روى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تفاصيل جديدة عن فترة نكسة عام 1967 إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وأكد مبارك، خلال حواره مع الكاتبة الصحفية الكويتية فجر السعيد المنشور، اليوم، بجريدة الأنباء الكويتية، أنه قضى حياته في خدمة الوطن عسكريا وسياسيا، مشيرا إلى أن جيله شارك في كل الحروب المعاصرة ضد إسرائيل وعاش مرارة الهزيمة في عام 1967.
وعن كواليس يوم 6 يونيو 1967 قال مبارك: “أنا يومها كنت طاير في الجو في طلعة تدريبية، كان في حالة استعداد قصوى من يوم 15 مايو 1967، كنت أنا لسه راجع من آخر طلعة قاذفات في حرب اليمن، وجالنا مدير مكتب عبدالحكيم عامر، كان لواء طيار اسمه محمد أيوب، يوم 2 يونيو في مطار غرب القاهرة وبعض الضباط اشتكوا له وقالوا له بقالنا 20 يوما مفيش إجازات، وقال لنا خلاص دي بس كانت مظاهرة وخفضوا درجة الاستعداد، قلت له إزاي ده إسرائيل بتستدعي الاحتياط، وقلت لا أنا أخد تعليماتي من قائد القوات الجوية، وبدأنا نطلع طلعات تدريب لأن كان فات 20 يوما مفيش طيران عشان حالة الاستعداد”.
وأضاف: “طلعنا صباحا يوم 5 يونيو الساعة 9.15 طلعة تدريب، كنا 3 طائرات تي يو القاذفات الثقيلة، وبلغني البرج بعد الإقلاع بدقائق أن المطار بينضرب وفي حُفر في المطار وما تقدرش تنزل تاني، وأبلغني بتعليمات قيادة العمليات بتنفيذ الخطة فهد، وهي كانت خطة هجومية على العدو، قلت لهم أنفذ الخطة إزاي ما أنا لازم أنزل واجهز الطيارات للعمليات”، واصفا رد الفعل بـ”كانت هوجة”.
وتابع مبارك: “أتاري أن إسرائيل بدأت الضرب من 8.45 وما حدش بلغنا، وبعدين طلبت من غرفة العمليات الرئيسية بتاعت القوات المسلحة يدوني توجيه أنزل فين، مطار الوادي الجديد الممر كان قصير، ما جانيش رد، قولتلهم يا جماعة أنا سرعتي عالية وقربت على الجنوب والوقود عندي مش كافي، فأخذت قراري ونزلت في الأقصر لأن أسوان فيها صواريخ لحماية السد العالي ممكن تضرب علينا”.
وأوضح مبارك أنه هبط في مطار الأقصر ولكن بعد ساعة تعرضت الطائرات للقصف على الأرض: “بعد ساعة الطائرات الإسرائيلية جت وضربوا التلات طيارات بتوعنا على الأرض، فرجعنا القاهرة بالقطار، المعنويات كانت صفر، مرارة الهزيمة كانت صعبة قوي”.
وتابع: “الحمد لله القوات المسلحة بعد 6 سنين استعدت وانتصرت بنفس الجيل اللي عاش الهزيمة، وأنا كان لي الشرف أن أكون في موقع قيادة قواتنا الجوية في 6 أكتوبر، والطيارات الـ(تي يو) القاذفة الثقيلة اللي ضربوها أمام عيني في الأقصر في 1967 هي نفسها اللي بدأت أول ضربة في حرب أكتوبر، حوالي الساعة 1.30 يوم 6 أكتوبر أقلعت طائرة (تي يو) من مطار بني سويف محملة بصاروخين كل واحد وزنه 3 أطنان، تم إطلاقها من فوق مطار أبوصوير قرب الإسماعيلية الساعة 1.55 تقريبا على بعد 70 كيلو من الهدف، والهدف كان محطات الرادار ومركز الاتصالات الإسرائيلية اللي بيربط بين إسرائيل وسيناء، حصل شلل تام في اتصال إسرائيل بقواتها في سيناء، وإحنا كنا اتدربنا وجربنا ضربة مماثلة على هدف في أسيوط في الجنوب”.
وزاد: “الساعة 2 بالضبط عبرت 220 طائرة قناة السويس وبدأت الحرب، وبعد النصر العسكري ده اللي هو شرف لأي ضابط أو جندي في الجيش شاءت الأقدار إن أنا أكون في موقع المسؤولية الأولى في البلد علشان استكمل استعادة الارض، آخر شبر من أرضنا”.
