بدأت قصة الحب بينهما بالصداقة التي أمدت الكثير من الوقت فكانت خير عون له وعلمته العديد من اللغات ليستكمل مسيرته مثل اليونانية، اللاتينية، والفرنسية، وخلال صداقتهما العميقة شعرت الفرنسية بريستو بحبها الشديد لطه، وبدأت شعلة الحب، بينهما تضيء فى مدينة مونبيليه الفرنسية، بينما تقرأ له الأشعار والأدب وتساعده.
نظرت إليه بقلبها قبل عينيها، تحدت الصعوبات التي واجهتها لمجرد التفكير بربط حياتها بكفيف، ومدى الفارق الاجتماعي بينهما، تجاهلت كافة هذه الصعاب ورافقته وأصبحت عيناه التي يرى بهما أجمل ما فى الحياة، لأنها بالطبع تخفي عنه وصف الأسوء، هي سوزان بريسيتو التي تزوجها عميد الأدب العربي طه حسين عام 1917، وبالتزامن مع ذكرى وفاته نحكي عن قصة عشق دامت 56 عامًا من الوفاء.
ليست فكرة أنه كفيف هي العقبة وسبب رفض أهلها، فديانته أيضا كانت مصدر أزمة بالنسبة للعائلة، ولكن الحب لا يعرف المستحيل، وبالفعل تحقق ذلك فى علاقتهما وبمجرد اعتراف طه لها،
تم الزواج فى 9 أغسطس 1917 وسافرا إلى مصر، حيث مقرهما وانجبا طفلين لتكليل تلك العلاقة.
وجاء فى كتاب «معك» للفرنسية سوزان وصف كامل لعلاقتهما معًا، حيث كانت تجد فيه شيء يكملها، فكان طه مغرم بها وكان حريص على أدق التفاصيل معها وكانت هي أيضًا تحرص طوال الوقت أن تكون جميلة وأنيقة معه فكانت مثلما ذكرت فى كتابها لا تريد أن يقول الناس أنها لا تهتم بنفسها لأن زوجها كفيف.
وظلت سوزان مهتمة بطه إلى آخر يوم فى حياته، ووقت أن كان يحتضر كانت تحتضنه وتتذكر أيامها معه، بل ولم تغادر مصر بعدما توفي فى 28 أكتوبر 1973 بل ظلت على ذكراه فى بلده التي تربي بها إلى أن رحلت هي عن الحياة فى 1989 عن عمر 94 عامًا.
