في الذكرى المئوية لميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالأمس، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي خط إنتاج جديد في مصنع بشاي للحديد والصلب، كما تفقد فروع شركة الرباعية للغزل النسيج.
هذا التزامن يعيد إلى الأذهان شعار الرئيس الراحل “من الإبرة إلى الصاروخ” لتحويل مصر من دولة زراعية إلى صناعية من خلال عدة قطاعات، كان أبرزها الحديد والصلب والغزل والنسيج، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الماضية، ما يطرح التساؤلات حول إمكانية عودتها بقوة إلى السوق المصرية مرة أخرى.
وتعليقا على هذا قال عبد الرحمن عليان، الخبير الاقتصادي، إن افتتاح الرئيس لهذه المشاريع هي بادرة جيدة على عودة هذه القطاعات للمساهمة بقوة في الاقتصاد المصري، وتدعيم مصانع الحديد والصلب في حلوان، وصناعة الغزل والنسيج في المحلة والمنوفية.
وأضاف عليان أن قطاعي الحديد والصلب عانا خلال الفترة الماضية، بسبب سياسات اقتصادية خاطئة أدت إلى تصفية العديد من هذه المصانع، وتهجير الأيدي العاملة بها، والسماح للمنتج المستورد بالسيطرة على السوق المحلية، منها شركة النصر للسيارات، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الدولة بدأت من خلال المصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع إدخال هذه المصانع إلى خطوط الإنتاج مرة أخرى في الفترة الماضية، من خلال توفير الدعم المالي لها، والتركيز على تسويق منتجاتها.
ومن جانبه أوضح جمال الجارحي، رئيس مجموعة “الجارحي للصلب”، أن الدولة تسعى حاليا بخطى حثيثة لإنقاذ قطاع الحديد والصلب، وحماية الصناعة الوطنية حيث افتتحت، السبت، مصنع الجيوش للصلب، مع افتتاح مصنعين في مدينة السخنة في الفترة المقبلة.
وعن الخطوات التي تنتهجها الحكومة لدعم القطاع، أوضح الجارحي أنها اتخذت إجراءات عديدة لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المصانع، بجانب تطبيق قرار فرض رسوم إغراق على المنتج المستورد لمدة 5 سنين، ما يعطي الفرصة للمصانع المحلية لتخفيف أحمالها وجدولة ديونها، والعودة مرة أخرى إلى السوق.
وتوقع أن هذه تؤتي هذه الإجراءات ثمارها بجذب الاستثمارات لهذا القطاع، خاصة أن العديد من رجال الأعمال كانوا يتخوفون من تشييد هذه المصانع في ظل احتمالات كبيرة لتحمل الخسائر، بسبب تكلفة الطاقة وعدم القدرة على منافسة المنتج الأجنبي.
وفيما يتعلق بقطاع الغزل والنسيج توقع حمادة القليوبي، عضو المجلس الأعلى للصناعات النسيجية، أن يشهد القطاع تحسنا كبيرا خلال الفترة المقبلة.
وأرجع القليوبي هذه التنبؤات، إلى توفير مقومات الصناعة خلال الفترة الأخيرة، من طاقة وأيدي عاملة، وأراضٍ مرفقة، مشيرا إلى إنشاء مدينة نسيجية جديدة في المنيا بشراكة عالمية سوف تسهم في زيادة الإنتاج.
كما يرى أن قرار تعويم الجنيه، زاد من القدرة التنافسية للمنتج المصري، حيث أصبحت شركات القطاع العام تتعامل بالسعر الحقيقي للدولار، مما يقلل من خسائر الحكومة، فضلا عن تخصيص 200 مليار جنيه من البنك المركزي؛ لدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ومن ضمنها الصناعات التكميلية في قطاع الغزل والنسيج مثل الصباغة ومستلزمات الإنتاج.
وأشار عضو مجلس الصناعات النسيجية، إلى الاهتمام الحكومي، مؤخرا بتحسين محصول القطن المصري وعدم خلطه، مع اتخاذ أساليب أكثر تقدما لتقليل نسبة لهدر فيه خلال مراحل الإنتاج المختلفة.
