كتبت : رحمة أحمد
لُقِّب بـ”شيخ الدبلوماسية”، بسبب دوره كدبلوماسى على مر السنوات الـ50 التي قضاها في عمله ما بين سفير ووزير وأمين لجامعة الدول العربية ومرشح لرئاسة الجمهورية، لكنه يثير الجدل بين الحين والآخر بسبب آرائه وتغريداته.
ومؤخرا بعد العدوان الثلاثي على سوريا وهجمات “أمريكا وفرنسا وبريطانيا”.. عاد عمرو موسي لإثارة الجدل وإشعال النيران ضده بسبب تغريداته على “تويتر” والتى وصفها البعض بأنها تنتهج الطريقة الأمريكية.
تغريدات سوريا
قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، في سلسلة من التغريدات على صفحته الرسمية بتويتر: “الغارات الثلاثية ضد مواقع في سوريا ترسل رسائل متناقضة. أولها أنها ترد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، ولكنها في الواقع تمثل ردا غير مؤثر.. وثانيها انه اذا كان هذا هو العقاب ضد استخدام الكيماوي فان هناك إذن ضوء اصفر وليس احمر إزاء هذا الاستخدام “اذا كان حدث بالفعل” وذلك بالموازنة بين مكاسب الضربات السورية ونتائج “العقاب” الامريكي.”
وبعد هذه التغريدات شن النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، هجومًا على موسى، واصفًا إياه أنه يتبنى وجهة النظر الأمريكية فى التعليق على ما يجرى على الأراضى السورية.
وقال بكرى فى سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمى بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “أصدر السيد عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية تعليقًا على العدوان الثلاثى على سوريا حدد فيه موقفه فى 6 نقاط..”، وهاجم بكرى تغريدات موسي مفسرًا إياها أن عمرو موسى لم يصف العدوان باسمه أنما وصفه بالغارات الثلاثية وفرق كبير بين العدوان الذى يمثل اعتداء على دولة ذات سيادة وخروجا على القانون الدولى ومجلس الأمن، وأنه يهرب من توصيف ما جرى على أنه عدوان خارج القانون.
كما وصفه بأنه بذلك يتبنى الرؤية الأمريكية ويسلم بأن سوريا استخدمت الكيماوى ضد المدنيين، والحقيقة أن البعض أبدى دهشته من تبنى موسى للرؤية الأمريكية مستبقا نتائج التحقيق الدولى.
ولكن هذه المرة ليست الأولى – وبالتأكيد ليست الأخيرة – فى الهجوم على عمرو موسي، حيث أن التاريخ يشهد له بالعدد من المواقف الغير مفهومة، والتى غالبًا ما تثير الجدل وتُععِل الرأى العام ضده.
مذكراته “كتابيه”
أثارت مذكرات عمرو موسى التي أطلقها منذ في سبتمبر 2017 صخبا ضخما حولها، ولأن فكرة أن ينشر عمرو موسى مذكراته، لن تمر مرور الكرام من دون أن يثير الضجيج المناسب لشخصيته وحضوره في المجال العام.
فبعد الابتعاد عن الأضواء وعدم الإدلاء بأى تصريحات سياسية عقب انتهاء عمله في لجنة الخمسين لصياغة التعديلات الدستورية عام 2014، تناول عمرو موسى 5 أزمات في مذكراته “كتابيه”، كاشفًا الستار عن قضايا عميقة كانت ومازالت ميدانًا واسعًا للجدل حولها، من أهمها كان هزيمة 1967، وقال إن القرار السياسي الذي أدى إلى الحرب كان بالقطع خاطئًا، وحساباته غير دقيقة، وتوقعاته غير سليمة، تكاد تصل إلى حد المقامرة، ولم يكن يصح أن نعرّض بلدنا لهذا التحدي المدمر.
خلافه مع الناصريين
وقع “موسي” بعد إصدار مذكراته في مصيدة هجوم مؤيدي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث قال عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنه كان دائمًا ما يشترى طعامه من سويسرا، وكان يستورد طعاماً خاصاً لاهتمامه بنظام غذائي، وكان يرسل من قوت لآخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاصة بالريجيم من سويسرا، وكان يأتي لإحضارها رجلاً ضخم الجثة، وكان هو المسؤول عن تسليمها له.
كما وصف الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات بأنهم كانا دكتاتوريين لا يأبهان بالرأى الآخر، أما حسنى مبارك فلم يكن يحب الزعامة، وكان عازفًا عن لعب أي دور محورى في الإقليم.
وكالمعتاد.. هاجمه الصحفي مصطفى بكري وقال أن: “طعام جمال عبد الناصر كان الجبنة والخيار، أول مرة أسمع أنه كان يرسل مندوباً لسويسرا”، وأضاف: “عبد الناصر كان بسيطاً في حياته، بسيطاً في أكله وملابسه، ولم يسع لأن يكون مختلفاً عن الشعب المصري، عاش مع الناس، ورحل وهو يدافع عن مبادئه. هذا الكلام (لعمرو موسى) استفزني”.
الإشادة بقطر
خلال حوار تليفزيونى.. أشاد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، بنجاح الدوحة في بناء قوة تناطح الكبار في منطقة الشرق الأوسط، وقال: “قطر شطار وأحسنوا استخدام أموالهم وأصبحت قوة تناطح كبار دول المنطقة”.
كما أشار وقتذاك إلى توظيف رؤوس الأموال القطرية في شراء الأملاك في كل مكان، منها أشهر المجمعات في لندن، وفي مصر أيضاً، ومجموعة (هارودز) في بريطانيا، واصفًا القطريين: “هم يحسنون استخدام أموالهم، الأمر الذي مكنهم أن يصبحوا مقبولين في المجتمعات الدولية وهذا أصبح مصدر قوة قطر حتى الآن”.
وبالتأكيد لم تمر تصريحاته مرور الكرام، حيث أحدثت صدى مدويا في المجتمع المصرى، وسط إشادات قطرية وخليجية بصراحته، وانتقادات حادة من الرأى العام المصري، خاصة أن مصر عضوة فى التحالف الرباعي مع (السعودية والإمارات والبحرين)، والتى تطبق حصارًا على قطر منذ يونيو الماضي.
السخرية من مشيرة خطاب
“كويس إنك سقطتي في اليونسكو”.. هكذا أثار عمرو موسى الجدل بعد سخريته، من السفيرة مشيرة خطاب، المرشحة السابقة لرئاسة منظمة اليونسكو، على هامش اجتماعهما ضمن فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس.
ومنح موسى الكلمة للسفيرة خلال أعمال الجلسة، إلا أن الأخيرة ارتبكت وطالبت بتشغيل الميكروفون الخاص بها، ظنًا منها بالخطأ أنه معطل، ليفاجأ الجميع بعبارته، ظنًا منه أن الميكروفون الخاص به تم إغلاقه، إلا أنه كان مفتوحًا.
خطئه في كتابة آية قرآنية
موجة عارمة من السخرية والانتقادات تم توجيهها إلى الأمين العام السابق، بعد قيامه بتدوين تغريدة له على صفحته الشخصية على موقع التدوينات القصيرة تويتر، حيث كتب أحد الآيات القرآنية من كتاب الله تعالى بصورة خاطئة وغير صحيحة.
ونص الآية القرآنية التي يقول فيها المولى عز وجل: ”فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ“، ولكنه قام بكتابتها بشكل غير صحيح ابتداء من البسملة والتي كانت بشكل خاطىء فبدلا من أن يقوم بكتابة بسم كتب “باسم”، فضلا عن بعض الكلمات الأخرى المدونة بطريقة غير صحيحة من داخل الآية القرآنية الكريمة، كما أنه تجاهل موضع الهمزات، الأمر الذي أدى إلى حدوث خلل في الآية وتغير في المعنى الخاص بها.
وكان السبب وراء كتابة هذه الآية القرآنية، هو أن عمرو موسى قرر اختيار عنوان كتابيه” لمذاكرته الواسعة التي يقوم بكتابتها، ولذلك استشهد بهذه الآية الكريمة.
