بعد اختفائه إلى نحو 24 ساعة منذ وصوله إلى مصر قادما من الإمارات، ظهر الفريق أحمد شفبق، أول أمس، عبر مداخلة هاتفية مع وائل الإبراشي في برنامج العاشرة مساءً.
وأوضح عددا من الأمور المتعلقة باختفائه والحديث عن حقيقة اختطافه، بخلاف تصريحه الأبرز، وهو أن أمر ترشحه للرئاسة يحتاج إلى تدقيق، فهل يعد ذلك مؤشرًا على تراجع شفيق، بعد إعلان نيته منتصف الأسبوع الماضي خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2018؟
دعاية انتخابية لا تقدر بمال
الدكتور سعد الدين إبرهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، قال إن الفريق أحمد شفيق المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، حصل على دعاية انتخابية مجانية لا تقدر بمال، جراء ما طاله من توجه الإعلام المصري والعالمي نحوه، عقب بث الفيديو الخاص بنيته الترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وأضاف إبرهيم في تصريحات صحفية، أنه بخلاف ما يتردد عن اختطاف الفريق شفيق في عدد من الوسائل الإعلامية المختلفة، وهو ما نفاه شفيق بنفسه عبر مداخلته الهاتفية أمس، إلا أنه رفض التعقيب على هذا الأمر، كون ما لحق بشفيق منذ إعلانه للترشح حتى مداخلته له عددا من الإشارات التي يترفع عن الخوض في الحديث عنها حاليا.
وكان الفريق أحمد شفيق، قد قال إنه ليس مختطفًا بل يتحرك بحرية تامة، قائلاً: “مش مخطوف ولا حاجة.. هو وسائل الاختطاف تبقى إيه”.
وأضاف شفيق، خلال مداخلته الهاتفية، أن تأخر ظهور البيان أتاح الفرصة لظهور الشائعات، قائلاً: “التأخير البسيط فى إظهار البيان على حقيقته يكاد يكون تعليما أو درسا أو قرصة ودن لمن يسارع ويلقى بتصريحات على عواهنها، وأشعر بحرج شديد له، بعدما اتقال التصريح الذى يجب كل ذلك”.
مهما حدث ف لن يتراجع شفيق
شفيق مهما حدث لن يتراجع عن الترشح للرئاسة، هذا ما أكده أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، مرجعًا هذا التأكيد لما دار بينه وبين الفريق في آخر مكالمة هاتفية دارت بينهما، حيث أوضح شفيق لسعد الدين إبراهيم، أن الفرصة باتت سانحة له للترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، مشيرا إلى أن شفيق الآن سنه 74 عامًا، وفي حالة عدم ترشحه للرئاسة في هذه الانتخابات فلن تكون أي فرصة متاحة أمامه لاحقًا، لأنه سيكون قارب على الثمانينيات، وهو ما يجعل فرص مجرد المشاركة في الانتخابات أكثر صعوبة.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن اختلاف تصريحات الفريق شفيق ما بين إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية في خطابه الأول أثناء وجوده في الإمارات، الأربعاء الماضي واحتواء الخطاب لعدد من الأسانيد التي سردها لخوضه الانتخابات، والتي تمثلت في انهيار وتردي بعض الأوضاع في كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بمصر، كما أشار إلى أن مصر ليست فقيرة، مؤكدًا أن البلد في حاجة لتحقيق العدل المطلق.
دعاية انتخابية خاسرة
وأضاف كامل السيد، أن اختلاف توجه الفريق أحمد شفيق، مساء أمس، وحديثه عن أنه موجود في مصر لتفحص الشارع، وتحري الدقة حول الأوضاع، والاحتياجات المطلوبة، هي دعاية انتخابية خاسرة لأي مرشح، وستنتقص من رصيد شفيق بشكل كبير، لافتا إلى أن “شفيق” سيترشح للرئاسة في الغالب.
ورجع أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن شفيق سيكون أمامه بعض الأمور التي يجب عليه معرفتها والتي ستمثل صعوبات “موضوعية” أمامه للترشح في الانتخابات، أولها تدبير أموال الحملة الانتخابية، وهل حزب الحركة الوطنية الذي يترأسه شفيق لديه ظهير وقدرة على الانتشار في الشارع لدعم مرشحه في الانتخابات؟ وهل ستقف أجهزة الإعلام على الحياد مع ترشح أحمد شفيق؟
