يبدو وأن جماعة الإخوان الإرهابية ومن وراءها من دول راعية للإرهاب كقطر وتركيا لم ولن يكتفوا بكم المحاولات الفاشلة التي قاموا بها في الفترات السابقة لاختلاق أي مشاكل وحث الشعب المصري على التظاهر. ينامون ويقومون يوميًا فقط من أجل ذلك، كل هدفهم في الحياة أي يتظاهر الشعب المصري، وعلى ماذا لا نعرف. وإن استغرقنا دقائق للتفكير في هذا الأمر هل كل هذه الحملات ضد الدولة المصرية وضد الشعب المصري وحثه على التظاهر هي في صالح الدولة المصرية وصالح الشعب المصري؟ هل إذا تظاهر الشعب المصري -ولا نعرف على ماذا- سيكون ذلك من أجل شيء أفضل؟ هل المسئولون الموجودون حاليًا في الدولة المصرية قصروا في شيء أم أن هناك تحركات إيجابية نحو مستقبل أفضل ومشروعات قومية واستقرار ومجابهة مؤامرات خارجية؟ أسئلة عديدة تستغرق مننا دقائق من التفكير المنطقي والإجابة المنطقية لذلك هي أن هؤلاء أتباع الجماعة الإرهابية لن يستكينوا أبدًا وستظل معركتهم مع الشعب المصري طويلة وممتدة والرهان هنا على الوعي الشعبي للمصريين كما كان في كل الحملات السابقة.
حملة جديدة على مصر تسمى “أصحاب البلد” يقودها شخص يُدعى “خالد السرتي” وهو إخوانيكان يعمل من قبل في قناة “مصر 25” الإخوانية وخرج في تصريحات بعد ذلك ضدهم بأن تدخل “حزب النور” وقتها هي سبب فشل القناة. ثم خرج أيضًا في تصريحات عبر صفحته الرسمية على “الفيسبوك” يصف المنابر الإعلامية الإخوانية بأنهم “كلاب مستأجرة” و “قاذورات” وأنهم يمكن أن يتحدثوا في عِرض النساء طالما أن ذلك يخدم حربهم وأنهم يخوضوا في أعراض الآخرين.
يتبنى حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لحث الناس على التظاهر وعدم الاعتراف بالقروض التي تبرمها مصر أو الاتفاقيات الدولية التي عقدتها مصر منذ 30 يونيو 2013 أو كما وصفه “السرتي” بـ “الانقلاب”. ويتحدث أيضًا عن فساد ولم يذكر ما هي الوقائع المحددة التي يرى فيها “السرتي” فسادًا. فكلمة فساد على العموم هكذا دون دليل أو وقائع هو شيء اعتدنا عليه من تابعي الجماعة الإرهابية. فبدايةً بخصوص الاتفاقيات الدولية أو القروض التي أبرمتها مصر خلال الفترة السابقة فوفقًا للقانون الدولي أن الدول ملتزمة بكافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تُبرمها حكوماتها ولا يجوز الإخلال بها. وأن مصر التزمت برد “الودائع القطرية” التي دخلت مصر في عهد رئيس جماعة الإخوان عندما طالبت بها ولم يقل أحد أن ذلك كان في عهد الإخوان ونحن غير ملتزمون بردها. وعلى الجانب الآخر وفكرة الحديث عن الفساد في المُطلق، فلم يذكر “السرتي” قضايا الفساد الي تم القبض فيها على مسئولين كبار في الدولة من محافظين وغيرهم في قضايا فساد مالي وإداري والضرب بيد من حديد على كل الفاسدين في الدولة المصرية.
نرجع مرة أخرى لفكرة “السرتي” بعدم الاعتراف باتفاقيات القروض أو الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر خلال الفترة السابقة. نريد أن نسأل “السرتي” هل تقصد اتفاقيات ترسيم الحدود المصرية في البحر المتوسط والتي أسفرت عن اكتشافات عديدة للغاز في المياه الاقتصادية لمصر مثل “حقل ظهر” وغيرها والتي تمتلك احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي وحولت مصر من مستورد للغاز إلى مركز للطاقة في المنطقة؟ وهل ذلك مرتبط بمحاولات تركيا بالاستيلاء على الغاز في البحر المتوسط والتعديات التي تقوم بها تركيا ضد قبرص واليونان؟ الآن فهمنا غرضك وغرض من وراءك يا خبيث.
حملة جديدة يقودها شخص يُدعى “تامر جمال” يُقال إنه أخصائي توجيه نفسي ويُطلق على نفسه لقب “الجوكر المصري” وقبل ثورة 30 يونيو كان يُطلق على نفسه “عطوة كنانة” ويتبنى حملات ثورية باسم “الجوكر والسباع”. نموذج جديد تقدمه جماعة الإخوان الإرهابية وقطر وتركيا لإحداث حراك ثوري في مصر وتجميع الشباب للنزول للشارع وإعادة إحياء فكرة الألتراس عن طريق جروبات تم إنشائها على تطبيق الرسائل والاتصال “تليجرام” كما أعلن هو على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي. يروج هذا الشخص لفكرة الثورة واشتهر باستخدامه لعدة شخصيات مثل “الجوكر” و”الثوري” و”الزبال” وغيرها من الشخصيات التي يستخدمها هذا الشخص وكأنه ممثل على مسرح باستخدام ماكياج وأدوات وملابس يجسد تلك الشخصيات. يحاول تجميع تابعيه على صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيق “تليجرام” وطلب منهم استخدام أسماء وصور وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي لتأييد فكرته والعمل معه على تطبيقها.
يستخدم هذا الشخص على صفحته أيضًا بعض المنشورات الدينية لاستمالة الناس ويدسها وسط منشوراته المحرضة على الثورة. هذا الشخص الذي هرب إلى قطر بعد ثورة 30 يونيو ثم بعد ذلك سافر إلى تركيا حيث اجتماع “أهل الشر” من الداعمين والإعلاميين التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية. وأصبح له قناة على اليوتيوب ويقدم وينفذ فيديوهات بجودة عالية للغاية ويبدو أن صُرف عليها ببذخ شديد وبالتأكيد هي كلها تمويلات قطرية تركية بجملة التمويلات التي تمول القنوات التي تُبث من تركيا ناطقة بالعامية المصرية.
بعد ان احترق “المقاول” محمد على وانتهى دوره وتأثيره وفاعليته على الأرض في إحداث ثورة في مصر وذلك كله يرجع لوعي الشعب المصري بالمخططات التي تُدبر له من حوله. يحاول المتآمرون بإخراج شخصيات جديدة لنا وجميعهم يريدون شيئًا واحدًا في الحياة أن يحدث، وهو الثورة في مصر. شيء طبيعي أن تكون أهداف مجموعة من العملاء والمتآمرين إحداث ثورة في مصر لأن المخطط بتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة متناحرة وكما نرى المنطقة من حولنا تقف مصر هي فقط حائلًا دون تنفيذه. نرى في ليبيا التناحر والانقسام وفي سوريا، والسودان انقسمت إلى دولتين بالفعل، والعراق ما زال يعاني. وأن الشعب المصري فقط هو وحده من يقف ضد كل هذه المؤامرات وبالتأكيد معه جيشه العظيم.
فهي معركة وعي بالأساس وأن كل محاولاتهم هي اختراق هذا الوعي. أمس كان “المقاول” محمد علي واليوم “السرتي” “والجوكر” وغدًا ستكون هناك شخصيات أخرى بطرق أخرى ولكن الشعب المصري يدرك تمامًا أن الهدف واحد وهو انهيار الدولة المصرية -لا قدر الله- وذلك يعطي دافعًا أكبر للمصريين وللدولة المصرية أن تعمل أكثر في سبيل تقدم مصر وشعبها والحفاظ على أمنها القومي ومقدراتها وتدمير كافة المخططات والمؤامرات التي يتم تدبيرها. والشعب المصري منذ نشأة التاريخ رأى صعوبات كثيرة وتحديات كثيرة وبالتأكيد كانت أصعب بكثير من التحديات الحالية وأن الإنسان المصري الذي يدب بجذوره في عمق التاريخ يستطيع أن يقاوم كل ذلك وأن خلفيته التاريخية في القضاء على المعتدين والمتآمرين تسمح له بالتصدي لكل تلك المحاولات التخريبية التي تريد أن تصدرها لنا الجماعة الإرهابية بعد أن طردهم الشعب المصري من الحكم بعد عام واحد فقط، وبعد أن رأى الشعب معهم المعاناة وانهيار وتفكيك وطنهم على يد هؤلاء الخونة. وأن الشعب المصري العظيم بوعيه الكبير سيظل هو حائط الصد الذي يمنع مساعدة المخربين في انهيار الوطن وسيظل هذا الوطن شامخًا بإذن الله وبوعي شعبه ومساندة جيشه العظيم.
