في محاولة يائسة للرد على الحصار العربي.. قطر تقف في الصف الأول وراء صفقة نيمار واعتبارات سياسية تبطل متعة المستديرة

كتب:عاطف رضوان

ماذا يجني باريس سان جيرمان من ضم نيمار؟!.. تساؤل كبير يفتح الباب لتساؤلات أكبر، عن كيفية دفع النادي الفرنسي  222 مليون يورو للاعب الذى أعلن برشلونة  فسخ عقده بعدما كان سيمتد حتى صيف عام 2021، وماذا سيجنى من تلك الصفقة.

بعد أن تسببت صفقة انتقال البرازيلي نيمار من برشلونة لباريس سان جيرمان في إنقلاب بسوق الانتقالات العالمي، بسبب دفع الشرط الجزائي المبالغ فيه والبالغ 222 مليون دولار، والذي وضعه برشلونة في عقد اللاعب من الأساس كتعجيز لأي نادي يرغب في ضم اللاعب.

و بحسب مجلة “فوربس” الأمريكية هناك فريقان فقط هما من يستطيعا دفع الشرط الجزائى الضخم فى عقد نيمار مع برشلونة، والبالغ 222 مليون يورو، هما “مانشستر يونايتيد وريال مدريد”، ، لكن باريس سان جيرمان، لا يدرج ضمن قائمة أغنى 10 أندية فى العالم، وبالتالى فالسؤال هنا يأتي هل صفقة نيمار سياسية في المقام الأول، ومولتها قطر، أسباب أخري، وهل لو كان ثمن نيمار أغلى ذالك كانت ستدفعها قطر أيضاً؟ الإجابة هنا نعم.

فإن صفقة التاريخ أو القرن كما يطلق عليها تعتبر بالنسبة لناصر الخليفي ومؤسسة قطر و نادي باريس سان جيرمان جزء من الرشاوى التي دفعتها الدوحة للفوز بتنظيم مونديال 2022، وأصرت على عقد صفقة نيمار المشبوهه لعدة أسباب:

1-دعم تنظيم قطر للمونديال بمساندة نيمار بعد انتهاء دور بلاتر الذي أعلن تنظيم قطر للمونديال قبل ان تلاحقه اتهامات الفساد

سيكون نيمار هو الداعم الأكبر لتنظيم قطر لمونديال 2022، خاصة بعد تزايد الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام حول سحب تنظيم المونديال من الدولة الخليجية بسب مزاعم فساد صاحبت ملف قطر.

وسيتم استخدام نيمار في دعاية أكبر لقدرة الدويلة الخليجية على تنظيم الحدث العالمي، وهو جزء أساسي من صفقة جلب نيمار، فلن يتم استخدامه في كرة القدم فقط لكن الهدف بالطبع أكبر من ذلك وإلا لم يكن هناك مبرر لدفع تلك الملايين.

2-دوري الأبطال

يحلم القطري ناصر الخليفي منذ شرائه باريس سان جيرمان بالفوز بدوري أبطال أوروبا، وهو الحلم الأكبر له الذي أعلن عنه أكثر من مرة، خاصة وأن التتويج بالبطولات المحلية في فرنسا أًصبح إعتيادي لسان جيرمان، فخلال 6 سنوات فاز بأربع بطولات دوري و3 بطولات كأس و4 لكأس الرابطة و4 للسوبر الفرنسي

3-الدعم الفرنسي

“تحظى فرنسا بثقل كبير في الاتحادين الدولي والأوروبي، وطريقة قطر في كسب أصوات الفرنسيين تكون دائماً، بضخ مزيد من الإستثمارات القطرية، وهو ما أشارت اليه صحيفة “جارديان الإنجليزية في تقريرها عن فساد قطر بالتأكيد على أن شراء باريس سان جيرمان، وجعل فرنسا تمتلك نادياً ينافس أوروبياً هو جزء من إستثمارات قطرية كانت بمثابة الرشوة للفوز بشرف تنظيم المونديال، وبعد نجاح قطر في الخطة الأولى لضمان دعم الفرنسيين بدأت في تنفيذ الخطة “B” والتي تنص على دعم باريس سان جيرمان بصفقة نيمار كجزء من استثمارات الدوحة في فرنسا، وهو ما أكدت الصحف الأوروبية بأن جزء كبير من الصفقة تتحملة الحكومة القطرية عن طريق حساب بنكي خاص بأحد أعضاء الأسرة المالكة الذي مول الصفقة.

4-الرد الزائف على الحصار العربي

تحاول قطر إظهار أنها مازالت تحتفظ بقوتها وقدراتها الشرائية والإستثمارية في ظل الحصار العربي، المفروض عليها بسبب دعمها للإرهاب، وقامت قطر بتمويل الصفقة لإيصال رسالة للعالم بأن الحصار غير مؤثر عليها، حتى وإن كان هذا غير حقيقي، لكن في النهاية تحسين الصورة هو هدف قطري، ودفع هذا المبلغ الكبير هو محاولة يائسه لتوضيح أن الحصار غير مؤثر على القطريين.

5-غسيل السمعة

وقبل كل ما سبق ذكره يصبح  شغل قطر  الشاغل هو “غسيل السمعة” ، والذى جعلها توقع عقود  من قبل مع شركات  في الولايات المتحدة الأمريكية،  تقدم خدمات استشارية استراتيجية، مهمتها تلميع صورتها، في وقت تتخبط فيه الدوحة بمأزق عنيف بسبب دعمها وتمويلها للإرهاب، كما أن “الدوحة” لم تنس الخلاف مع برشلونة على “الرعاية”، حيث كانت الخطوط الجوية القطرية الراعي الرسمي لقميص برشلونة خلال السنوات الماضية، قبل أن يقرر النادى الكتالوني عدم تجديد العقد مع الشركة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، وتحول لشركة راكوتين اليابانية وهذا أضر بمصالحة المؤسسة القطرية لذا قررت الانتقام برعاية صفقة إنتقال نيمار إلى النادى الباريسى.

“أسوشيتد برس”  وكالة أنباء الأمريكية قالت إنه “فى خضم بناء قطر لملاعب كأس العالم الذي من المفترض أن تستضيفه في 2022، “لم تخش من إنفاق أموالها”، في إشارة إلى المبالغ الطائلة التي تستأجر بها الدوحة شركات تحاول بها تجميل صورتها.

6- وأخيراً بعد العبث بأمن أستقرار العالم باستخدام الإرهاب الأسود  يأتي الدور على العبث واستقرار الكرة النظيفة والممتعة باستخدام الأموال 

بعد قطع  الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب العلاقات معها ،علاقتها “بالدوحة”  في 6 يونيو الماضى، لثنيها عن دعم الإرهاب، والعبث بأمن واستقرار جيرانها، لجأت إلى العبث بالنظام الكروى الأوروبى عسى أن تجد من ينتشلها من “الحفرة التى حفرتها لنفسها”.