ما إن بدأ النظام القطري يترنح أمام ضربات الدول العربية ورفع الولايات المتحدة يد الرعاية عن النظام القطري بعد أن فشل رهانها على تقسيم دول المنطقة بعد ثورات الربيع العربى حتي توالت النظرات إلي الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووالدة الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. فالجميع يعلم أنها الحاكم بأمره في قطر وهي من جاءت بالأب حاكماً بعد أن قام بالانقلاب علي أبيه وهي أيضا من مهدت لابنها تميم في تولي أمور الدوحة.
“موزة” كانت هي رأس الفتنة ومدبرة المؤامرات لنظام الحكم في قطر، فقد جاءت إلي قصر الحكم بالدوحة بعد صفقة سياسية مع والدها المعارض القطرى ناصر المسند، آنذاك، حيث قام “خليفة” بتزويجها من حمد ليتخلى المعارض عن آرائه المناهضة للحكم والدولة مقابل أن تنضم ابنته للقصر الملكى.
جرت في النهر مياه كثيرة، حيث كانت موزة صغيرة السن آنذاك إلا أنها رسمت استراتيجية تبدأ أولا بإنجاب أكبر عدد من الأبناء الذكور ثم تنمية قدراتها ومهاراتها لتتحول من دور ضحية إلي المنتقم وأن تصير هي الحاكم الفعلى لقطر والعقل المدبر لانقلاب الابن حمد على الأب خليفة، بعد أن أحكمت سيطرتها على حمد وأطاحت بزوجاته الثلاث الأخريات وأولادهن، بل صار لكل ابن من أبنائها منصباً مرموقاً بالدولة.
تزوجت موزة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام 1977 وأنجبا سبعة أبناء هم الشيخ جاسم (الممثل الشخصي للأمير) والشيخ تميم (أمير دولة قطر) والشيخة المياسة (رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر) الشيخة هند (مدير مكتب الأمير) الشيخ جوعان (ضابط في القوات المسلحة القطرية) الشيخ محمد (قائد فريق قطر لسباقات القدرة) والشيخ خليفة.
اعتمدت سياسة موزة علي فكرة الأرض المحروقة فلا يوجد معارض لطموحها في تولي زوجها ومن بعده ابنها لحكم الدوحة، يعيش في أرضهم أو ينعم بالحياة في دوحتهم، فخططت مع زوجها الذى لم يكمل تعليمه للانقلاب علي الجد “خليفة” وكان ذلك في يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرين من يونيو عام 1995، عندما غادر الجد غادر قطر إلى إحدي دول أوربا فى رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى أوروبا، ولم يكن الشيخ خليفة يعلم أن حفل الوداع الذى أجرى له فى مطار الدوحة كان الأخير، وأن الابن حمد الذى قبل يد والده أمام عدسات التليفزيون كان قد جهز كل المقومات لخلع أبيه عن الحكم ، بل وأذاع تليفزيون قطر بياناَ عرض فيه صوراً لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفاً لأبيه، وهو ما أطلق عليه انقلاب تلفزيوني ، حيث أن المشاهد التى تم عرضها لوجهاء المشيخة وهم يسلمون علي حمد لم تكن للبيعة ولكن مجرد دعوة ولقاء عاديين تم إصباغ بيان علي الصور الممنتجة بأنها مبايعة.
واستكمالاً لسياسة الأرض المحروقة قامت موزة بالإيعاز لحمد باعتقال ونفي كل من يخطط لمعارضة توليه الحكم بعد الانقلاب علي أبيه، فقد حاول نجل حمد الأكبر الشيخ فهد المشاركة في انقلاب مع ابن عم الشيخ حمد الذى كان من كوادر الجيش القطرى ضد والده عام 1996، وذلك لإعادة هيبة جده وانتقاماً من زوجة أبيه موزا، إلا أنهما فشلا فتم وضع أحدهما قيد الإقامة الجبرية فيما تم نفي الآخر واتهامه بانتمائه لتيارات إسلامية متشددة.
وما أن رأت موزة ثورات العالم العربي تبدأ حتي بدأت فيما سمي بالانقلاب الأبيض وذلك باختفاء حمد عن الصورة وتنازله عن الحكم لابنه تميم بسبب كبر سن ومرض حمد فيما صار تميم أمير دولة قطر بعد تنازل والده حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم في 25 يونيو 2013.
ومن وقتها حسبما أكدت موزة أنها لا تفتقد للقلب السيدة الأولي وذلك ببساطة لأنها بالفعل السيدة الأولي فلا يسمع أو يري أي شخص بالعالم أية أنباء عن زوجة حاكم قطر بل كل الأخبار عن والدته وما تقوم به من زيارات للملوك والرؤساء تحت اسم جمعياتها الأهلية والتنموية التي ترعاها، فقد التقت في مارس الماضي بصفتها رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الرئيس السودانى عمر البشير ، ووقعت معه 5 اتفاقيات تعاون بين مؤسسة «صلتك» القطرية التى تمتلكها، حيث أبرمت اتفاقية مع المجلس الأعلى للرعاية ومؤسسة التحصين الفكرى السودانى وكذلك التنمية الاجتماعية والبنك الزراعى وبنك الادخار.
كما التقت بالرئيس التونسى الباجى قائد السبسى ووفقا لبيان رئاسى أبدت والدة أمير قطر ارتياحها لنسق التعاون القائم بين تونس ومؤسسة «صلتك».
ووصلت أصداء موزا للعالم بسبب صعود نجمها في عالم الموضة والتحركات السياسية وتوليها ما يقارب من 11 منصباً ذا صفة حكومية أو دولية فهي رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ونائب رئيس المجلس الأعلى للتعليم في قطر ورئيس مجلس إدارة مركز السدرة للطب والبحوث ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية للديموقراطية ورئيس مجلس إدارة مبادرة صلتك ونائب رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى للصحة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة “التعليم فوق الجميع” والمبعوث الخاص للتعليم الأساسي والعالي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو و سفيرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات وعضو مدافع عن الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة وإطلاق مبادرة الصندوق الدولي لدعم التعليم العالي في العراق.