أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، امس الأحد، صنعاء مدينة منكوبة صحيا وبيئيا بعد تفشي وباء الكوليرا.
أوضحت وزارة الصحة في بيان، أصدرته امس الأحد، أن “إعلان صنعاء مدينة منكوبة صحيا وبيئيا، جاء بسبب ما تعرضت له العاصمة من انتشار شديد لوباء الكوليرا في كل مديرياتها”.
وأكد البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” أن “أعداد الإصابات تتجاوز المعدلات الطبيعية وتفوق قدرة النظام الصحي فيها والذي أصبح عاجزا عن احتواء هذه الكارثة الصحية غير المسبوقة والذي تجاوز عدد الإصابات ألفين و567 حالة خلال الأسبوعين الماضيين”.
كان مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دومينيك شتيل هارت، أعلن أن “وباء الكوليرا قتل 115 شخصا وأصاب أكثر من 8500 آخرين في اليمن خلال نحو 17 يوما فقط”، مشيرا إلى أن ذلك في الوقت الذي تكافح فيه المستشفيات لعلاج المرضى.
وأضاف شتيل هارت، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأحد في العاصمة صنعاء ونقلته وكالة “فرانس برس”: “نحن نواجه الآن انتشارا كبيرا لوباء الكوليرا”.
وأشار شتيل هارت في المؤتمر أن: “8500 شخص يشتبه في إصابتهم بالمرض، عبر شرب مياه غير صالحة، منذ 27ن/أبريل الماضي حتى أمس السبت، في 14 محافظة، بينهم 2300 إصابة في 10 محافظات خلال أسبوع واحد”.
وتعد هذه المرة الثانية لانتشار الوباء منذ أقل من عام واحد، في اليمن، الذي يعد أفقر دولة عربية.
وقال شتيل هارت إن “المستشفيات الميدانية مكتظة بالمرضى، والمصابين بهذا الوباء، وهو وباء بكتيري ينتقل بالعدوى، ويتعاقد عبر تناول الطعام والماء الملوث”.
وأضاف “كل 4 مصابين بالكوليرا ينامون على سرير واحد”، وأوضح: “هناك مرضى في الحدائق، وفي سياراتهم، وآخرون ينتاولون التقطير الوريدي من النوافذ”.
وتقود السعودية تحالفاً عربياً يقوم، منذ 26 /مارس 2015، بقصف أهداف عسكرية تابعة لجماعة أنصار الله وحلفائها القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في كافة أنحاء اليمن بهدف “إعادة الشرعية وعودة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي”.
ويرد الحوثيون بقصف المناطق الحدودية السعودية بالصواريخ وقذائف الهاون. وأدى النزاع في اليمن، منذ بدء عمليات التحالف وحتى الآن، إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص وجرح عشرات الآلاف، بحسب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك.
وأنتج الصراع الدائر أوضاعاً إنسانية بالغة التردي، وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، استيفن أوبراين، خلال زيارته قام بها إلى صنعاء أوائل آذار/مارس الماضي، من أن الأوضاع في اليمن تزداد سوءا وتنذر بمجاعة لحاجة 19 مليون نسمة هم ثلث سكان اليمن إلى مساعدات إنسانية فورا.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن “الوضع في اليمن فظيع”.
وأضاف في تصريحات على هامش منتدى الدوحة الـ17، الذي عقد امسالأحد، أن “الصراع خلف حتى الآن أكثر من 8 آلاف قتيل، وجرح وإصابة 44 ألفا آخرين”.
