لا يتعدى عمرها ثلاثون عامًا، ولكنها عاصرت في حياتها الكثير من المشاهد الدرامية، فمن رجل خدم بالجيش الأمريكي لسنوات متدرجًا في وظيفته حتى صعدت إلى جندي من الدرجة الأولي، إلى صراع مفتوح مع الجيش حول خضوعها لعملية تحويل للجنس، إلى محاولة الانتحار أكثر من مرة دفاعًا عن أنوثتها، وصولًا في النهاية إلى إصدار حكم باعتقالها لـ 35 عامًا بسبب تسريبها لوثائق أمريكية سرية لموقع ويكليكس.. فمن هي تشيلسي مانينغ؟.. وما هي شكل حياتها الدرامية خلال الثلاثة عقود السابقة؟.
ومانينغ التي مرت على فترة حبسها أكثر من 7 أعوام، كان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أصدر أمرا بتخفيف الحكم الصادر ضده، بعد مناشدة منها، وقالت حينها إنها تتحمل «المسؤولية الكاملة» عن أفعالها، وإنها لا تطالب بعفو رئاسي.
ومانينغ التي ولدت في ديسمبر عام 1987، وانتقلت إلى بلدة كريسينت الصغيرة في ولاية أوكلاهوما، عمل والدها، براين، في الجيش لمدة خمسة أعوام، لكن والديها انفصلا عندما كانت في سن المراهقة، وانتقلت مع والدتها إلى مدينة هافرفوردوست جنوب غربي ويلز.
وفي عمر المراهقة، كان يشاع أن مانينغ متهورة، وكانت عادة ما تتعرض للسخرية بسبب تصرفاتها الغريبة، وبعد إتمام الدراسة الثانوية، عادت مانينغ إلى الولايات المتحدة الأمريكية وانضمت إلى الجيش عام 2007، وبينما كان يعتقد أصدقاءها إنها انضمت إلى الجيش للمساعدة في دفع تكاليف الكلية، قالت هي إنها انضمت للجيش على أمل أن تتخلص من رغبتها في التحول من رجلٍ إلى امرأة.
ومانينغ التي تعرف في الأصل باسم برادلي قبل أن تجرى عملية التحويل الجنسي، وولدت رجلا وبعد الحكم عليها، قالت إنها ترغب في أن تعيش حياتها كامرأة، واتخذت تشيلسي اسما لها.
وأُرسلت مانينع إلى العراق في أكتوبر عام 2009، لكن الرسائل التي كانت تنشرها على «فيس بوك» كانت تشير إلى أنها أبعد ما تكون عن السعادة لكن يبدو إنها كانت تقوم بعمل ما.
سرقت الآف الوثائق السرية من أجهزة الحاسوب الرئيسية بالجيش الأمريكي لتسليمها إلى موقع ويكليكس، الأمر الذي تعرف عليه مبرمجين أمريكيين، ، حيث قال حينها محلل استخباراتي في الجيش الأمريكي، إنها تمكنت من الوصول إلى كم هائل من المعلومات الشديدة الحساسية.
وفي مارس 2011، وجه الجيش الأمريكي رسميًا 22 تهمة لمانينغ، تتعلق بحيازة غير قانونية لأكثر من 720 ألف وثيقة دبلوماسية وعسكريةٍ سريةٍ وتوزيعها، ومن بين الملفات التي سربت لموقع ويكيليكس، مقطع فيديو لمروحيةٍ من طراز أباتشي تقتل 12 مدنيا في بغداد عام 2007، كما نشر موقع ويكيليكس من التسريبات عشرات الآلاف من الوثائق التي تتعلق بالحرب في أفغانستان.
كما كشف الموقع بعد ذلك عن آلاف الرسائل الحساسة التي كتبها دبلوماسيون أمريكيون، وسجلاتٍ عسكريةٍ من الحرب في العراق، على نحو تسبب في حرج كبير للحكومة الأمريكية، وكتبت مانينغ، وفقا لمخطوط رسائلها التي نشرها موقع «ويرد» الإلكتروني: «مع ضعف خوادم حفظ البيانات، وضعف عملية تسجيل الدخول للبيانات، وضعف التأمين، وضعف الاستخبارات المضادة، وضعف تحليل الإشارة… كان الاقتحام مثاليا»، وأثناء جلسة استماع محاكمتها عسكريا في أغسطس 2013، أقر طبيبٌ نفسي عسكري بأن مانينغ تعاني صراعا داخليا بسبب النوع، وأنها ترغب في التحول من رجل إلى إمرأة.
وفي 2014 غير أحد القضاة العسكريين اسم مانينغ الرسمي من «برادلي إدوارد مانينغ» إلى «تشيلسي إليزابيث مانينغ»، بعدما حاولت الانتحار في سجن ليفينوورث في كانساس عام 2016، وقالت بعد ذلك إنها أقدمت على الانتحار بسبب صراعها من أجل إجراء عملية جراحية لتغيير الجنس، وبعد أشهر، أضربت عن الطعام حتى وافق الجيش على إجرائها جراحة لتصبح امرأة تدعى «تشيلسي».