غضب الطبعية ليس له راد.. أعاصير واحد تلو الآخر يضرب الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، بدءً بـ”هارفي”، ثم “كاتيا” و”إرما”..
وعلى الرغم من صعوبة المشهد، إلا أن البعض توقف قليلًا ليطرح تساؤلا من يختار أسماء تلك الأعاصير، وعلى أي أساس يتم اختيارها.
الحقيقة أن تلك الأعصاير أسمائها معدة سلفًا، فعلماء الأرصاد الجوية، وضعوا قوائم مرتبة أبجديا بأسماء الذكور الإناث، بما يجعلهم كأنهم هم آباء تلك الأعصاير، وبمجرد أن يبدأ الإعصار في الظهور، يتم البحث عن الإسم التالي في القائمة وتسميته، وكان من بين شروط اختيار الإسم أن يكون سهل النطق ومكون من كلمة واحدة.
في الماضي لم يكن هناك آلية معينة لتسمية الأعاصير، فكان يطلق عليها اسم القديس الذي يصادف ظهور الإعصار الاحتفال بذكراه مثل إعصار (هرقل، سانت بول، سانت لويس، سانتا ماريا)، كما كان هناك وسيلة أخرى للتسمية، وهي تسميته بنفس تاريخ العام الذي يظهر فيه مثل إعصار 1898، وإعصار 1906، وطريقة أخرى وهي تسميته بإسم المنطقة التي يضربها مثل (ميامي، وهيوستن، وغالفستون).
وكانت بلدان شرق آسيا تستخدم الأسماء الأمريكية لتسمية الأعصاير، إلا إنها عدلت عن ذلك، لصعوبة نطق تلك الأسماء وغرابتها بالنسبة للغتها الأم، وقرروا استخدام أسماء حيوانات بدلا منها، مثل إعصار (دامري (الفيل)، وإعصار كيروجي، وهو اسم نوع نادر من البط البري في كوريا الشمالية).
وتعود بداية التسمية النظامية إلى عالم الأرصاد الجوية الاسترالي كليمنت راج (1852 – 1922) حيث أطلق على الأعاصير أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية، إلا أن السياسيون تمكنوا من إبعاد أسمائهم بشكل أو بآخر، فألصقت التسمية بالنساء.
وتجدر هنا الإشارة إلى نقطة، وهي أنه إذا كان الإعصار مدمرا لدرجة كبيرة وكان عدد الوفيات التي سببها عاليا يتم اعتبار اسم ذلك الإعصار مشؤوما فيتم شطبه من القائمة واستبداله بإسم آخر من نفس الجنس، وبنفس الحرف الأول للاسم المشطوب للحفاظ على التسلسل الأبجدي لقائمة الأسماء.
