ترك لنا تراثنا المصرى حكم شعبية كثيرة نرددها كل يوم و لكن دون أن ندرك معناها الحقيقى وكلها تتمحور حول شئ واحد و منها ) من فات قديمة تاه( و) ان الى مالوش ماضى ملوش حاضر و لا مستقبل( و كأنها كانت تحذيرات و رسائل خفيه مشفرة يرسلها لنا أجدادنا للتمسك بتراثنا , و قيم مجتمعنا و تنبؤهم بأن تدمير مصر سوف يكون عن طريق استهداف تاريخها و تراثها و قيمها….
منذ أن اخترقت التكنولوجيا مجتمعنا بضراوة و شراسة و أيضا مع سوء أستخدام المصريين لها فقدت الأسرة المصرية التجمعات و الصلات و الروابط العميقة التى كانت تجمعها و أهمل الأباء نقل تراث و قيم مجتمعهم و تقاليدهم و نقل قصص أجدادهم و بطولاتهم التى ترعرعوا عليها لابنائهم و أحفادهم كى تتوارث الى الأبد لنجد هذا الجيل لا يدرك شيئا عن ماضيه و لا يهتم حتى بتحسين مستقبله ليصبح كل ما يشغله هو الوجاهة الأجتماعية و مدى تقدم الأجهزة الذكية التى يمتلكها و ان كانت تتماشى مع أحدث ما تم أصدارة أم لا و أصاب شباب هذا الجيل ما أسميه مرض التوحد التكنولوجى و من هنا بدأت أتذكر قصص كثيرة تركت أثر فى و مدت لى جسورا مع الماضى و شكلت بصورة أو بأخرى ملامح شخصيتى و طريقتى ف التعامل مع الأخرين ………تعددت الحكاوى و المغزى واحد
كان دائما والدى رحمه الله عليه يقص لنا عن بديع خيرى و صديقه نجيب الريحانى و انه كيف بعد سنوات من الصداقة.. نجيب الريحانى يكتشف ديانة بديع خيرى
حيث أنه فى القرن الماضى لم يكن أحد يعرف أو يسأل عن ديانة الآخر، وجميع المصريين كانوا يتعاملون مع بعضهم البعض على أنهم مصريون فقط.
رحلت جلفدان هانم والدة الفنان بديع خيرى، فى النصف الأول من القرن الماضى، وكان خيرى يعد الصديق المقرب وبمثابة الأخ للفنان نجيب الريحانى.
وعندما ذهب الشيخ محمد رفعت ليقدم التعازى لخيرى، اكتشف أنه مسلمًا، وقرأ مجموعة آيات من القرآن الكريم أثناء العزاء، وأثناء خروج الشيخ محمد رفعت، وجد أمامه نجيب الريحانى، وأخبره أن بديع خيرى مسلم.
وسريعًا ذهب الريحانى لبديع قائلًا: “لماذا لم تخبرنى أنك مسلم”، فرد عليه بديع قائلًا: “لم تسألنى من قبل عن ذلك حتى أخبرك”.
وفى طفولتى روى لى جدى رحمة الله عليه قصة لا تزال تتردد على مسامعى كل يوم يقول بالنص ( أول متعينت سنة 57 اتعرفت على زميل ليا اسمه محفوظ و اصبح اقرب صديق ليا و عدت الايام و الشهور و قبل رمضان بكذا يوم قلتله محفوظ متيجى نعمل أذن و نطلع نجيب حاجة رمضان قبل الزحمة فراح محفوظ رادد و قايلى اطلع انت يا محمد و كل سنة وانت طيب قالة الله ؟ طب لو عندك شغل أجبلك حاجة معايا؟ قام رادد و قايلى يا محمد انا مسيحى …… فقلتله بكل اندهاش و عفويه أحلف بالله؟ فقالى جرى أية يا محمد بقالك قرب سنة معايا متعرفش أنى مسيحى ؟ قلتله والله معرف عامه حجبلك معايا حاجة رمضان…. بعدها بسنه جه محفوظ قالى يا محمد انا حهاجر امريكا انا و البنات و حبعتلك أول مستقر هناك و فعلا اول مسافر فضل يبعت جوابات و صور تذكارية من كل مكان بيروحة و فى كل مناسبة و فضل على كدة كتير و اتحايل عليه ارحله بس انا مكنش عندى استعداد للشقى دا و عدت الايام بقى و كبرنا يااااااااه يا محفوظ الله يمسيك بكل خير ) بعدها قام جابلى الصور و الجوابات و قعد يقراها من الأول و يضحك و يفتكر و انا شايفه عنيه بتلمع من صدق مشاعرة دى ……….و كنت دايما بشوف أصدقاء ماما المقربين طنط جينا و طنط أوجينا و طنط مورا و عمو عاطف و زيارتنا المتبادلة و مرواحنا الكنيسة ف مناسبتهم ……كل دا مكنش تمثيل ! كل دا مكنش شعارات …….. دى مشاعر عشتها و لمستها ;لكن لو مكنش جدى زرع القيم دى ف أمى و عم محفوظ زرعها فى أولاده هل كنت حكبر على القيم دى و اشوفها و ألمسها هل كنت حتقبل حرية العقيدة و اننا أخوة و مفيش فرق بينا و يكون أقرب أصحاب ليا أقباط……..الحقيقة أن ترسيخ المفاهيم دى تبدأ بالاسرة ……فى ظل الأحداث و الفتن الى بنمر بيها و حالة الأحتقان و تطور وسائل التكنولوجيا و زيادة ادراك الاطفال للاأحداث بسبب السوشيال ميديا و السموم التى تنقل اليهم
أظن أننا محتاجين تجديد خطاب أسرى قبل الخطاب الدينى (من شب على شئ شاب عليه ) حنحارب الأرهاب بنشر و زرع مفاهيم المحبة و التسامح ف أطفالنا حنربيهم على قصص عمو محفوظ و طنط أوجينا و عمو عاطف و طنط اجلال و بديع مع الريحانى وغيرهم.. حنربيهم على نبذ العنف و التطرف …..حنحارب الأرهاب بحكاوينا ……..