تشغل الرأي العام كل فترة بتصريحاتها وآراءها الصادمة، والتي غالبا ما تشعل نار رواد مواقع التواصل الجتماعي نحوها، دائما يصدر منها تصريح صاروخي عن قضايا المجتمع دون أن تبالي بتناقض آرائها أحيانا، هي الكاتبة والفنانة التشكيلية ومقدمة البرامج “ياسمين الخطيب”.
ولدت “ياسمين الخطيب” بالقاهرة لأم لبنانية تركية، وأب مصري هو الناشر سيد الخطيب، وجدها المفكر “عبد اللطيف ابن الخطيب” مؤسس أكبر مطبعة في مصر والشرق الأوسط في الأربعينات (المطبعة المصرية)، ومؤلف كتاب “الفرقان” الذي أثار ضجة كبيرة، انتهت بمصادرته واتهام مؤلفه بالهرطقة.
اتبعت “ياسمين” خطي جدها حيث بدأت كتابة المقالات عام 2010، وكان مقالها الأول عن أوجه التشابه بين نشأة الأحزاب الشيوعية في مصر ونشأة الدولة القرمطية، لتنتظم بعد ذلك في كتابة المقالات الأسبوعية في الشأن السياسي والتشكيلي والعام ، ولها العديد من المؤلفات منها “التاريخ الدموي”، و”الحالة إيه؟”، و”قليل البخت يلاقي الدقن في الثورة” هو مجموعة مقالات لرصد ما حدث أثناء ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، و” كنت في رابعة” تروي ما شهدته أثناء تواجدها في رابعة العدوية وهي متنكرة “بنقاب” في الاعتصام الذي تبع عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو ٢٠١٣.
أما كتابها الأخير “ولاد المرة” الذي يتضمن مقالات سياسية ونسوية، أثار جدلًا وتسبب عنوانه في ضجة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، وبخصوص عنوانه قالت :”كلمة مرة تعني المرأة الكاملة وليست كلمة شتيمة أو لفظ سباب”، وتعجبت من اعتبار البعض أن عبارة “يا إبن المرة” تعتبر شتيمة منهية حديثها بقول :”ما احنا كلنا ولاد مرة”.
ولم يكن عنوان كتابها هو الموقف الأخير التي تثير به الجدل، فمؤخرا أعلنت تضامنها مع شهداء حادث الواحات الذي راح ضحيته الكثير من رجال الشرطة المخلصين، ولكن لم يدم موقفها طويلا ففي تغريدة لها علي موقع التواصل “تويتر” تمنت الفوز للنادي الأهلي -رغم أنها زملكاوية متعصبة- وذلك في مباراته أمام النجم الساحلي المؤهلة لنهائي دوري أبطال افريقيا.
تزوجت “ياسمين” مرة واحدة من المستشار “أحمد جلال إبراهيم” ولها منه ابنان، هما أدهم وجلال الله، ذكرت فى مناسبات عديدة أن علاقتها به مازالت طيبة رغم الانفصال، وأن زوجته الحالية صديقة مقربة لها، وبمثابة أم ثانية لأبنائها. لكنها عادت لتثير حالة من الجدل، بعد إعلانها الزواج مرة أخري، ونشرها صورة تجمعها بزوجها، الذي طالما رفضت الكشف عن هويته، ولكنها صرحت من قبل بأنه سياسي وفنان شهير.
وعقب ذلك التصريح، ظهرت موجة من التخمينات والتنبؤات، التي دارت معظمها حول المخرج والبرلماني المعروف خالد يوسف، وانهالت التعليقات والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي حول تلك الصورة، لأنها أظهرت جزءًا ليس بقليل من وجهه، والتي أكدت للبعض ظنونه حول هوية زوجها الذي حمل ملامح كبيرة من يوسف كذقنه البيضاء، وخصلات شعره الناعمة، وارتدائه لنظارة طبية.
وأثارت “ياسمين” الجدل عقب نشرها جلسة تصوير جريئة، وظهرت خلالها بإطلالة مثيرة، وعلقت عليها قائلة:” المصور نجح بكاميرته في التقاط موجات من روحى .. واكتشاف بعد جديد لنظرة عيونى”، فيما شكك البعض فى إمكانية استخدام تعديل للصور ببرنامج “فوتوشوب”، على هاشتاج “ياسمين الخطيب” الذى دخل ضمن قائمة الأكثر تداولا فى مصرعلى موقع .التواصل “تويتر”.
صرحت “ياسمين”: “انها لا تري اي مشكله بخصوص جلسه تصويرها”، وقالت :”فين الخلل الي ارتكبته في الصور وإن المشكلة الحقيقية هيا اني خرجت من القالب ! لأننا مجتمع يفضل ان تكون كل امرآه في قالب معين”.
ولم تكن تلك الصور هي الأخيرة التي تشعل نار مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشرت صور لها من داخل مولد الشيخ الرفاعي، وظهرت فيها وهي ترتدي الحجاب، وكتبت عليها: “مباشر من الليلة الكبيرة لشيخ الطرائق سيدي الرفاعي مدد بلا عدد”، ذلك سبَّب حالة من الجدل، بين النشطاء، حول حقيقة انتمائها للصوفية وللطريقة الرفاعية بالتحديد، بل وصل الأمر إلى توجيه الاتهامات لها بالانتماء إلى الشيعة.
وفي عام 2013، أثارت “ياسمين” الجدل بحديثها عن كون الحجاب ليس زيا دينيًا، قائلة: إن ارتداءها للحجاب كان مرحلة في حياتها قبل النضوج، وكان ذلك بعد قراءتها لكتاب «حقيقة الحجاب» للشيخ سعيد العشماوي، الذي اقتنعت برأيه بأن الحجاب ليس فريضة، وأنه عادة بدوية، وأشارت إلى أن الحجاب تحول إلى زي شعبي ترتديه السيدات في الأحياء الشعبية كنوع من الاحتشام فقط، وليس زيا دينيا وهذا مؤسف للغاية.
ولم تكتفي بلفت الأنظار بصورها بل ايضًا بتصريحاتها التي غالًبا ما تتضمن “ألفاظ خارجة”، من ضمنها عندما أبدت غضبها واستياءها الشديد من قرار وزارة الكهرباء برفع أسعار فاتورة الكهرباء، وحذرت من الفقراء المعدمين، وشددت علي خطورة فقدان الطبقة المتوسطة، واستنكرت الملايين التي تم صرفها علي حفل افتتاح قناة السويس، بالإضافة إلي الملايين التي تصرف يوميا علي الإعلام، إلي جانب حديثها علي ارتفاع الأسعار المفرط .
كما انتقدت “ياسمين” التفريط في جزيرتي “صنافير وتيران” وإقرار مصر بتبعية الجزيرتين إلى السعودية، وذلك من خلال عدة تدوينات عبر صفحتها بموقع تويتر، حيث كتبت الخطيب: لأول مرة أعاين شعور المصريين بعد 67، مرارة العجز أكبر من مرارة الفقد، فما بالكم بالإثنين معاً؟!.
وهاجمت ياسمين الخطيب المدافعين عن القرار المصري بالتنازل عن “صنافير وتيران” حيث كتبت: ليس هناك ما هو أحقر من هؤلاء الذين يدافعون باستماته عن حق دولة أخرى في اغتصاب أرضهم، أنتم عار على مصر أنتم عار على الإنسانية.
وكانت ياسمين الخطيب كتبت أيضا فور إعلان قرار “صنافير وتيران” عبر صفحتها بتويتر ساخرة من الموقف: كده حلال على اليونان إسكندرية، وحلال على الإمارات الشيخ زايد .. بالنسبة لليبيا .. شوفوا تحبوا تخلصوا مطروح على كام.
ومن ناحية أخرى كان قد تم تنصيبها سفيرة للنوايا الحسنة بجامعة الدول العربية، وقالت عن ذلك الإمر إنها سعدت كثيرا به، حيث كتبت : مما زادني شرفاً ان حفل التنصيب كان برعاية “جمعية العلاقات العامة العربية”، وهي الجمعية المصرية التي تحمل إشهار برقم (1)، والتي أشرف على تأسيسها الزعيم جمال عبد الناصر بنفسه.
ولم تتوقف “ياسمين” عند هذا الحد، فحين لم تجد من يتصل بها أو يدق بابها أو يترك لها رسالة نصية، وابتعادها عن دوائر الضوء والشهرة، ولم يعد متابعوها كما كانوا ،حيث انقلبت الآلاف من علامات الإعجاب بمنشوراتها وصورها إلى تعليقات ساخطة غاضبة ساخرة، فقررت قلب الرأي العام، ودس الوقيعة بين الشعب والحكومة، بشكل يحقق الفوضى الذي يحيي شهرتها من جديد، فأمتلئت حساباتها الشخصية علي “فيسبوك وتويتر” بمنشوراتها، وصورها، التي من المفترض أنها تخالف منهج الإخوان ومعتقداتهم، إلا أنها “المصلحة” جمعت بينهما.
