قامت إسرائيل بخطواتها الأولى لغلق مكتب الجزيرة في القدس، في ظل الاتهامات التي توجهها السلطات في تل أبيب إلى القناة القطرية بالحث على الإرهاب والسعي لتأجيج المنطقة.
وبذلك تنضم إسرائيل إلى قائمة طويلة من الدول التي تحظر القناة القطرية والتي تلقى اتهامات واسعة باستضافة إرهابيين ومحاولة تقديم منصة لإسلاميين متطرفين لديهم مشروعات تهدف إلى زعزعة استقرار الدول.
وهذه الدول التي قررت غلق مكاتب الجزيرة على أراضيها، أو منع مراسلين للقناة من البث منها.
– إسرائيل
في مؤتمر صحفي أمس، الأحد، أعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي، يوسف قرا إن إسرائيل بدأت في اتخاذ خطوات لإغلاق مكتب قناة الجزيرة القطرية في مدينة القدس.
وأوضح الوزير، بحسب ما انقلت القناة السابعة الإسرائيلية أن الجزيرة حرضت ضد المواطنين الإسرائيليين و”شاركت في خسارتنا لخيرة أبنائنا”، متابعا:” استشير حاليا القسم القانوني في الوزارة، وأجري اتصالات مع هيئة البث الفضائي، لوضع قانون لإغلاق استوديو شبكة الجزيرة”.
وأضاف قرا: “لا مكان لقناة تؤيد الإرهاب في إسرائيل.
– مصر
لأكثر من 4 أعوام مارست الجزيرة حملة إعلامية ضخمة استهدفت السلم في مصر، وانتقدت السلطات المصرية، بل ووقفت في صف الهجمات الإرهابية التي تدمر صورة مصر في المنطقة.
وفي 8 يوليو 2013، أعلن 22 صحفي من أعضاء مكتب الجزيرة في مصر استقالتهم بسبب “التغطية المنحازة” إلى جانب الإخوان المسلمين خلال التحولات السياسية في هذه الفترة.
وفي سبتمبر من نفس العام، قضت محكمة مصرية بوقف بث قناة الجزيرة في مصر مؤكدة أنها “تحث على العنف الذي قاد إلى وفاة مصريين”.
وفي 29 ديسمبر من نفس العام، ألقت السلطات المصرية القبض على 3 صحفيين تابعين للقناة يعملون من فندق الماريوت بالقاهرة، وتمت إدانتهم بنشر أخبار مزيفة لتشويه صورة مصر والتعاون مع جماعة الإخوان المحظورة.
– الجزائر
في 27 يناير 1999، انقطعت الكهرباء بشكل متزامن في العديد من المدن، وقالت الجزيرة حينها أن الهدف هو منع المواطنين من مشاهدة برنامج تعرضه في هذا التوقيت يظهر قوات الجيش يقوم بسلسلة من المذابح.
وفي 4 يوليو 2004، قامت الحكومة الجزائرية بتجميد نشاط مراسل الجزيرة على أراضيها، تحت مسمى إعادة تنظيم العمل الإعلامي على الأراضي الجزائرية، وحتى الآن ليس للقناة مراسل يعمل لصالح القناة في الأراضي الجزائرية.
– الكويت
في 6 مايو 2016، أغلقت السلطات الكويتية مكتب قناة الجزيرة في العاصمة، بعد بثها فيديو مثير للجدل لإحدى العمليات الأمنية.
وتضمن الفيديو شهادات لأعضاء من المعارضة الكويتية، وهو ما اعتبرته السلطات الكويتية بأنه “تدخل في شئون الكويت الداخلية”.
– البحرين
في 10 مايو من عام 2002، حظر وزير الإعلام البحريني، مراسلين الجزيرة من التغطية من داخل الأراضي البحريية، موضحا أن القناة لديها ميول موالية لإسرائيل ومعادية للبحرين،وفي عام 2004، حدث تحسن في العلاقات القطرية البحرينية، وعلى أثرها عاد مراسلي الجزيرة إلى المنامة.
وفي عام 2010، حظرت وزارة الإعلام البحرينية من جديد مراسلي الجزيرة من التغطية على أراضيها بتهمة انتهاك القوانين البحرينية للصحافة والنشر.
– السعودية والإمارات
قررت الدولتان الخليجيتان غلق مكاتب القناة القطرية على أراضيها، ومنع بثها في تليفزيونها، بعد تصريحات لأمير قطر، تميم بن حمد، أشاد فيها بإيران واعتبرها قوى إقليمية إسلامية، بل وانتقد فيها السعوديين وسياسة ترامب تجاه إيران، كما أشاد بتنظيم حزب الله اللبناني.
– العراق
في 7 أغسطس من عام 2004، قامت قوات الأمن العراقية بإغلاق مكتب الجزيرة على أراضيهم، إذ حملت الحكومة الأولى بعد سقوط صدام حسين، المسئولية عن تقديم صورة سيئة عن العراق، واتهامها بإشعال العداوة ضد الحكومة القائمة.
وعلى الرغم من غلق مكتبها، إلا أن قناة الجزيرة تعهدت بالاستمرار في تغطية أحداث العراق.
ولم يمر إلا عامين، حتى تسببت الجزيرة في كارثة إعلامية كبرى، إذ قامت ببث فيديو يظهر إرهايبين ملثمين يقومون بقطع رؤوس رهائن غربيين في العراق، قبل أن تقوم بحذف الفيديو. وتسبب الفيديو في ضجة عالمية نظرا لقساوته، ونفت الجزيرة أن تكون قد بثت هذا الفيديو من الأساس.
وخلال الأعوام التالية تمكنت الجزيرة من العودة مجددا للبث في العراق، حتى قامت السلطات العراقية بحظرها من جديد في أبريل عام 2013، بسبب ما وصفته الحكومة بـ “الانحرافات الطائفية.
وأوضحت مفوضية الإعلام والاتصالات العراقية أن القناة القطرية تضخم من الأشياء وتنقل أخبار زائفة وتدعو إلى كسر القانون وتهاجم قوات الأمن العراقية.
كما أدانت الحكومة العراقية القناة باستخدام “لهجة طائفية في تغطيتها، وأن القناة تقدم رسائل إعلامية تتعدى كل الحدود وتهدد العملية الديمقراطية العراقية.
– الهند
كإجراء عقابي، قامت الحكومة الهندية بحظر قناة الجزيرة من البث على شاشات مواطنيها لمدة 5 أيام، في أبريل عام 2015، بسبب قيام الجزيرة بنشر خرائط “منقوصة” للهند، إذ أظهر المرصد العام الهندي أن الخرائط التي تعرضها الجزيرة ينقصها أراضي ولايتي جاكو وكشمير، والذين تعتبرهم الهند جزءا من أراضيها.
كما لم تظهر الخرائط التي تعرضها القناة القطرية جزيرتين أخريتين.
– ليبيا
خلال الثورة الليبية في 2011، قام العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، بوقف بث قناة الجزيرة على أراضي بلاده، مؤكدا أن الجزيرة تعمل لصالح الدول الغربية وتدعوا لسياسات مناهضة للجماهيرية، كما تدعوا لتشويه صورة ليبيا في الرأي العام العالمي.
وبحسب تقرير لمعهد الشئون الخليجي فإن الأمير القطري السابق، حمد بن خليفة كان يعارض الحكومة الليبية ويمول ويسلح المعارضة الليبية المسلحة.
وبحسب المعهد ومقره واشنطن بإن أمير قطر أمر قناة الجزيرة لتأجيج الصراع الليبي في تغطيتها للحرب، والتي ساهمت في إشعال التمرد وأثرت على وجهة نظر الوطن العربي تجاه ما يحدث في ليبيا.
وبعد انطلاق التمرد في ليبيا بأسبوع، قامت الجزيرة باستخدام علم “المتمردين” المكون من 3 ألوان كعلم لليبيا.
كما ظهر أمير قطر على قناة الجزيرة ودعا لتدخل عسكري في ليبيا واصفا ذلك بأنه ضروري.
وفي 22 فبراير 2011، نشرت الجزيرة خبر بقيام الجيش الليبي بشن ضربات جوية على مدينتي بنغازي وطرابلس، غير أن المراقبين قالوا أن هذه الضربات لم تحدث أبدا.
وانضمت ليبيا إلى الدول العربية التي تحظر الجزيرة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في 5 يونيو الماضي.
– الصومال
في يناير 2009، أوقفت السلطات الصومالية مؤقتا، بث القناة القطرية بعد فيلم وثائقي عن “الحقيقة السامة”، تتحدث عن تهريب الأسلحة. وبعد دراسة جزئين من الفيلم الوثائقي تبين السلطات الصومالية أن الجزيرة عالجت الموضوع بشكل خاطئ وغير صحيح، بل ونقلت معلومات مزيفة وليس لها صلة بالواقع. فمن ضمن هذه المعلومات أن تهريب للأسلحة تم من خلال جمهورية الشعب الديمقراطية لليمن “الجنوبية” في عام 1992، على الرغم من أنه تم إعلان الجمهورية اليمنية الموحدة تم في عام 1990.
– سوريا
أوقفت السلطات السورية بث قناة الجزيرة على أراضيها، بسبب تغطيتها غير العادلة للحرب السورية الأهلية، إذ أكدت السلطات أن القناة تدم المعارضة بشكل علني وتشيطن الحكومة السورية.
وكانت صحيفة “السفير” قد نشرت حوارات وتقارير أظهرت أن القناة القطرية تزيف التقارير وتختلق شهود عيان وهميين لإظهار القمع الذي تنفذه الحكومة السورية. وفي مارس 2012، استقال 3 مراسلين لقناة الجزيرة يعملون في سوريا، بسبب معارضتهم على شكل تغطية القناة للصراع. وأكد المراسلون الثلاثة أن القناة دفعت 50 ألف دولار من أجل تهريب هواتف وأجهزة تصور للمعارضة السورية.
الأمر تعدى ذلك أيضا، إذ كانت القناة تطلق اسم “شهيد” على كل من يقتل من المعارضة، و”قتيل” على كل من يقتل من القوات الحكومية.
– الولايات المتحدة
في 13 يناير 2016، أعلنت قناة الجزيرة وقف بث قناتها “الجزيرة أمريكا”، لكنها عللت ذلك بسبب التحديات المالية.
غير أن معركة طويلة بين السلطات الأمريكية وقناة الجزيرة منذ بداية الألفينات القرن الماضي، بسبب التغطية المنحازة في العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق، بالإضافة إلى أحداث 11 سبتمبر.
منذ أحداث 11 سبتمبر، وينظر الأمريكيون بعين سوء إلى القناة القطرية، فعلى الرغم من أن القناة لاقت شهرة عالمية بعد بثها فيديو لأسامة بن لادن وسليمان أبو غيث يبررون ويدافعون عن هذه الهجمات، إلا أن القناة واجهت انتقادات حادة من الحكومة الأمريكية بأنها تمارس “بروباجاندا” لصالح الإرهابيين.
ومع احتدام التوتر بين القناة والحكومة الأمريكية، قامت الولايات المتحدة بتوجيه صاروخ في 13 نوفمبر 2011 إلى مكتب الجزيرة في العاصمة الأفغانية، كابول، وحولته إلى رماد، لكن دون خسائر بشرية.
وفي 2003، استقال رئيس مكتب الجزيرة في واشنطن، حافظ الميرازي بسبب ما سماه “الأجندة الإسلامية” التي تحملها القناة.