نشر الموقع الإلكتروني لشبكة “بلومبيرج” الأمريكية مقالًا للكاتب المتخصص في الشئون الأمنية والاستخبارية “إيلي ليك”، تحت عنوان ” ازدواجية قطر ستضع خطة ترامب لمكافحة الإرهاب قيد الاختبار”، قال فيه إن النزاع الذي تسببت تصريحات أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، مع دول الخليج ومصر، قد امتدت تباعته إلى واشنطن.
حيث يقول “ليك”، في المقال الذي أبرزته صحيفة “البيان” الإماراتية، إن”هذه التصريحات أثارت استياء الدول العربية المجاورة لقطر، ومضت السعودية، والإمارات، إلى حظر قناة الجزيرة الممولة جزئيًا من قبل الحكومة القطرية. ويقول القطريون إن وكالة الأنباء الرسمية تعرضت للاختراق، وإن الشيخ تميم لم يدلِ قط بهذه التصريحات”.
وأضاف: “ولكن هذا لم يمنع الصحف الرسمية في السعودية ودولة الإمارات، من انتقاد القطريين طوال الأسبوع الماضي. وقد امتدت تبعات هذا النزاع إلى واشنطن أيضًا؛ فخلال الأيام التي سبقت المؤتمر السياسي حول قطر وجماعة الإخوان الإرهابية في الأسبوع الماضي، برعاية مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومركز الأمن السيبراني، والأمن القومي، بجامعة جورج واشنطن، تواصلت السفيرة الأمريكية لدى قطر دانا شل سميث، مع العديد من أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر، لإقناعهم بأن قطر تبذل جهودًا مضنية هذه الأيام للتصدي لعمليات تمويل الإرهاب”.
ووصف جوناثان شانزر، نائب رئيس البحوث في المؤسسة، هذه الاتصالات بأنها حملة ضغط من جانب السفارة الأمريكية في قطر، فيما ينسب الكاتب إلى مسئولين أمريكيين على دراية بالمحادثات قولهم، إن سميث قدمت نسخة من الإحاطة الإعلامية التي تقدمها إلى الخبراء والمسؤولين، والمشرعين الأمريكيين الزائرين، التي تبين التقدم الذي أحرزته دولة قطر مؤخرًا في ملاحقة ممولي الإرهابيين. وكانت النقطة الرئيسية التي أكدت عليها سميث، هي أن الشيخ تميم ملتزم بإصلاح موقف بلده المتساهل مع المتشددين.
ويلفت الكاتب إلى أن قطر لطالما اشتهرت بالازدواجية؛ إذ إنها تستضيف واحدة من أهم المنشآت العسكرية الأمريكية في المنطقة، وهي قاعدة “العُديد” الجوية، في حين يتهمها جيرانها بإدارة حملة نفوذ مناهضة للولايات المتحدة وحلفائها.
ويوضح “إيلي” أنه خلال مؤتمر الأسبوع الماضي في واشنطن، تحدث وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس، عن سفره إلى قطر نيابة عن إدارة جورج دبليو بوش، لإقناع القطريين بالتوقف عن التساهل مع الجماعات الإرهابية داخل بلادهم.
وقال جيتس: “كان هناك قدر كبير من الإيماء والتبرير، ولكننا لم نر الكثير من التغيير”، مضيفًا: “العلاقة باتت غريبة، وظلت هناك مشكلات سياسية مع قطر حتى عندما كنا حلفاء عسكريين استراتيجيين”.
ويرى الكاتب أن هذه العلاقة الغريبة ستخضع الآن إلى الاختبار، حيث وضع ترامب العبء على عاتق البلدان المسلمة لطرد المتطرفين الذين يتمتعون في كثير من الأحيان بملاذ آمن داخل بعض الدول، ويتلقون التمويل منها.
وسيكون أول الاختبارات التي ستشهدها هذه السياسة الجديدة، هو ما إذا كانت قطر ستتولى زمام المبادرة في استئصال مؤيدي الإرهاب من أراضيها.