“فض رابعة” في عيون الصحف العالمية.. من “يوم مظلم” إلى “قرار أنقذ مصر”

كتب : أماني الشاذلي 

دائمًا ما اهتمت الصحف العالمية والمنظمات الدولية بالأحداث الجارية في مصر، وخصوصًا ما حدث أثناء “فض رابعة والنهضة”، واختلفت لهجات العالم الغربي نحو مصر، كانت في البداية محذرة  ومن ثم آدانت الأخطاء، وبعدها وجهت بتنحي الرئيس الحالي، وتغير بعضها فجآة ليؤيد الجيش والشرطة ويؤكد على تسليح الاعتصام آنذاك.

 

نرصد معكم خلال التقرير التالي، أبرز ما قالته الصحف العالمية حينها والمقف المغاير الآن.

واشنطن بوست 

قالت صحيفة “الواشنطن بوست”، إن التقرير الذي صدر عن منظمة “هيومان رايتش ووتش”، والذي أكدت من خلاله وجود اتهامات وجهت بحق الرئيس المصري الحالي ووزير الدفاع سابقًا “عبد الفتاح السيسي”  وقوات الامن بآرتكاب الجرائم  في شهر أغسطس من عام 2013، في فض اعتصام المتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي الذي تم عزله في ميدان رابعة العدوية، مضيفة أن هيئات عدة شغلتها هذه الحادثة وكانت محل اهتمام لمنظمة العفو الدولية، وللحقوق الشخصية، والمبادرة المصرية، وأكدت هذه الهيئات أن القوات المصرية هاجمت المتظاهرين الذين اغلبهم كانوا عزل.

فيما انتقد” كينيث روث” المدير التنفيذي للمنظمة، السلطات المصري، قائلًا: “غير قادرة علي الاتهامات التي وجهت إليها”، وجاء ذلك بعد أن تم منعه من قبل الحكومة المصرية من السفر إليها بصحبة “سارة لي واتسون” رئيس قسم الشرق الأوسط بالمنظمة، وذلك بعد إغلاق مكاتبها في مصر.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أيضا، إن القوات الأمنية المصرية أطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع على المعتصمين من أنصار مرسي، وإنها قامت بحرق وبتجريف الخيام، وشنت حملة اعتقال وضرب للمتظاهرين، ونقلت الصحيفة عن شاهدة عيان قولها إنها رأت معتصمين يتم اعتقالهم بشاحنات زرقاء كبيرة كتلك التي تنقل السجناء، وأضافت الصحيفة أن الشرطة المصرية هاجمت الصحفيين بقنابل الغاز لإبعادهم عن المشهد.

نيوزويك

فيما قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إن أظلم يوم في مصر هو يوم فض اعتصام رابعة العدوية 2013، ومع الذكري الثانية لفض الاعتصام لا زالت الأحداث يقابلها صمت دولي، ووصفت الأحداث بأنها دموية، وقد تم تغير اسم الميدان ليحمل اسم هشام بركات النائب العام  الذي اغتيل في ال29ـ من يونيو الماضي، ولكن المجلس القومي المصري لحقوق الانسان برأ حكومة النظام الذي جاء بعد مرسي .

الموندو

وأشارت صحيفة “الموندو”الإسبانية، أن فض اعتصام رابعة الأكثر بشاعة، وأِارات إلى أن مفتعلي هذه الجريمة  لم تتم محاسبتهم  رغم مرور عامين ورغم المطالبات الدولية الكثيرة التي تطالب بفتح ملفات هذه القضية وأن النظام المصري يصر علي القاء المسؤليات والتهم علي الضحايا السلميين،-علي حد قولها-.

الجارديان

وفي جريدة “الجارديان”   قال الكاتب أوين جونز الصحفي في مقال له، إن مصر في قبضة الطغيان العنيف بدعم غربي، مضيفًا أن مايقال حول أزمة حقوق الإنسان في مصر هو غيض من فيض في ظل الانتهاكات التي تمارسها السلطة الحالية من اعتقالات طالت 40الف شخص .

تناولت الملف أيضا في موضوع تحت عنوان”القمع العسكري في ميدان تيانانمين المصري”.

وذلك في إشارة إلى قيام الجيش الصيني بقتل آلاف المعتصمين السلميين دهسا بالدبابات في ميدان تيانانمين عام 1989، وتقول الجريدة إن”الهجمة الدموية التي قام بها الجيش المصري ضد مواطنيه تمثل نقطة اللاعودة بالنسبة للحكومة”.

وتتناول الجريدة تبعات فض الاعتصامين في رابعة العدوية والنهضة وتوضح أن حالة الطوارئ و حظر التجول الذي أعلنته الحكومة لم يمنعا اندلاع اشتباكات وأعمال عنف في عدة محافظات في مختلف إنحاء البلاد

كما تشير إلى أن الطابع العنيف الذي اتسمت به الأحداث دفع “القيادي الليبرالي محمد البرادعي إلى تقديم استقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية”.

وتقول الجريدة “إن الشوارع المحيطة بميدان رابعة العدوية في القاهرة تحولت لتصبح تيانانمين المصرية” وهو ما يعني أنها أصبحت رمزا لمقاومة القمع العسكري.

وتقول الجريدة إن الحل السياسي كان ممكنا ولو بشكل ضئيل قبل الأحداث الأخيرة وأن العقلية العسكرية المصرية ستتحلى بالحكمة لكن الآن اختفت كل آمال التوافق بين الأطراف المختلفة في مصر.

وول ستريت جورنال

من جانبها، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال“، إن القوات المصرية شنت حملة مميته على أنصار مرسي المعتصمين في بعض الميادين في القاهرة، وسط تزايد أعداد القتلى من المعتصمين، موضحة أن القوى الأمنية والقناصة يستخدمون الرصاص الحي في الهجوم، ونقلت الصحيفة عن امرأة عجوز تعرضت للغاز القول “ساعدنا يا الله، فنحن غير مسلحين”، كما قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن المستشفى الميداني في ميدان رابعة العدوية يبذل جهودا مضنية في محاولة لتقديم الإسعاف للمصابين من المعتصمين.

الإندبندنت البريطانية

وأما صحيفة “الإندبندنت البريطانية“، فقالت إن الجيش المصري فتح النار على المعتصمين من أنصار مرسي مما أسفر عن مئات القتلى، مضيفة أن مروحيات عسكرية حلقت في الأجواء أثناء الهجوم.

وتناولت الصحيفة الخبر تحت عنوان “يوم العار المصري: مئات من القتلى والجرحى بعد إعلان الحكومة الحرب على الإسلاميين”.

وتنشر الجريدة مقتطفات من مقال مراسلها من ميدان رابعة العدوية يقول “بينما كانت تقرع أصوات طلقات الرصاص الآذان في ميدان رابعة العدوية شرق القاهرة كان هناك طفل يدعى عمر ويبلغ من العمر 12 عاما يجلس جوار 31 جثة لقتلى بطلقات الرصاص ليشرب عصير البرتقال بينما تسيل دماء القتلى على الأرض”.

وتقول الجريدة إن العديدين تعرضوا لطلقات رصاص من نوع شديد القوة وكانت بعض الإصابات في الصدر بشكل قاتل، ويضيف المراسل عندما سألت الطفل عن شعوره بما يرى حوله سكت لحظات ثم أجاب بشكل طفولي “ليس جيدا”.

وتقول الجريدة إنها أحصت 25 جثة خلف المنصة التى كان يستخدمها قادة الإعتصام في تسيير المظاهرات المعارضة خلال الأسابيع الستة الماضية وكانت الجثث متروكة دون تبريد في درجة حرارة مرتفعة.

وفي المسجد الموجود قرب الميدان استخدمت ساحة المسجد لوضع الجثث وعلاج المصابين كما تم استخدام غرف داخل المسجد كمكان إضافي لحفظ جثث القتلى وبينما كانت تجرى عمليات لإسعاف عشرات المصابين بشكل عاجل لم يكن هناك وقت لشيء أخر لكن البعض تحدث بصعوبة.

وتنقل الجريدة تصريحًا للطبيب يحيى مكيه الذي كان موجودا في المستشفى الميداني يقول “أنها مجزرة إنهم يريدون إخفاء الجريمة فلم أكن أتخيل أبدا أن يقتل المصريون مصرين مثلهم بهذا الشكل”.

وتختم الجريدة الموضوع قائلة إن العديد من الممرات تكدست بالمصابين في انتظار تلقي العلاج والإسعافات الأولية حيث كان هؤلاء أقل حظا من غيرهم الذين حظوا بأسرة.

 

ماذا قالت الصحف العالمية بعد عام واحد من الحدث 

الصحافة العالمية عن السيسي: زعيم بلا منازع والمصريون يعشقونه لدرجة “الهوس”

أجمعت الصحف العالمية في متابعتها للشأن المصري على أن المشير عبدالفتاح السيسي، يحظى بشعبية حقيقية بلا منازع، ووصفوه بأنه “الرجل القوى في مصر”، لكن الصحف تختلف فيما بينها حول تفسير تلك الشعبية، وتقييم المسار الذي تنتهجه مصر بعد الإطاحة بالإخوان في ثورة يونيو العام الماضي.

الصحف العالمية، الأمريكية والبريطانية وغيرها الناطقة بالإنجليزية وذات الذيوع الدولي، أشارت إلى أن المشير عبدالفتاح السيسي رجل نظيف اليد رغم أنه تولى مناصب في نظام مبارك، إلا أنه لم يستغل منصبه بشكل فاسد، وهذا ما أشار إليه روبرت فيسك في “الاندبندنت” البريطانية، لافتًا إلى أنه رجل متدين محافظ، كما تشير شهادات مدرسيه أثناء دراسته في أمريكا، وشهادة الإخوان أنفسهم عندما كان مرسي رئيسا.

،واعتبرته وكالة “جويش بريس“ اليمينية هو المنقذ للمصريين، واتفق معها موقع “كندا فريي بريس“ التحليلي الاستخباراتي الكندي، ووصفت صحفًا أخرى مثل “نيويورك تايمز” الأمريكيةو”فاينانشيا تايمز” البريطانية عشق المصريين للسيسي بأنه نوع من عبادة البطل، وهوس مفرط، حاولت أن تجعل من عشق المصريين له ظاهرة مرضية؛ لأن السيسي أحبط ما كانت تخطط له أمريكا من إسقاط الأنظمة القديمة في الشرق الأوسط واستبدالها بحكومات إسلامية وإرهابيين سابقين في محاولة لتوجيه نزعة الإرهاب ضد أمريكا وإسرائيل إلى الجيوش العربية أو إلى صراعات إقليمية تثير توترات طائفية كانت مدفونة قبل الربيع العربي. و تصفه الصحف العالمية دائمًا بـ “الرجل القوى في مصر”، وهي صفة لم يعد يوصف بها أحد.

 

وكشفت الأيام الأخيرة عن مكانة مصر في العالم بأكمله.. ففي كل دقيقة نتابع فيها الشبكات الإخبارية والصحف العالمية.. تتضح لنا أهمية مصر ودورها المؤثر في جميع دول العالم وامتداد تأثيرها علي الأنشطة الاقتصادية والسياسية العالمية بشكل ملحوظ.. ولكن يبدو أن هذا الدور الهام لمصر ازداد لدرجة تدخل كافة الدول في شئونها، ففوجئنا طوال الأيام الماضية أننا طرف أساسي في أهم القرارات والتصريحات التي تطلقها معظم الدول في الأونة الأخيرة، كما أصبحت مصر تتصدر أغلفة الصحف والمجلات بشكل لم يسبق له مثيل من قبل وفي نفس الوقت اجتمع المصريون علي كلمة واحدة وهي الرفض القاطع لأي تدخل أجنبي في إرادتهم مهما حدث.