دائما ما تحتل القضية الفلسطينية الساحة العربية، وتتدافع الدول من أجل إثبات عروبة القدس وأنها ليست عاصمة إسرائيل كما يحدث مؤخرا.
حيث أعربت الدول الأوروبية والعربية عن قلقها من تقارير تتحدث عن عزم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها. كما حذرت حركة “حماس” من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال”، ودعت إلى “تأجيج انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة”.
أما عن موقف مصر، زايدت بعض الجهات والدول علي دور مصر وعن سبب صمتها او توضيح موقفها من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، متهمين مصر بالتكاسل أو التكاعس عن تأييد القضية الفلسطينية ورفض مواقف “ترامب” لتقوية إسرائيل علي حساب فلسطين.
وبعد أن تعالت بعض الأصوات الدولية والعربية المعادية للإرادة المصرية بعد محاولات “ترامب” لنقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلانها عاصمة إسرائيل، ونشر شائعات تعمل على الوقيعة بين الشعبين الفلسطينى والمصرى، نرصد فىهذا التقرير مراحل نصرة مصر لفلسطين عبر العصور :
بداية دور مصر
احتلت القضية الفلسطينية قضية العرب الاولي منذ عام 1948اهتمام الاكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطاني عن مصر، وكان موقفها واضح منذ حشدها للدول العربية ومشاركتها فى حرب فلسطين 1948 ضد إسرائيل، وإلى آخر تفاعلات حدثت بين الجانب الفلسطينى فى غزة وقصف الاحتلال الاسرائيلى للمدنيين.
موقف عبدالناصر والسادات
وضع “جمال عبدالناصر” القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماته لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذي رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع اسرائيل، وأشرف عبد الناصر على توقيع اتفاقية «القاهرة» تدعيماً للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية الى أن توفى عام 1970.
والرئيس “أنور السادات” كانت له نظرة ثاقبة في تقدير العلاقات العربية مع اسرائيل، لذا اطلق عليه بطل الحرب والسلام بين المثقفين المصريين حيث خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادتة والتي توجت بالنصر فرفع شعار «النصر والسلام»، وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة الفلسطينيين والاسرائيليين للاعتراف المتبادل.
مبارك والارض مقابل السلام
وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك التي امتدت تقريبا 30 عام شهدت القضية الفسيطينية تطورات كثيرة وحادة ونتيجة ذلك تطورت مواقف وادوار مصر لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة، وكانت البداية مع سحب السفير المصري من اسرائيل، وخطته للسلام التي تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الاسرائيلي ، وفي عام 2010 عندما تجدد القصف الاسرائيلي على قطاع غزة رفضت القيادة المصرية فتح معبر رفح مؤكدة أنه لن يسمح بتحقيق المصالحة على حساب البلاد.
فلسطين بعد ثورة 25 يناير
رغم سياسات حركة حماس الفلسطينية ومعاداتها للدولة المصرية عقب الإطاحة بنظام جماعة الإخوان ورئيسهم إبان ثورة 30 يونيو، إلا أن الرئيس السابق المستشار عدلى منصور أكد أن نصرة القضية الفلسطينية من ثوابت السياسية الخارجية المصرية، وأن مصر قدمت وستقدم الكثير لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى وحقه فى بناء دولة مستقلة وعاصمتها القدس، وقال نصًا: “لن نستطيع التخلى عن القضية الفلسطينية خاصة أن أمنها جزء من الأمن القومى المصرى”.
السيسي والقضية الفلسطينية
بعد تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني
حرص الرئيس السيسى فى أول كلمة له بعد عودة نشاط مصر إلى الاتحاد الأفريقى، وذلك بعد أن عانت مصر لمدة عام من تجميد عضويتها فى المشاركة بمؤتمرات الاتحاد الأفريقى، وقال فى كلمته الأولى بتاريخ 26 يونيو 2014 نصًا: “أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات السيدات والسادة.. لا يفوتنى فى إطار كلمتى أن أعرب عن اعتزازنا بالدعم الأفريقى التاريخى والمتواصل لنضال الشعب الفلسطينى للحصول على حقه المشروع فى تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإن شعوبنا الأفريقية وقد كابدت معاناة آلام الاستعمار والتمييز العنصرى تدرك أنه لا سبيل لكسر الإرادة الإنسانية”.
كما دائما يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، العديد من الرسائل إلى حكومة الوفاق الفلسطينية بعد إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية برعاية مصرية، وأن مصر كانت دوما رغم التحديات الجسام التى تواجهها الداعم الرئيسى لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى وكانت القضية الفلسطينية فى مقدمة أولويات مصر.
كما سلمت حركة “حماس” معبر رفح الحدودى مع مصر إلى السلطة الفلسطينية بعد إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، وكان تسلم السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الموحدة المعابر سيعمل على إعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لغزة، فى إطار الوحدة الوطنية، وبكل الدعم والمساعدة المصرية.و
وفيما يخص أزمة “القدس” مؤخرا، اعلنت الخارجية المصرية تطلع مصر لإن يتم التعامل مع الموضوع بالحكمة المطلوبة، وتجنب اتخاذ قرارات من شأنها أن تؤجج مشاعر التوتر في المنطقة، مؤكدا على أن “مصر ستظل دائما شريكا يمكن الاعتماد عليه بفاعلية في بناء الثقة وتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى السلام العادل والشامل