عتبره الكثيرون آخر بقايا زمن الطرب الأصيل، الذي يحمل بداخله عطر الذكريات لعصر كان من أزهى عصور الفن، ولعل ذلك راجع إلى تعاونه مع كبار الملحنين والشعراء، واحتكاكه المباشر بعمالقة الفن أمثال عبد الحليم حافظ، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بعد أن حجز لنفسه مقعدًا بين مصاف نجوم الغناء آنذاك، رغم صغر سنه، لدرجة أن البعض نظر إليه على أنه خليفة العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، الأمر الذي نتج عنه حدوث حرب تصريحات بالصحف، تبنى على أثرها “العندليب” موقفًا هجوميًّا على الشاب الصاعد بسرعة الصاروخ.
25 معلومة يرصدها لكم “التحرير – لايف” عن أمير الغناء العربي، المطرب الكبير هاني شاكر، وذلك بالتقرير التالي.. 1
– اسمه الكامل هاني عبد العزيز شاكر شادي، وهو من مواليد يوم 21 ديسمبر 1956، بمحافظة الغربية مركز كفر الزيات. 2
– ينتمي لعائلة “أبو شادي” إحدى أعرق العائلات المنتشرة جذورها في 19 محافظة. 3- عمل والده موظفًا بمصلحة الضرائب، أما والدته فكانت موظفة بوزارة الصحة، وهو الأخ الأوسط بين شقيقين هما “ماجد” و”محمد”.
4- توفي أبوه في عام 1970، بينما رحلت والدته في 21 مارس 2009، أما شقيقه الأكبر الدكتور ماجد، فمات بـ”سكتة قلبية” عام 1998، وكان خبر رحيله صدمة كبرى في حياة هاني.
5- شجعته أسرته خاصة الأم التي آمنت بموهبته على تعلم الموسيقى، فالتحق بمعهد “الكونسرفتوار” حتى المرحلة الإعدادية، ثم انضم لكورال الأطفال مع الدكتورة رتيبة الحفني.
6- شارك في برامج الأطفال على التليفزيون المصري، مع “ماما سميحة”، و”أبلة فضيلة”.
7- من خلال ظهوره بفرق الكورال، اختاره المخرج الراحل أحمد بدرخان، لتجسيد دور الفنان سيد درويش وهو بعمر الطفولة، وكان ذلك في الفيلم الذي يحكي قصة حياته ويحمل نفس الاسم بعام 1966، أي كان عمره حينها 10 سنوات، وفق ما روى خلال حواره في برنامج “واحد من الناس”.
8- روى الفنان هاني شاكر كواليس مشاركته في فيلم “سيد درويش” مع الإعلامي عمرو الليثي قائلًا: “أول مشهد صورته شخط فيا المخرج.. بس أنا خدت الموضوع تحدي وكملت وماخوفتش”، متابعًا: “كنت باعمل اللي بيطلب مني وباغني كلمات موشح أنا مش فاهمها.. ولما اتعرض الفيلم روحت مع أهلي السينما عشان نشوفه وكنت مبسوط جدًّا ونفسي سيد درويش يفضل صغير مايكبرش”.
9- ابتعد عن الغناء طوال فترة “البلوغ” بعد نصيحة الدكتورة رتيبة الحفني له، حفاظًا على أحباله الصوتية التي كانت تمر بمراحل النضوج في تلك الفترة.
10- لم يحصل على مجموع عال بالثانوية العامة نتيجة وفاة والده قبل الامتحانات بفترة قصيرة، لكن مجموعه أهله لدخول كلية التربية الموسيقية كما كان يرغب.
11- في أثناء دراسته بالكلية، تعرّف على الملحن الكبير محمد الموجي، وطلب منه أن يتبناه فنيًّا ويعطيه ألحانًا خاصة به، فوافق الأخير بعد سماع صوته الذي أبهره، وقدمه للجمهور لأول مرة من خلال حفل للمطربة فايزة أحمد، والذي غنى فيه أولى أغنياته من تلحين “الموجي” بعنوان “حلوة يا دنيا”.
12- قصّ الفنان هاني شاكر كواليس ما حدث في ذلك الحفل الذي كاد يفقد فرصته بالغناء فيه، فقال: “للأسف كان الحفل أثناء فترة حظر تجوال في البلد، ومعنى ذلك أن الستائر يتم إنزالها الساعة 12.30”.
وتابع: “السيدة فايزة كانت متسلطنة يومها وطولّت في الغنا، بس الصدفة أنقذتني ساعتها”، مضيًفا: “كان مدير أمن القاهرة ساكن في نفس العمارة اللي فيها مكان الحفلة.. الأستاذ الموجي طلعله واستأذنه إن الأمن يمد فترة ربع ساعة بس للمسرح عشان في صوت جديد هيقدمه.
. ولولا إنه وافق ماكنتش طلعت والناس سمعتني”.
13- استغلت الصحافة فترة الخلاف بين “الموجي” و”العندليب”، وصرحت بأن الملحن الكبير دعّم هاني شاكر لمنافسة عبد الحليم حافظ، خاصة أن صوت “شاكر” حينها كان قريبًا جدًّا من صوت عبد الحليم، وفق ما ذكر في لقاءات تليفزيونية.
14- علّق أمير الغناء العربي على منافسته لعبد الحليم، فقال: “أنا حبيت الغنا عن طريق عبد الحليم، وماينفعش أكون خليفة ليه، بس الصحافة استغلت فترة الخلاف بينه وبين الموجي وقالت كده كنوع من التسخين”، وتابع معلقًا على مدى تشابه صوته حينها بصوت العنليب الأسمر: “من الطرائف التي حدثت بسبب الموضوع ده كان خبر كتبه الصحفي الكبير نبيل عصمت يوم 1 أبريل في سنة من السنين، وقال إن عبد الحليم هيعمل مؤتمر صحفي في معهد الموسيقى برمسيس عشان يشيل الزمارة اللي في حنجرة هاني شاكر، واللي بيستعين بيها لتقليد صوته”.
وأوضح: “الناس قرأت الخبر وماقرأتش السطر الصغير اللي بيقول إن دي كدبة أبريل.. وكانت النتيجة إن شارع رمسيس اتقفل بآلاف الناس عشان يشوفوا عبد الحليم وهو بيطلع زمارة هاني شاكر”.
15- ذكر في لقاءاته أنه التقى الفنان عبد الحليم حافظ 3 مرات في حياته، الأولى عندما كان يغني خلفه ضمن فريق كورال الأطفال في حفلة، والثانية حينما حضر العندليب الأسمر بصحبة مجموعة من الأصدقاء إلى أحد الفنادق الذي كان يغني فيها آنذاك هاني شاكر، وعن تلك المرة قال: “قبل ما أبدأ الغناء، طلبت أقعد مع عبد الحليم لوحدنا، عشان أوضح له سوء الفهم اللي تسببت فيه الصحافة، وأقوله إني حبيت الغنا من خلاله.. والراجل فعلا اقتنع بكلامي ونزل بنفسه يظبطلي السماعات على المسرح قبل ما أغني”، أما المرة الثالثة فكانت في حفلة له، حيث صعد خلالها العندليب للغناء معه على المسرح.
16- له 3 تجارب سينمائية بخلاف فيلم “سيد درويش”، حيث شارك في فيلم “عندما يغني الحب” مع الفنان عادل إمام عام 1973، ثم فيلم “عايشين للحب”، في العام التالي مع الفنانة نيللي، وأخيرًا فيلم “هذا أحبه.. وهذا أريده” مع الفنانة نورا في عام
17- يعد عام 1973 بداية انطلاقته الحقيقية، إلا أن تلك الانطلاقة تعطّلت لمدة 10 سنوات مع حلول عام 1977، بسبب مقاطعة الدول العربية لحفلات المطربين المصريين، فانحصر غناؤه وقتها فقط داخل مصر.
18- حقق ألبومه “علي الضحكاية” الذي أنتجته شركة “صوت الحب” في عام 1987 نسبة عالية في التوزيع، جاوزت المليون نسخة، وكان ذلك بداية الانتشار الجماهيري له، على حد قوله.
19- أطلق ما يزيد على 30 ألبومًا، منهم “يا ريتك معايا”، و”بحبك أنا” في 2002، و”قربني ليك” في 2005، و”أحلى الليالي”، و”بعدك مليش” في 2010. 20- تجاوز عدد أغانيه الـ600 أغنية، من أبرزها “علي الضحكاية”، و”يا ريتني”، و”هو أنت لسه بتسألي”، و”نسيانك صعب أكيد”، و”بعدك مليش”.
21- حينما سُئل المطرب محرّم فؤاد في إحدى حلقات برنامج “القاهرة اليوم” عن رأيه في صوت هاني شاكر، قال: “لا يصلح إلا لغناء الأطفال.. هو قد الأطفال وصوته في الحتة دي يبقى نجم. يعم أفلام مع الأطفال وكده”، أما الفنان عبد الحليم حافظ فقال: “صوته كويس.. بس مايقدرش يعدي مستوى معين.. ومن خلال معرفتي عنه أعتقد إنه مش طموح”.
22- نال عددًا من الجوائز خلال مسيرته الفنية الطويلة، أهمها وسام الاستحقاق الذي منحه إياه الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين، وكان ثاني من يحصل على هذا الوسام بعد المطربة فيروز، وكذلك جائزة فلسطين التي حصل عليه كأول فنان عربي يغني لفلسطين.
23- أعلن في العام الماضي أنه لن يترشح لفترة ولاية ثانية كنقيب للموسيقيين، وهو المنصب الذي شغله منذ عام 2015، وعلّل ذلك في حوار صحفي مع جريدة “المصري اليوم” قائلًا: “مهمة ليست سهلة على الإطلاق، وأرهقتنى وأخذت الكثير من وقتى ومجهودى وفنى أيضًا، لذلك قررت عدم الترشح لفترة جديدة.. هريح شوية”.
24- في أغسطس من عام 2015، أصدر موقع “ذا أرابيان بيزنس” ومجلة “لوموند” الفرنسية، قائمة بأغنى 10 فنانين عرب للعام 2015، من خلال معرفة ثروة كل فنان حسب أجره في الحفلات وعددها، وضمت القائمة 7 فنانين لبنانيين ومصريين وفنانًا عراقيًّا وحيدًا، وجاء ترتيب الفنان هاني شاكر في المركز السابع، بإجمالي ثروة بلغت 32 مليون دولار.
25- تزوج من السيدة نهلة توفيق، وأنجب ابنه “شريف” وابنته “دينا” التي وافتها المنية في عام 2011 بعد معاناة مع مرض سرطان “نادر”، وكانت تلك الحادثة بمثابة القشة التي قصمت ظهر أمير الغناء، وكاد يعتزل الفن بعدها لولا أن استعاد عافيته بعد فترة، مستعيضًا عن رحيل ابنته بحفيديه اللذين تركتهما له وهما “مجدي” و”مليكة”.
