” قال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، إنه مع مرور العام السادس على التوالي لمحرقة تعز التي تصادف ذكراها 29 من مايو، دون أن تتوقف آلة الحرب والتدمير، واستهداف المشروع الوطني الرامي للحرية ومقارعة الظلم والاستبداد والفساد، الذي استشرى في كل مفاصل الدولة.
وأضاف مركز المعلومات في بيان له، أنه تأتي هذه الذكرى في ظل استمرار ميليشيا الحوثي وصالح في التنكيل بأبناء تعز وشن حرب وحصار جائر على مدن وقرى المحافظة لرفضهم الخضوع والتسليم لمليشيا الانقلاب منذ ما يقارب العامين. ولم تتوانى الميليشيات عن ارتكاب أفظع الجرائم من خطف وتعذيب إلى قنص وقصف ممنهجين و تهجير جماعي واستيلاء على منازل ومناطق وقرى بأكملها وتفجير للمساكن والمباني المختلفة وزرع مختلف الألغام في الطرقات والمزارع وغيرها.
ولم تراع تلك الميليشيات أي مبادئ إنسانية أو أخلاقية وهي تقصف الأحياء السكنية الخالية من المقاتلين بمدافع الكاتيوشا والهاوزر أو تقنص المدنيين وخصوصا النساء والأطفال. وتستمر ميليشيا الحوثي وصالح بارتكاب المجازر الواحدة تلو الأخرى في مدينة تعز بحرية تامة وسط صمت دولي مخز .
ولم تعير تلك الميليشيات دخول شهر رمضان الفضيل أي اهتمام لما له من حرمة وقدسية لدى المسلمين لتواصل خلال اليومين الماضيين قصفها العنيف الذي يطال العديد من الأحياء السكنية، حيث وصلت عدد القذائف التي أطلقتها خلال اليومين الأولين لرمضان أكثر من 30 قذيفة. واستقبلت الأحياء الشرقية لمدينة تعز في اليوم الأول لرمضان 30 مقذوفا ، فيما سقطت قذيفتي هاوزر على محيط قلعة القاهرة وسط المدينة أطلقتها ميليشيا الحوثي وصالح المتمركزة في الحوبان شرق المدينة.
ليكون مجموع القذائف التي انطلقت من مواقع تمركز الميليشيات في أطراف المدينة على أحياء تعز الشرقية قد بلغت 519 مقذوفا بحسب الرصد الميداني لفريق رصد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان منذ يوم 22 مايو وحتى صباح يوم 28 مايو 2017، والتي راح ضحيتها 22 مدنيا وجرح 35 مدنيا بينهم نساء وأطفال. وبهذه المناسبة الأليمة فان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان يؤكد أن جريمة محرقة تعز، وغيرها من المجازر التي ترتكبها حتى اليوم تلك الميليشيا الانقلابية لن تسقط بالتقادم. ويؤكد المركز على أهمية التحقيق الجاد لهذه الجرائم التي تعد جرائما ضد الإنسانية وتقديم مرتكبيها للعدالة لينالوا جزاؤهم الرادع، وتعويض الضحايا وجبر الضرر.
واستنكر المركز الصمت الدولي المتعمد إزاء تلك الجرائم ويطالب بتنفيذ تحقيقات جادة ومسئولة وقيام منظمات المجتمع الدولي بدورها المنشود حيال تلك الجرائم والخروج من دائرة الصمت لمربع الفعل والعمل الجاد من أجل إيقاف تلك الجرائم وإنصاف الضحايا.