بنيامين نتنياهو أو “بيبي” كما يطلق عليه الإسرائيليون، أصغر من تولى منصب رئاسة الوزراء في إسرائيل، كان النجم الأول في إسرائيل على مدى العام الماضي، ليس بسبب انجازات سياسية حققها، بل بسبب كمية قضايا الفساد والمواقف المحرجة التي تعرض لها خلال عام الفساد 2017.
كان عام 1999 البداية الأولى لنجل بن تسيون وسيلا في التحقيقات الخاصة بقضايا الفساد وذلك بعدما صوت الكنيست على سحب الثقة من الحكومة، وخضع للتحقيقات في قضية مقاول النقل، أفنار عميدي، وتعيين روني بار أون كمستشار قضائي للحكومة، لكن يبدو أن مسيرة نتنياهو أبت إلا أن تقترن بالفساد المستمر لمدة 18 والذي لم يسفر حتى اللحظة الراهنة عن إدانته في أي من القضايا.
وجد نتنياهو الذي بدأ حياته السياسية كمساعد لسفير إسرائيل في واشنطن عام 1982، ثم نائبا لرئيس البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية بالولايات المتحدة وسفيرا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة عام 1984، نفسه يواجه شرطة مكافحة الفساد في إسرائيل بعد اتهامات بالتورط في عدة قضايا، أبرزها القضية 1000، ويواجه فيها تهم بتلقي الهدايا المتمثلة في السجائر غالية الثمن وزجاجات الشمبانيا والمجوهرات له ولزوجته من المياردير أرنون ميلتشان، أحد ملاك القناة العاشرة الإسرائيلية المقربة من نتنياهو، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو كان يطلب هدايا بعينها في بعض الأوقات.
نتنياهو، صاحب الـ48 عاما عندما أصبح رئيسا للوزراء في مايو عام 1996، واجه اتهامات أيضا في القضية المعروفة إعلاميا باسم “الملف 2000” والخاصة بالعلاقة المشبوهة بينه وبين مالك صحيفة “يديعوت أحرونوت” أرنون (نوني) موزيس، حيث تم تسريب اتصالات بين الاثنين تضمنت الاتفاق على أن يعمل نتنياهو على دعم مصالح موزيس، فيما يعمل موزيس بالمقابل لصالح نتنياهو، وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن نتنياهو تعهد لموزيس بتشريع قانون للحد من انتشار صحيفة “يسرائيل هيوم” المنافسة لصحيفة “يديعوت أحرونوت” فيمت تعهد مالك الصحيفة لنتنياهو، بإجراء تغييرات جوهرية بالتغطية الصحفية لرئيس الحكومة وإيقاف النهج الانتقادي والمعادي وتحويله لتغطية داعمة والتي من شأنها أن تضمن بقاء نتنياهو بمنصبه لأطول وقت ممكن.
وقدم نتنياهو النصائح لدول العالم في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تأليفه عدم كتب مثل “الإرهاب كيف يحقق الغرب الانتصار” وكتاب “الإرهاب العالمي: التحدي والرد” و” مكافحة الإرهاب كيف تستطيع الدول الديمقراطية إلحاق الهزيمة بالإرهاب المحلي والعالمي”. ويبدو أن خبرة نتنياهو في مكافحة الإرهاب يضاهيها خبرة أخرى في كيفية الخروج من قضايا الفساد على مدى 18 عاما،ومن بينها قضية بيبي تورز الشهيرة، طالت قضاياه أيضا منظومة الجيش والتسليح الخاصة به، حيث تم اتهامه في القضية المعروفة باسم الملف “3000” والتي تتعلق بحصول مقربين من نتنياهو على رشاوى وعمولات من صفقة الغواصات الألمانية “دولفين” لصالح البحرية الإسرائيلية.
إلى الجوار من نتنياهو وعلى بعد خطوات من الشخصية المركزية في إسرائيل، تقف زوجة بيبي المثيرة للجدل، سارة نتنياهو، والتي تسببت في عاصفة من الانتقاد لزوجها بسبب القضية الشهيرة الخاصة بتعذيب سارة لخادمتها المتدينة ومنعها من تناول الطعام.
وأبت سارة، عاملة النظافة السابقة قبل أن تصبح سيدة إسرائيل الأولى، والمتحكمة في الدولة من وراء الكواليس، إلا أن تواصل إحراجها لنتنياهو من خلال مواصلة قضايا مع مدير منزلها السابق، ماني نفتالي، الذي يقود جزءا من الاحتجاجات في الشارع الإسرايلي ضد فساد الحكومة الإسرائيلية.
لم يختلف الابن عن أبيه كثيرا، يائير نتنياهو، كان هو الآخر نجما للإعلام الإسرائيلي وفساد العائلة خلال العام المنصرم، واشهر قضاياه علاقته برجل الأعمال المقرب من والده وقضاءه مع أخيه عطلاتهم في أماكن يمتلكها رجل الأعمال بأفخر المناطق في تل أبيب، أما قضيته الأخرى فتلك المعروفة باسم قضية الكلبة كايا وبرازها في الحديقة العامة .. ومع ذلك لم تصدر ضد أي من العائلة أية أحكام قضائية.
