تحرك معارضو انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من اتفاق باريس، من أجل عزل واشنطن، حيث تعهدت الحكومات المحلية الأمريكية بتجاهل قرار البيت الأبيض، بينما اتفقت أوروبا والصين على «تحالف أخضر» لتولي قيادة جدول أعمال المناخ العالمى، وفق تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز.
قال مايكل بلومبرج، عمدة نيويورك السابق، عقب اجتماعه مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حسب تقرير الصحيفة البريطانية المنشور اليوم، السبت، إن المدن والولايات والدول والجامعات الأمريكية ستبلغ الأمم المتحدة بأنها تهدف إلى احترام الالتزام الأمريكي بخفض الانبعاثات بنسبة 26 فى المائة عن مستويات عام 2005 بنسبة عام 2025.
وأضاف «أننا بالفعل فى منتصف الطريق، ويمكننا تسريع تقدمنا حتى بدون اى دعم من واشنطن».
وتابع: «ربما تكون الحكومة الأمريكية قد انسحبت من الاتفاق لكن الشعب ما زال ملتزما به».
وجاءت الجهود المنسقة للحد من تأثير عمل ترامب وسط إدانة عالمية تقريبا لقرار الخروج من المعاهدة، فيما كان العداء أعلى بين أقرب حلفاء مجموعة السبعة لواشنطن في أوروبا وكندا واليابان.
وتستعرض صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في إطار تقرير نشرته اليوم، تصريحات المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل، التي اشتبكت مع ترامب حول قضية أمام البرلمان الألماني «بوندستاج» قائلة: «أقول للجميع الذين يقدرون مستقبل كوكبنا – دعونا نواصل معا على طريق النجاح من أجل أمن الأرض».
وواصلت إدارة الرئيس ترامب الدفاع عن قرارها بالانسحاب من صفقة الأمم المتحدة بحلول نهاية عام 2020، وفق تصريحات مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي، واصفا أن الاتفاق «غير عادل جدا» حسب تأثيراته على الاقتصاد الأمريكى.
وقال «بنس» لموقع «فوكس نيوز» الإخباري الأمريكي، إن هذا اتفاق يضع عبئا هائلا على المستهلكين الأمريكيين وعلى الاقتصاد الأمريكي، مع السماح لدول مثل الهند والصين بالتخلي عن عقباتها لمدة عشر سنوات أو أكثر.
وإلى داخل الولايات المتحدة، حاكم الولاية الاكبر واكثرها ثراء، جيري براون فى كاليفورنيا، توجه إلى الصين حيث كان من المقرر أن يتحدث مع القادة الاقليميين والوطنيين حول تنسيق التكنولوجيات الخضراء الجديدة التى تنتجها الشركات الصينية مع المعايير البيئية الصارمة للدولة.
وقال «براون» في مؤتمر عبر الهاتف: «ستقاوم كاليفورنيا».
وقد انضم براون مع نظيره في نيويورك، والزميل الديمقراطي أندرو كومو، وحكام الولايات الأخرى متعهدين بالالتزام باتفاقية باريس بغض النظر عن تحركات الإدارة الامريكية.
وقد ساعدت المبادرة، التي تضم رؤساء البلديات في العديد من المدن الأمريكية الكبرى، بلومبرج، وهو ملياردير خصصت مؤسسته مبلغ 15 مليون دولار ليحل محل التمويل الذي ستخسره أمانة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ من واشنطن.
وقال في مؤتمر عقد في مدريد «سنضرب الأهداف»، إن «معظم الإجراءات العملية للتخفيف من تغير المناخ قد اتخذها قطاع الشركات والحكومات المحلية في السنوات الأخيرة».
