“الدول الفاشلة” صناعة غربية تهدف للاستعمار.. واجهته مصر اقتصاديًا وعسكريًا وإعلاميًا

في تقارير وتحقيقات
الدولة الفاشلة 2

“هدفنا لمدة أربع سنوات هو استراتيجية تثبيت الدولة المصرية, وكانت محاورها التصدي لمحاولات إفشال الدولة وإضعافها من خلال الدخول في أركان الدولة تحت دعوي الإصلاح”، كلمات صرح بها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال جلسة صناعة الدولة الفاشلة وآليات المواجهة، بالمؤتمر الدوري الرابع للشباب في محافظة الإسكندرية 24-25 يوليو 2017.

 

وطرحت جلسة “آليات صناعة الدولة الفاشلة“، مفهومًا واضحًا حول الحروب، والتي كانت تتخذ شكلًا تقليديًا يتمثل في القتال بين الجيوش داخل الميادين، ثم تطورت لتهدف إلى إحداث ضعف وأزمات داخلية في الدول وإضعاف قدرتها المعنوية وطمس هوية المجتمع، وهو ما يمثل خطر على دول الإقليم والعالم ويهدد بتحويل السكان إلى لاجئين، ويمهد الطرق للعناصر الخارجية والدول الآخرى للتدخل.

وقبل التطرق لأساليب وآليات المواجهة، في البداية يجب تعريف مفهوم “الدول الفاشلة“، ونشأتها، وكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة والإعلام لتحويل الحرب إلى صراع بين الدولة ومجموعات مسلحة لتحقيق التفتت الداخلي، بدون حرب عسكرية ولكنها نفسية من الدرجة الأولى، مثل: إثارة التمرد، حرب العصابات، الحصار الاقتصادي وأخيرًا ضرب الأسواق.

مصطلح “الدول الفاشلة”

يستخدم مصطلح “الدول الفاشلة”، في الفترة الأخيرة، بشكل ملحوظ من قبل وسائل الإعلام، وخصوصًا بعد ثورات “الربيع العربي“، ولايزال يتم إطلاق هذه التسمية من قبل دول وهيئات ومؤسسات حكومية وغير حكومية، على دول عربية وغربية، بهدف التأثير في أوضاع هذه الدول من دون استعمال القوة العسكرية، وذلك تحت مسمى “حروب الجيل الرابع“.

وتعتبر “الدول الفاشلة” هي تلك الدول التي تقوم على نظام ضعيف غير قادر على السيطرة وتطبيق أسس الحكم على كافة أرجاء الدولة، ولديها ضعف في استغلال الموارد المتاحة لديها، بما في ذلك الموارد الطبيعية والبشرية والمادية، مما يؤدي إلى فشلها في كافة الميادين الحياتية، وتتيح الفرصة للدول الآخرى المتمكنة اقتصاديًا وعسكريًا من السيطرة عليها، ونهب خيراتها والتحكم في شؤونها الداخلية والخارجية.

وتصبح الدولة فاشلة حينما تفقد الدولة السيطرة الفعلية على أراضيها، وشرعيتها في اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها، وتعجز عن توفير الحد المعقول من الخدمات العامة، وأخيرًا عندما تعجز عن التفاعل مع الدول الآخرى كعضو فاعل في الأسرة الدولية.

ولعل التعريف يوجهنا في مسار ما قامت به الدولة المصرية من إصلاح اقتصادي وإداري وعسكري للتصدي لمحاولات إفشال الدولة وإضعافها، إضافة إلى تفعيل المشروعات القومية مثل “مشروع تنمية محور قناة السويس، وإنشاء مناطق صناعية ولوجستية، مشروع الشبكة القومية للطرق، مشروع تنمية سيناء، المشروع القومي للإسكان في نطاق مدن المجتمعات العمرانية الجديدة، المشروع القومي للكهرباء، و مشروعات المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية”.

نشأة المصطلح والترويج له

أطلق الغرب مصطلح “الدول الفاشلة” وربطه بمفهوم عام يقول إن “تلك الدول تمثل تهديدًا للسلام والاستقرار للوضع الدولي والإقليمي للتنمية في العالم”، وبالتالي بصورة غير مباشرة فالحل هو السماح للدول الكبرى بالتدخل والسيطرة على “الدولة الفاشلة” ، وهو ما حدث في غزو العراق عام 2003، من ثم دول الربيع العربي سوريا وليبيا واليمن.

وحينما نتأمل ما يجرى حاليًا، فهناك محاولات نحو إعادة طرح فكرة الاستقلال، وما إذا كانت بعض “الدول” يتحقق لها شروط قيام الدول وفق القوانين الدولية، أو هي محاولة للقول بأن تلك الدول لم تعد قادرة على القيام بدورها إذ هي فشلت في كونها تستطيع أن تكون دولة وفق المعايير العالمية، وبذلك يحق لدولة كبرى أن تسيطر عليها بشكل أو بآخر.

ويأتي الحصار الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي، من ضمن العمل لتحويل تلك “الدول الفاشلة” إلى دول استعمارية، كما يستخدم الغرب بعض الإجراءات والتي تبدو عادية وغير مقصودة ولكنها فعالة لزيادة مؤشرات تلك الدول نحو الفشل، مثل السيطرة على الثقافة تحت عنوان “حماية التراث ودراسة اللغات القديمة أو منظومة العادات والتقاليد السابقة”، كما تصل إلى الأقليات والأعراق وحقوق الأبنية الثقافية واللغوية المستقلة داخل البلد الواحد، وتكون مجالس ومنظمات وممثلين وهيئات داعمة هي من الداخل ولكنها تعمل للصالح الخارجي.

وتظهر تلك الهيئات البسيطة في مجتمعاتنا وتجد أنها تحظى بحضور عالمي ودولي، إذ تفتح أبواب الكونجراس ومنظمات حقوق الإنسان والفضائيات وغيرها، أبوابها إليهم، مما يجعلها تصبح قيادة سياسية لحركة جماهيرية، مع تفعيل خخطها التي تعمل على شل قدرة الدول الوطنية على فرض سيادتها، إذا تتصاعد ضغوط الدول الاستعمارية على حكومات الدول المستهدفة.

وهنا يأتي دور الإعلام، وتبدأ الأجهزة الإعلامية في تأجيج الصراع والحديث عن الدول الفاشلة، وتبدأ دورة تدخل الدول المستعمرة بشكل مباشر، لفرض الوصاية على الحكومات تحت مسميات المؤتمرات الدولية لمناقشة الأوضاع في تلك الدول ومعالجة نتائج الصراعات وإدخال المساعدات.

وفي السياق ذاته، استطاعت الدولة المصرية أن تتنبه إلى تلك الأمور، وناقشت -جلسة صناعة الدولة الفاشلة وآاليات المواجهة في مؤتمر الإسكندرية-، الأمر بشكل جادي، حيث شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على دور الإعلام في تشكيل فوبيا لدى المواطنين ضد إفشال الدولة المصرية؛ لأن الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة هي مناخ للنقد والهدم، وهذا النقد يؤثر في ثبات الدولة المصرية.

وأضاف أن الدولة مستعدة لتقديم الدعم المادي للإنتاج السينمائي، والعمل على تنمية الشعور الوطني لدى المواطنين، مطالبًا بتشكيل مجموعة عمل بقيادة الدكتور مدحت العدل لكي تعمل على تصور متكامل من أجل تقديم أعمال تهدف لمواجهة محاولات إضعاف مصر.

 

المواضيع المرتبطة

مطار العريش يستقبل الطائرة الرابعة والأخيرة من المساعدات العاجلة لغزة

أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، ممثلة في اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، عن وصول أربع طائرات للمساعدات وعلي متنها 5

أكمل القراءة …

الصحة: إغلاق 4 أماكن خاصة “جلدية وليزر” مخالفة بمدينة نصر

أعلنت وزارة الصحة والسكان، إغلاق 4 منشآت خاصة “جلدية وليزر” مخالفة، بمنطقة مدينة نصر، محافظة القاهرة. وأوضح الدكتور حسام

أكمل القراءة …

رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمنظومة النقل الذكي على الطرق السريعة “ITS”

تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الموقف التنفيذي لمنظومة النقل الذكي على الطرق السريعة (ITS)، وذلك في اجتماع

أكمل القراءة …

قائمة الموبايل