بعد المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن المتنافسان على مقعد الرئاسة الأمريكية والتي اتسمت بالفوضى والتطاول وتبادل الاتهامات والشتائم، تجرى اليوم الخميس مناظرة أخرى بين المرشحين يحاول كلاهما فيها تجنب أخطاء المناظرة الأولى وتحضير الاتهامات الجديدة التي سيوجهها كل منهم إلى الآخر.
وبعد تفوق بايدن واضحًا في الاستطلاعات على ترامب، بينما حذر أوباما والذي يعقد لقاءات أيضًا دعمًا لنائبه السابق بايدن وذكر بأن الاستطلاعات الخاصة بالانتخابات السابقة بين ترامب وهيلاري كلينتون كانت خادعة حيث كانت في صالح هيلاري وذلك أدى إلى كسل وعدم ذهاب المصوتين مما أدى إلى فوز ترامب بالانتخابات، وهاجم أوباما ترامب وقال بأنه فشل في إدارة أزمة كورونا في الولايات المتحدة.
هذه هي المناظرة الأخيرة قبل انعقاد الانتخابات في 3 نوفمبر القادم لذلك كل مرشح سيستغل آخر فرصة لتدمير منافسه وزيادة أسهمه في الفوز بالرئاسة الأمريكية. تتكون المناظرة من 6 أجزاء يتناول فيها كل جزء موضوع معين وهي: التصدي لكورونا، الأسر الأمريكية، العنصرية داخل أمريكا، تغير المناخ، الأمن الوطني، القيادة. ستكون المناظرة لمدة 90 دقيقة.
وعلى الرغم من الانكماش الاقتصادي الذي تعاني منه أمريكا حاليًا بسبب فيروس كورونا، فإن أسهم ترامب تتصاعد لقيادة التعافي من الأزمة باعتباره رجل اقتصاد وأعمال. يعتمد ترامب أيضًا على إشعال حماس الجماهير بالشعارات الرنانة القوية مثل “سنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” وغيرها من الشعارات التي تظل عالقة مع الناخبين.
أمر آخر وهو أن ترامب ما زال يعقد اللقاءات الخاصة به مع الجماهير غير عابيء بتداعيات التجمهر وانتشار الفيروس ويقوم بجولات عديدة للولايات بينما يلتزم بايدن حتى الآن في هذا الشأن ولا يعقد أي لقاءات جماهيرية حرصًا على الصحة العامة ولمنع انتشار كورونا نتيجة هذه اللقاءات التي يحضرها أعداد كبيرة جدًا، رغم أنه سيتوجه إلى ولاية نورث كارولينا الأحد القادم إلا أنه مقارنة بترامب فإن جولاته ولقاءاته أقل بكثير.
ونصح مستشاري ترامب قبل المناظرة بأن يكون أكثر ذكاءًا ولطفًا ويتوقف عن مقاطعة بايدن عندما يتم توجيه له الأسئلة ويتركه يسهب في الحديث ويتعرض للخطأ وأنه عندما يقاطعه ترامب فإنه ينقذه من الإجابة على الأسئلة الصعبة والمصيرية التي تواجه الولايات المتحدة والتي من الممكن أن تؤدي إجاباته إلى عدم اقتناع الناخبين به. لذلك يتجه أنظار العالم إلى مناظرة اليوم قبل الانتخابات بأيام قليلة والتي ستحدد من الأجدر بالرئاسة الأمريكية وكيف يتعامل كل مرشح مع الأسئلة ومع منافسه في هذه المناظرة وهل ستكون منظمة هذه المرة أم فوضوية كالسابقة.
