في الساعات الماضية بموسم أفلام عيد الأضحى المشتعل، استطاع الفنان أحمد عز بـ”الخلية” للمخرج طارق العريان، ومحمد رمضان ومحمد سعد بـ”الكنز” للمخرج شريف عرفة، تحقيق أعلى الإيرادات حتى الآن.
ويعد «الكنز» من الأفلام المميزة والمختلفة ضمن السباق الذي يتنوع ما بين الكوميديا والأكشن والاستعراضي، لما يحمله من طابع تاريخي ومشاركة واسعة من فناني الصف الأول.
وفي هذا التقرير نرصد 10 ملاحظات على الفيلم الذي صنف نفسه ضمن الأعمال التي تسجل شهادات ميلاد وبطاقات تعريفية جديدة للنجوم المشاركين على يد الكاتب والمخرج.
1- يجسد النجم محمد رمضان شخصيتين في العصر العثماني، هما الأب «حسن رأس الغول» والابن «على الزيبق» أحد أبطال السير الذاتية في التراث المصري، الذي يحتل مكانة كبيرة في عقول المصريين، لما له من سمات البطل الشجاع الذي ينصر العدل على الظلم وينتقم من الطغاة ويحقق قيمة العدل في ظل الفساد المتوغل إبان العثمانيين.
يظهر «رمضان» للمرة الأولى في السينما بثوب جديد بعيدًا عن دور «البلطجي»، الذي حبس نفسه فيه وطبع في ذهن الجماهير لسنوات منذ تصدره بطولة الأعمال التي شارك فيها، مثل «عبده موتة» و«الألماني» و«قلب الأسد»، إذ جسد في «الكنز» شخصية ذات بُعد تاريخي، تمثل نقلة نوعية في تاريخ محمد رمضان، تعيد تقديمه بطريقة مختلفة على يد المخرج الكبير شريف عرفة.
2- يعد «بشر الكتاتني» أو محمد سعد هو مفاجأة «الكنز»، إذ يجسد دور رئيس البوليس السياسي خلال حكم الملك فاروق، وهو ذو شخصية صارمة منضبطة، يختلط بها في الوقت نفسه ملمح عاطفي تسيطر فيه مشاعر الحب، من خلال علاقته بالمطربة «نعمات رزق» أمينة خليل.
ويوثق دور «بشر الكتاتني» في «الكنز» شهادة ميلاد جديدة لـ«سعد»، بعد تخلصه من شخصية «اللمبي» التي ظهرت للمرة الأولى على يد المخرج شريف عرفة، أيضًا في فيلم «الناظر» منذ 17 عامًا.
3- بصوت قوي يملؤه الشجن، قدم المنشد إيهاب يونس ثلاثة مواويل من كلمات أمير طعيمة وألحان هشام نزيه، لخصت حال الشعب تحت الولاية العباسية، والظلم والفساد الممارس ضد الغلابة وسرقة أموالهم تحت مسمى الضرائب، يعد الشيخ الكفيف إضافة أثرت الفترة التي جسدها «علي الزيبق» محمد رمضان.
ويعتبر هذا أول ظهور في السينما للشيخ إيهاب يونس، وليس منشدا دينيا أو مبتهلا صوفيا، ولكن قاص ينقل معاناة المساكين والغلابة.
4- ظهر الممثل أحمد أمين مقدم برنامج «بلاتوه»، في فيلم “الكنز” بدور مونولوجست الملهى الليلي في النصف اﻷول من القرن العشرين، على الرغم من صغر الدور وعدم وجود مساحة تمثيلية كبيرة، فإنه كشف عن موهبته عبر أدائه التمثيلي وطريقته المميزة في إلقاء المونولوج وخفة الظل التي يتمتع بها.
5- استعان المخرج شريف عرفة بصوت نسمة محجوب، القوي في مشاهد غناء «نعمات رزق» المطربة في فترة الخمسينيات، التي تجسد دورها أمينة خليل، ولم يستعن بالفنانة روبي، التي تجسد دور «زينب» ابنة «صلاح الكلبي» في العصر العثماني، على الرغم من احترافيتها الغنائية، وذلك لفصل الشخصيات وإضفاء واقعية ومنطقية على الأداء.
6- خلقت الموسيقى التصويرية للملحن هشام نزيه حالة من الانسجام والتناغم بين المشاهد التي تسرد الأحداث، بجانب الأغاني للشاعر أمير طعيمة، وواقع إلقاء الكلمات التي عبرت عن كل مشهد، دون الخروج عن إطار قضايا الظلم والفساد وحب السلطة والنفوذ عبر العصور الثلاثة.
7- ظهور الزعيم الراحل أنور السادات، في أثناء فترة اعتقاله بالسجن في الأربعينيات، وجسد دوره بالفيلم محسن منسي المعروف بـ«شبيه السادات».
8- يختلف «الكنز» عن فئة الأفلام التي تنتج خصيصًا لموسم العيد، التي تميل بشكل أكبر إلى الطابع التجاري كي تستطيع المنافسة على شباك التذاكر، إذ يحمل الفيلم جانبًا تاريخيًا يحتاج إلى التركيز من أول دقيقة، لذلك هو مناسب أكثر للجمهور المتذوق للسينما وليس جمهور الأعياد.
9- على صعيد الإيرادات، تحددت ملامح المنافسة مبكرًا، إذ ينافس «الكنز» بقوة على شباك التذاكر محققًا مليونا و700 ألف و346 جنيها، بعد أول يومي عرض، خلف فيلم «الخلية» للفنان أحمد عز والمخرج طارق العريان، الذي نجح حتى الآن في الاستحواذ على المقدمة، محققًا 3 ملايين و850 ألفًا و45 جنيها، ويأتي خلفهما فيلم «خير وبركة» للفنان علي ربيع محققا ما يقرب من مليون جنيه.
10- ظهور مميز لعدد من الفنانين المشاركين في بطولة الجزء الأول من «الكنز»، وهم الفنان أحمد رزق في دور «عبد العزيز النشار» المحامي والمستشار القانوني والذراع اليمنى لـ«بشر الكتاتني» محمد سعد، والفنان القدير عبد العزيز مخيون في دور «إني» المعلم للملكة «حتشبسوت» هند صبري، والفنان عباس أبو الحسن في دور «صلاح الكلبي» رأس الفساد في العصر العثماني. يذكر أن الفيلم تمت إجازته من قبل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية دون تصنيف عمري وإتاحته للجمهور العام، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج شريف عرفة، من بطولة محمد رمضان ومحمد سعد وهند صبري وروبي وأمينة خليل وأحمد رزق وسوسن بدر.
تقع أحداث «الكنز» فى ثلاثة عصور، الفرعوني، والعصر المملوكي، والنصف اﻷول من القرن العشرين، وتنتقل الأحداث حول فساد وسطوة بعض رجال الدين عبر العصور على السلطة والتعاملات المزيفة والسيئة مع الشعب، وكيفية إقحام الدين في السياسة من أجل الحصول على مناصب، خصوصًا أن هناك رجال دين تعمدوا التلون والتزييف في هذه الحقبة الزمنية لكي يكونوا هم الأقوى ويحافظوا على مراكزهم. فيلم الكنز ملاحظات على فيلم الكنز.
