على بعد أميال من محافظة المنيا سقط 29 شهيدا وأصيب 24 آخرون من الأقباط حيث استهدف مسلحون أتوبيس على طريق المتجه إلى دير “الأنبا صموئيل” المعروف بجبل القلمون.
ويقوم موقع “صدى البلد” بعرض أبرز المعلومات عن الأنبا صموئيل و ديره.
يقع دير الأنبا صموئيل المعترف على بعد 45 كم من قرية الزورة بجبل القلمون بمركز مغاغة بمحافظة المنيا حيث يتواجد بعمق الصحراء بالإضافة انه يقع على حدود الطريق بين الفيوم والمنيا.
ويرجع تاريخ الدير الى القديس الأنبا صموئيل المعترف الذى ولد عام 597 م تقريبا من أبوين مسيحين أحسنا تربيته فعاش محبا للكنيسة وعقائدها، وعندما كبر أراد والده أن يزوجه ، فرفض القديس بأصرار وأظهر له رغبته في الرهبنة وبعد ذلك توفيت والدته ثم والده فقرر القديس التوجه إلي برية شيهيت “وهى منطقة وادي النطرون حالي” ووصل إلي المغارة التي يعيش فيها الانبا أغاثون أب رهبان المنطقة، ثم تتلمذ الانبا صموئيل علي يد الانبا أغاثون، وبعد ثلاث سنوات توفي الأنبا أغاثون فخلفه الانبا صموئيل في رئاسة المنطقة.
وبعد ذلك الوقت حدث أن هاجم المقوقس علي منطقة وادي النطرون، وكان غرضه الرئيسي هو أن يجبر رهبان وادي النطرون علي قبول قرارات مجمع خلقدونية.
وعندما تقابل الأنبا صموئيل مع القائد الموفد من قبل المقوقس لإجبار الرهبان علي قبول قرارات مجمع خلقدونية ، صرخ فيه الانبا صموئيل قائلا ” ملعون مجمع خلقدونية وكل من يؤمن بعقيدته الفاسدة فجن جنون القائد وقال له: “أقسم بعظمة الأمبراطور أني ساقطع رؤوسكم جميعا أن لم تبادروا بالتوقيع علي هذه الرسالة”، فقال له القديس: “أرني رسالتك هذه”، فظن القائد أنه أقتنع بكلامه وسوف يوقع عليها بالموافقة، وماكاد الانبا صموئيل يمسك بالرسالة حتي مزقها وألقاها في وجه القائد ، فعندما رأي القائد ما فعله الانبا صموئيل جن جنونه وأمر بتعذيبه.
ثم رحل مع تلاميذه من جبل النقلون بعد أن مكث فيه حوالي ثلاث سنوات ونصف وفيما هو هائم علي وجهه في الصحراء ظهر له ملاك مرسل من الرب ونصحه أن يتوجه إلي منطقة جبل القلمون “نواحي مغاغة حاليا”، وهناك وجد كنيسة قد تغطت بالرمال لأنه لم يدخلها أحد منذ مدة طويلة، فقام بتنظيفها.
ووجد بجوارها قلالي وهي مكان سكن الرهبان ، وكان قد بناها الرهبان الذين أوفدهم القديس الانبا انطونيوس إلي هذه المنطقة لتعميرها والسكن فيها ، فقام أيضا بتنظيفها ، وسكن فيها الرهبان الذين حضروا معه.
الجدير بالذكر ان الدير تعرض لهجمات للبربر مرتين، وفي المرة الثانية أسروه إلي منطقتهم وحاولوا أجباره علي الزواج من جارية ، ولكن الرب نجاه من يديهم ، وقام بإجراء معجزات شفاء كثيرة لزوجة زعيم القبيلة ، حتي آمن زعيم القبيلة بالمسيحية اعاده رئيس البربر الى الدير، ثم مرض بالحمي و توفي بسلام عام 695 م ، وله من العمر حوالي 98 عاما قضي منها 74 عاما راهبا مجاهدا.
ويبقي بعد ذلك كلمة عن الدير الأثري بمنطقة جبل القلمون ؛ وكلمة قلمون كلمة بونانية معناه بوص ، إذ يكثر فيها نبات البردي الذي تصلح أعواده لصنع الأقلام للكتابة ، ولعل من كلمة قلمون اليونانية جاءت كلمة ” القلم ” العربية ومازال هذا النبات ينبت بالمنطقة الزراعية المحيطة بالدير حتي اليوم.
أما عن الدير نفسه، فلقد كتب عنه أبو المكارم “القرن الثاني عشر الميلادي 1178م تقريبا” فقال: “يوجد به بيعة أي كنيسة علي أسم السيدة العدري العذراء مرتمريم مريم هذه البيعة متسعة جدا رسمت في رابع عشر هتور “هاتور” وانبا صمويل رئيس هذا الدير ومدبره كان عالما ومعلما وله من التعاليم كثيرا وكشف الله له ما سيكون في آخر الزمان وتكلم به وكتب عنه وصح في وقته من الزمان.
كما تنبأ عنه: “كما وصف الدير وقال أنه يوجد به حديقة تقوم بزرع الزيتون وبعض الخصراوات .وباب الدير مغطي بألواح الحديد .كما يوجد به أربع منارات”.