تدرج في المسار الأكاديمي بقسم الميكانيكا النظرية و التطبيقية بجامعة إلينوي الأمريكية بين عامي 1986 و حتى عام 1998.
ثم عمل شوقي مديرًا لمكتب اليونسكو الاقليمي للعلوم و التكنولوجيا في الدول العربية بين عامي 1999 و حتى عام 2005،ثم في الفترة من 2008 و حتى عام 2012،ثم تولي شوقي الاشراف العام علي المجالس القومية المُتخصصة التابعة لرئاسة الجمهورية.
مع تقلد شوقي حقيبة التربية و التعليم بدأ في الطفرة التكنولوجية و كان علي يقين بما سيواجهه من معارضة و رفض للنظم التعليمية التكنولوجية من جانب الأهالي خوفًا من المجهول الذي يظنون أنه سيلاقي أبناءهم،هدف طارق شوقي الرئيسي هو الاتجاه بالمنظومة التعليمية إلي نظام التعليم الالكتروني يقوم فيه الطلاب باستخدام أجهزتهم اللوحية ( التابلت) في تحصيل العلم و التعلم و الابتكار.
بدأ شوقي خطته التعليمية باطلاق بنك المعرفة المصري عام 2015 و هي منصة تعليمية تجمع في صفوفها و مصفوفتها العديد من دور النشر و محركات البحث الأكاديمية العالمية في موقع واحد و هي منصة تعليمية مجانية تكفل للطالب المصري الدخول عليها مُستخدمًا رقمه القومي و من ثم اتاحة كل الكنوز التعليمية من أبحاث و رسائل علمية و محركات بحثية بضغطة واحدة.
شرع شوقي في تجهيز البنية التحتية في المدارس بالتعاون مع وزارة الاتصالات من أجل توفير البيئة التكنولوجيا و انترنت يسمح لطلالب المدارس باستخدام تلك النظم التعليمية الجديدة علي المجتمع المصري بسهولة، و لم يقتصر الأمر علي ذلك الوضع بل عمل شوقي علي توفير جهاز تابلت لكل طالب يكون خاص به للمساهمة في تحصيل المعرفة الجديدة.
عاني شوقي طيلة الأربع سنوات الماضية من عدة مشكلات كان أهمها الفكر المجتمعي اارافض لفكرة التطور التكنولوجي حفاظًا علي مستقبل أولادهم و من ثم يميلون إلي المنظومة القديمة انطلاقًا بمبدأ ” اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش” و كذلك عدم جاهزية كل المدارس المصرية لهذا التحول التكنولوجي و أخيرًا نفوذ المدرسين القوي و الاقتصاد الموازي من خلال الدروس الخصوصية.
عمل شوقي علي تحسين حياة المعلم من خلال رفع دخول المُعلمين و ذلك عام 2020 بما يوفر حياة كريمة لهؤلاء المدرسين و العاملين بالقطاع التعليمي بمصر، توسع شوقي في الحوار المجتمعي مع المصريين لتقليل حدة الهلع من نظام الثانوية العامة الجديد و ذلك من خلال مؤتمرات صحفية و نقاشات مفتوحة و لقاءات اعلامية بوسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المقروئة.
و مع مطلع يونيو الجاري خرج شوقي ليعلن اكتمال منظومة امتحانات الثانوية العامة الجديد ليكون الامتحان اليكترونيا علي التابلت مع اتاحة ورقة أسئلة مطبوعة لتأمين جميع الطلاب من أي مشكلات فنية قد تحدث أثناء عقد الامتحانات،و في حالة عدم حصول الطالب علي التابلت سيؤدي امتحانًأ ورقيأ فقط، سيكون الامتحان بنظام الاختيار من متعدد مع التصحيح الالكتروني و ذلك بدون اي تدخل بشري،مع مراعاة مستوي الصعوبة عند وضع الاختبار.
و في المواد التي تتطلب حلول و عمل خطوات ستوزع علي الطلاب ورقة فارغة لعمل الخطوات،سيعمل ذلك النظام علي قياس الفهم و العمق و التطبيق أكثر من الحفظ و التلقين،و ايمانًا بأن التجربة أفضل تدريب سيتم عقد اسبوعًا تجريبيا لهذ النظام قبل بداية الامتحانات الفعلية في شهر يوليو القادم،و ذلك في الفترة من 21 يونيو إلي 28 يونيو الجاري و ذلك لتدريب الطلاب علي النظام الجديد من ناحية و من ناحية أخري تجربة السيرفيرات و الشبكات الرئيسية في اللجان.
و يري الدكتور أحمد حمدي عبد المنعم أن أي تغيير لابد و ان يصادفه عقبات متعددة و لكن الهدف في النهاية هو الوصول الي نظام نعليمي مؤسسي يهدف الي محاكاة النظم التعليمية الأمريكية و الأوروبية،و تكون رسالته تطوير التعليم المصري ليسمح بتوفير فرص عمل جديدة تواكب سوق العمل و تتناسب مع رؤية مص 2030.
