مارينا عزت
طفلًا فقيرًا جدًا، لا يملك قوت يومه، يذهب تارة لفحص القمامة وبيعها للحصول على القليل من المال، وتارة آخرى لا يجد سوى القليل من الإنفاق حتى يستكمل تعليمه ويدفع باقي المال لسكن ليس بلطيف، هكذا بدأ “لى ميونج باك”، الرئيس الكوري الجنوبي السابق الذي بدأ عمله كرئيس للدولة في عام 2008 إلى عام 2013، رحلة كفاح بدأت من مناداة الناس به ب ” عامل النظافة”.
ولد الرئيس الكوري الجنوبي في ديسمبر عام 1941 في اوساكا باليابان، وظل يخطو خطوات واسعة، ورحلة من الصبر يحتذي بها كل شباب العالم، فبعد 5 سنوات من تخرجه، التحق بشركة “هيونداى” وأخذ يعمل على تطويرها بإسلوب علمي حديث، حتى مكنته كفاءته من أن يصبح رئيسًا للشركة بعدما ضاعف استثماراتها في فترة قصيرة، واستمرت الرحلة إلى أن أصبح أصغر رئيس دولة في العالم، وعندما سئله أحد الطلاب الجامعين عن رحلة كفاحة ومثابرته قال :” لم تمحى الرئاسة آثار ورائحة القمامة من يدي وهذا أكثر ما أفخر به الآن”.
كوريا الجنوبية، التي كانت خامس أفقر دول العالم منذ 50 عاما، أصبحت على يد ” عامل النظافة” الرئيس الكوري الجنوبي “لي ميونج باك” أقوى دول العالم في الاقتصاد وتنافس العديد من دول العالم إلى أن احتلت المرتبة الخامسة في اقتصاديات الدول.
ظل “ميونج باك” يجمع النقود من كل حدب وصوب، كي يتمكن من التعليم الجامعى ويصبح بقدرته الفائقة رئيسًا لشركة سيارات من أكبر الشركات في العالم، ورفع من قدرات الشركة المحدودة آنذاك لتصبح إمبراطورية صناعية عملاقة في مجال السيارات، وما مكنه من ذلك هو ايمانه الأول بالتعليم وقدرته على تغيير الفرد في المجتمع، وواذا كان التعليم والاهتمام به هو طريقه الأول، فإن اجتهاده وصبره حوله من رئيس لا يملك اي موارد في كوريا الجنوبية إلى مثال يحتذى به شباب العالم في تحقيق انجازاتهم.
ترك الرئيس الكوري الجنوبي الرئاسة ليعمل موظفًا في هيئة علوم البيئة براتب 2000 دولار شهريًا بعدما حقق العديد من الانجازات، واثبت لنفسه أن التعليم والمثابرة هم خير وسيلة يعتمد عليها الإنسان في حياته كي يحقق أهدافه وما يريده من تغيير لنفسه ولمن حوله.