يمثل يوم 25 أبريل.. يوم ذكرى تحرير الأرض..يوم ذكرى تحرير سيناء .. التى احتلها الصهاينة وحارب من أجلها أجدادنا ولكن في بقعة أخرى من العالم ..الا وهي الولايات المتحدة الأمريكية فقد نظمت اللجنة الفرعية للاعتمادات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكية جلسة استماع بشأن مصر ، والتي شهدت مطالبات بإعادة النظر في المساعدات الأمريكية في مصر في نفس يوم ذكرى تحرير سيناء و كأن الكونجرس قد تعمد اختيار هذا اليوم لانه يذكر إخوانهم الصهاينة بذكرى خسارتهم الأليمة
ودعونا أن نوضح قبل أن نتطرق إلى ماذا دار من مناقشات بهذه الجلسة ، لماذا ألتزمت أمريكا بتقديم 1.3 مليار دولار مساعدات لمصر فى شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية .
بعد حرب 1973 كان العالم كله في حالة قلق كبير لأن أمريكا قررت تدعم إسرائيل بجسر جوي كبير و هذا بالطبع ازعج جدا الاتحاد السوفيتي وكان هناك احتمالية أن العالم يشهد حرب عالمية بسبب الحرب بين مصر و إسرائيل .
ومن أجل تحسين صورتها أمام العالم ، فقد قررت أمريكا أ، تعتمد من ميزانيتها مساعدات لطرفى الصراع مصر واسرائيل ، فكان القرار الملز لأمريكا هو توفير مساعدات سنوية لمصر تقدر ب مليار و300 مليون دولار ، فى حين أن أمريكا تقدم مساعدات لإسرائيل ب 2 مليار و 700 مليون دولار سنويا ً !!!!
وبالحديث عما دار خلال جلسة استماع الكونجرس بشأن مصر ، والتي شهدت مطالبات بإعادة النظر في المساعدات الأمريكية في مصر فى يوم 25 أبريل اجتمع أعضاء الكونجرس نجد أنه تم توجيه الدعوة إلى ثلاثة مسؤولين سابقين معروف عنهم توجهاتهم السلبية ضد الحكومة المصرية وتحيزهم المطلق ضد مصر وانحيازهم لقوى ومصالح أجنبية، تستهدف زعزعة استقرار مصر وأمنها.
والمسؤولون السابقون هم إليوت أبرامز، مسؤول سابق بإدارة جورج بوش الابن، ميشيل دون، مسؤولة سابقة بالخارجية الأمريكية، وتوم مالونيسكي، مساعد وزير الخارجية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان في إدارة أوباما.
إن توجيه الدعوة للمسئولين الأمريكيين السابقين الثلاثة المشار إليهم خلافاً لما جرت عليه العادة من أن يٌدعى للشهادة ممثلون عن اتجاهات مختلفة مؤيدة ومعارضة ووسطية لضمان اثراء النقاش وحياديته.”.
” ميشيل دن“ باحثة أولى في برنامج كارنيجي للشرق الأوسط،وهي مؤسسة مشبوهة اعتادت على الهجوم على مصر عبر جميع كتابها .
وجاءت شهادة ميشيل أمام الكونجرس عن حقوق الانسان بمصر وأن هناك أختفاء قسرى يحدث ، وتحدثت أيضا عن المشروعات القومية التى تقوم بها مصر
” ليوت إبرامز ” اليهودي سيئ السمعة، دبلوماسي أمريكي سابق وقد تم اتهامه بحجب معلومات عن قضية “إيران-كنترا” حيث قام مسئولون في إدارة ريجان بتسهيل صفقة أسلحة لإيران في عام 1985.
وجاءت شهادة إبرامز بأنه هاجم صفقات التسليح التى تقوم بها مصر مؤخرا وقال ” هل تحتاج مصر إلى مزيد من الدبابات؟ ” وأيضا قام باستعرض الصفقات العسكرية التي أتمتها مصر منذ وقت قليل مع فرنسا وروسيا وألمانيا.
” توم مالينوسكي ” عمل كمدير في مدير فرع منظمة “هيومان رايتس ووتش” في واشنطن وسبق طرده من دولة البحرين بسبب تدخّله في الشؤون الداخلية للبلاد
وجاءت شهادة مالينوسكي بأن مصر فقدت نفوذها الإقليمي وأن مصر ليس لها دور مهم فيما يتعلق باليمن أو العراق أو سوريا، بل لم يعد لها دور في الوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
والمتابع للأحداث جيدا سيرى أن أمريكا تكيل المعايير بأكثر من معيار حيث أنهم يقوموا بتقديم مساعدات لاسرائيل أيضا مثل ما تقدم مساعدات لمصر ، لكن لن تجدهم يقوموا بمهاجمة اسرائيل فى سياساتهم أو يتدخلوا فى توجيه هذه المساعدات ، وعلاقتهم بالحكومة الاسرائلية قوية جدا على الرغم من الانتهاكات التى تقوم بها اسرائيل ضد حق الشعب الفلسطينى وفي حق المعايير و القيم الدولية و الانسانية.
ومن المؤسف حقا قيام بعض المصريين بالترويج لهذه الجلسة بإعتبار أن الحكومة المصرية حكومة فاشلة ، وقيام بعض الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك بإستخلاص بعض الجمل من هذه الجلسة المشبوهة والقيام بعمل مونتاج وتركيب الجمل فى غير موضعها الصحيح ويتلاعبوا بالترجمة أيضا وكل هذا لمجرد توصيل رسائل بأن الأمريكيين يخافوا على مصر وشعبها
ولو أن جيل أجدادنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير هذا الوطن الغالى شهدوا من يقوم به مثل أصحاب هذه النفوس المريضة لماتوا مره أخرى ولكن هذه المره ليس بسبب الحرب ولكن من حسرتهم على وصل به حال هؤلاء
