“مصر” الوطن الثانى والملاذ الآمن للأشقاء اللاجئين

في مصر
"مصر" الوطن الثانى والملاذ الآمن للأشقاء اللاجئين

لقد ظلت مصر طوال الوقت ملجأ ووطنا لكل شعوب المنطقة فى أوقات الصراعات، حيث استقبلت مصر الأشقاء الكويتيين عند وقوع غزو الكويت، ثم العراقيين بعد الغزو الأمريكى للعراق، ثم استقبلت من بعدهم السوريين والليبيين وأبناء اليمن وجنوب السودان وغيرهم، لذا فإن مصر يطلق عليها “أم الدنيا” لأنها دائما تفتح أحضانها لكل الأشقاء فى وقت المحن.

أظهرت إحصائيات صادرة عن المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، عن وصول إجمالي عدد طالبي اللجوء واللاجئين المسجلين لديها بمصر بنهاية نوفمبر الماضي إلى 254.140 ألف شخص، موزعةً بين 188.504 ألف طالب لجوء بنسبة 74% من العدد الإجمالي، و65.6363 ألف لاجئ بنسبة 26%.

وأضافت إحصائيات مفوضية اللاجئين، أن جنسيات هؤلاء الأشخاص تتوزع بين 129.426 ألف سوري الجنسية، بنسبة 51 % من إجمالي الجنسيات و 124.714 ألف شخص من الجنسيات الأخري بنسبة 49%.

ورغم الأعداد التى حصرتها المفوضية السامية لشئون اللاجئين، إلا أن مصر لديها أعداد تفوق الملايين من اللاجئين الموجودين على أراضيها، وفق ما قاله سامح شكرى وزير الخارجية خلال أحد اللقاءات التى عقدها فى جينيف مع فليبو جراندى المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

كما أكد أن مصر ترفض فكرة عزل اللاجئين فى معسكرات إيواء بل وتحرص على دمجهم فى المجتمع ومشاركة المواطنين كافة الخدمات العامة التى توفرها الدولة لمواطنيها لا سيما فى قطاعات التعليم والصحة.

وتعاملت مصر بأخلاقية كبيرة فى مسألة اللاجئين، فاستقبلت مئات الآلاف من اللاجئين المسجلين على أرضها بخلاف ملايين من اللاجئين غير المسجلين الذين تقدم لهم مصر العديد من الخدمات الإنسانية دون المزايدة بهم والزج بهم فى صراعات سياسية إقليمية، على خلاف ما تعالت به بعض الدول الأخرى التى تأخذ من مسألة اللاجئين وسيلة لتسول الأموال، والمتاجرة بقضية اللاجئين الموجودين لديها، بل استخدمتهم كورقة ضغط فى بعض الأحيان لتحقيق مصالحها الاستراتيجية كما فعلت تركيا عام 2016، حين تلقت أموالا مقابل منع اللاجئين من السفر إلى أوربا، وكذلك تلقت تسهيلات لدخول مواطنيها إلى أوربا مقابل منع اللاجئين.

كما قامت ببناء حواجز ضخمة على الحدود السورية لمنع تدفق اللاجئين إليها رغم الوضع الإنسانى المؤلم فى سوريا، إلا أنها تمارس المتاجرة بهؤلاء اللاجئين فيها.

بينما فى مصر يأتى اللاجئ ليعيش بجوار المصرى ويفتح له المجال حتى فى الاستثمارات وإقامة المشروعات التجارية والصناعية، وهذا هو المبدأ الذى تتعامل به مصر على مر السنوات،حتى منذ استقبال الأشقاء الفلسطينيين، فمصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تستضيف لاجئين ولا تقوم بعمل مخيمات فيها، والدليل هو وجود لاجئين فى مصر من 52 دولة فى العالم منصهرين فى أوساط الشعب المصرى حتى لا يكاد هذا اللاجئ أن يشعر بأنه غريب فى بلد غير بلده.

ولعل أكبر دليل على مدى انخراط اللاجئين فى الشعب المصرى، هو النموذج السورى حيث فتحت مصر امام السوريين أبواب الرزق أسوة بأبنائها ودون أى تمييز، فانخرطوا فى مجالات الحياة المختلفة، فأبدع السوريون فى صناعة الأطعمة والحلوى السورية المختلفة التى أحبها المصريون وأقبلوا على شرائها ، فضلا عن الشاورما السورية التى أصبح لها اسم فى الشارع المصرى وسيطرت على جزء كبير من الصناعة .

ولم تقتصر أنشطة السوريين فى مصر على المطاعم والمقاهى بل امتدت لبيع الملابس وأغطية الرأس ذات الطابع السورى الأنيق، والتى حظيت باستحسان المصريات لا سيما فيما يتعلق بملابس المحجبات، فحوّل المجتمع المصرى المضياف، السوريين على أراضيه من لاجئين إلى منتجين .

بالإضافة إلى رجال الأعمال والفنيين السوريين على الأراضى المصرية، فوفقًا لبيانات وزارتى الاستثمار والتعاون الدولى والتجارة والصناعة المصريتين، أن الشركات السورية مثلت ربع عدد الشركات الأجنبية المؤسسة فى مصر خلال الأشهر التسعة الأولى من ٢٠١٨.

كما أسس السوريون ٨١٨ شركة جديدة فى مصر خلال تسعة أشهر فقط، برأسمال قدره ٦٩.٩٣ مليون دولار، كما زادت التدفقات الرأسمالية السورية لمصر ٣٠.١ ٪، بعدما كانت ٥٣.٧٥ مليون دولار فى أول ٩ أشهر من ٢٠١٧، وفق موقع “بزنس ٢ بزنس سورية” .

وارتفع عدد الشركات السورية المؤسسة داخل مصر خلال عام 2019 بمعدل ٦٢٪، حيث كان عددها ٥٠٥ شركات سورية فى الأشهر التسعة الأولى من ٢٠١٧، ويشكل المستثمرون السوريون فى مصر نحو ٣٠٪ من رجال الأعمال السوريين الذين غادروا سوريا، ويستثمروا ٨٠٠ مليون دولار فى مشاريع، أهمها صناعة الملابس وورش الخياطة والمطاعم والمقاهى، بحسب أرقام وزارة الصناعة.

كما تدرس وزارة التجارة والصناعة حاليًا إنشاء منطقة صناعية سورية متكاملة لصناعة النسيج على مساحة تصل إلى نحو ٥٠٠ ألف متر مربع، فى إطار حرص الحكومة على تقديم كل أوجه الدعم للمستثمرين السوريين العاملين فى مصر.

ومن ثم فان اللاجئين فى مصر وخاصة السوريين يعيشوا فى أوضاع جيدة، فوجدوا وطنهم الثانى ووصلوا لدرجة من الاستقرار المادى والمعنوى ،ويتمتعوا بخدمات الصحة والتعليم شأنهم شأن المواطنين المصريين دون تمييز، هذا فضلا عن المعونة الأمريكية التى يتم صرفها بشكل شهرى للاجئين وخاصة السوريين .

وعلى الرغم من جميع ما سبق ذكره، نجد الجزيرة تخرج علينا بأكذوبة جديدة وهى عن اضطرار بعض اللاجئين السوريين واليمنيين في مصر لبيع أعضائهم لتجار بشريين ليتمكنوا من توفير نفقات حياتهم !

وهنا يثور التساؤل هل بيع الأعضاء بهذه السهولة ؟ أم يتم الاعلان عنه فى الشوارع مثلا ؟ ولم الحاجة لبيع الأعضاء من الأساس فى ظل هذا الاندماج الاقتصادى والازدهار فى كافة المجالات الذى ذكرناه ؟، ألهذه الدرجة من الاستهزاء والاستخفاف التى وصلت له قناة الجزيرة بعقل المشاهد والمتابع لها، ألهذا الحد من عدم المهنية و العبث حتى فى فبركة الأكاذيب والشائعات ؟

المواضيع المرتبطة

مطار العريش يستقبل الطائرة الرابعة والأخيرة من المساعدات العاجلة لغزة

أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، ممثلة في اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، عن وصول أربع طائرات للمساعدات وعلي متنها 5

أكمل القراءة …

الصحة: إغلاق 4 أماكن خاصة “جلدية وليزر” مخالفة بمدينة نصر

أعلنت وزارة الصحة والسكان، إغلاق 4 منشآت خاصة “جلدية وليزر” مخالفة، بمنطقة مدينة نصر، محافظة القاهرة. وأوضح الدكتور حسام

أكمل القراءة …

رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمنظومة النقل الذكي على الطرق السريعة “ITS”

تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الموقف التنفيذي لمنظومة النقل الذكي على الطرق السريعة (ITS)، وذلك في اجتماع

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل