موقف تركيا من القضية الفلسطينية … أقوال لا أفعال

في Uncategorized
فى الوقت الذى يملأ فيه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان العالم ضجيجا، بزعم الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن الفلسطينيين، امتنع مندوب أنقرة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، أول أمس الثلاثاء، عن التصويت لصالح مشروع قرار تبنته المنظمة لسحب السيادة الإسرائيلية عن مدينة القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967. الموقف التركى الأخير ربما يحمل علامات استفهام عديدة، خاصة مع السعى الدائم للنظام التركى، والرئيس رجب طيب أردوغان، لادعاء الدفاع عن قضايا المنطقة وقواه المستضعفة، واتخاذ تركيا مواقف عديدة تحمل طابعا تجاريا بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى احتضانها لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، التى تمثل الكيان الأم لحركة حماس، إحدى القوى الأساسية فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، والجهة التى كانت تتعاون فى وقت سابق بشكل قوى ووثيق مع دوائر وأجهزة تركية، وكانت أبرز صور هذا التعاون قافلة أسطول الحرية التى ضمت سفينة تركية وعشرات من النشطاء والشخصيات الرسمية التركية، وتعرضت لاعتداء مباشر من وحدات الجيش الإسرائيلى فى 2010، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول موقف تركيا الآن بامتناعها عن التصويت على قرار إخراج القدس من تحت السيادة الإسرائيلية. حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستعادة الإرث العثماني يفسر مدى تناقض الآليات السياسية التي يتبناها تجاه قضايا المنطقة وأهمّها القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى، حيث وإن أبدى في خطاباته تعاطفا مع أفراد الشعب الفلسطيني المنكوب، إلا أن سياسته رحبت بعودة العلاقات الإسرائيلية دون مبالاة بأمل الشعب الفلسطيني في الحرية، ومرد ذلك رغبة أنقرة في استعادة وزنها الإقليمي والتصدي لتوغل إيران في المنطقة، منافستها التاريخية على مشاريع النفوذ والهيمنة على الشعوب العربية. المواقف التركیة مرحلیة وقابلة للتغيير ، فالمصلحة القومیة التركیة والتوازنات الإقلیمیة في المنطقة هي ما يحدد الموقف التركي تجاه النزاع العربي – الإسرائیلي، ولیست التوجهات الإسلامیة لحزب أردوغان أو الروابط الدینیة لتركیا مع العرب. وبالنظر إلى تاريخ العلاقات بين تركيا وإسرائيل نجد أنه حتى عندما كانت العلاقات التركية الإسرائيلية في الحضيض، استمر التعاون العسكري والتجاري بين الدولتين، فالتوترات الظاهرية لا تفسر طبيعة العلاقة الاستراتيجية بينهما التي تمتد إلى نحو 60 عاما. ويمكن تلخيص شكل العلاقة بين إسرائيل وتركيا: 1. تعد تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل عام 1949، وظلت كذلك لعقود عدة تالية. 2. عقدت تركيا وإسرائيل اتفاقا سريا واستراتيجيا عرف بـ” الميثاق الشبح” في خمسينيات القرن الماضي، الذي ظل طي الكتمان عقودا من الزمن، ويتضمن تعاونا عسكريا واستخباريا ودبلوماسيا، وكانت وظيفته الأساسية موجهة ضد العرب. 3. اعتمدت تركيا طويلا على اللوبي الإسرائيلي في أمريكا لعرقلة إقرار أي تشريع يعترف بإبادة الأرمن، واستمر الأمر مع تولي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان. 4. ساعدت إسرائيل الأتراك في عملية اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان عام 1999 في كينيا. 5. أول مرة سحبت تركيا سفيرها عام 1982 بعد غزو لبنان، وأعيدت العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما عام 1991. 6. عام 1996 وقعت أنقرة وتل أبيب اتفاق الشراكة الاستراتيجية، وكانت علنية هذه المرة. وشمل الاتفاق بنود عدة تتراوح بين تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكري والتدريب. 7. بعد تولي حكومة العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002، استمر الحزب بالاتفاقات السابقة مع إسرائيل، على الرغم من بعض الانتقادات الإعلامية خاصة مع اندلاع الانتفاضة الثانية. 8. بدأ التوتر في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب عام 2009، إثر الحرب الإسرائيلية على غزة وبلغ التوتر ذروته عام 2010، مع الهجوم الإسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة”، لكن هذا التوتر لم يمتد إلى اتفاقات بيع الأسلحة والتبادل التجاري. 9. تدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2013 لوقف التوتر بين البلدين، لكن هذه المحاولة لم تنه التوتر بينهما، إلا أنها أسست للمصالحة لاحقا. 10. يبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل ما معدله 3 مليارات دولار سنويا، وازداد في السنوات الخمسة الأخيرة رغم التوتر السياسي.

 

المواضيع المرتبطة

“هيئة الأرصاد” تحذر من ارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح بـ هذه المناطق

أعلنت الهيئة العامة لـ الأرصاد الجوية حالة الطقس غدا الأحد 20 أبريل 2025. حالة الطقس غدا وأضاف خبراء هيئة

Read More...

تعليق شوبيرعلى نتيجة مباراة الأهلي وصن داونز

قام الإعلامي أحمد شوبير، بالتعليق على أداء النادي الأهلي، اليوم، أمام فريق صن داونز الجنوب إفريقي، في ذهاب نصف

Read More...

انطلاق فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك «نسور الحضارة 2025»

بدأت فعاليات التدريب الجوي المصري الصيني المشترك «نسور الحضارة-2025» بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات

Read More...

قائمة الموبايل