لعل الهجوم الذي نشبه مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، كان بمثابة نقطة انطلاق لعدة تساؤلات خصوصًا بعد الزيارة الناجحة التي شهدتها مصر من البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وردود الأفعال الخارجية حول الخطوات الجادة التي اتخذتها مصر مؤخرًا حول محاربة الإرهاب.
ولمعرفة من أسباب الهجوم الذي نشبه مفوض الأمم المتحدة في غير محله، وتوقيته الذي يثير علامات الاستفهام حول مغزى وهدف إصداره، مع عدم وجود حالة انعقاد لمجلس حقوق الإنسان، ولا توجد إحاطة منتظرة من جانبه عن حالة حقوق الإنسان فى أي من دول العالم. يعتبر الأمير زيد بن رعد الحسين، أول عربي مسلم يتولى منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان، ويتمتع بشعبية في المحافل الدولية بوصفه مدافعا عن حقوق الإنسان.
ولد الأمير زيد وهو ابن الأمير رعد بن زيد بن الحسين يوم 26 يناير 1964 بعمان، وهو من أبناء عمومة الملك الأردني عبد الله الثاني، تزوج زيد عام 2000 من سارة بتلر التي صارت الأميرة سارة زيد، ولديهما رعد وهلا.
تلقى الأمير زيد تعليمه ما بين الأردن وبريطانيا والولايات المتحدة، نال شهادة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز، وماجستير بالفلسفة وشهادة الدكتوراه من جامعة كامبريدج (1993).
ومن ضمن الوظائف الذي شغلها: منصب مسؤول الشؤون السياسية في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بيوغسلافيا السابقة خلال الصراع في البلقان (1994-1996)، كما شغل منصب مندوب الأردن لدى الأمم المتحدة خلال الفترة من 2000 إلى 2007.
كما عمل سفيراً للمملكة لدى الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 2007 و2010، وفي الوقت ذاته أيضاً سفيراً غير مقيم لدى المكسيك. كما يشغل عضوية اللجنة الاستشارية لمعهد العدالة والمصالحة التاريخية.
ساهم في إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، وشارك في المشاورات التي أفضت لوضع أركان للجرائم الفردية، اختير بالانتخاب في سبتمبر 2002 أول رئيس لجمعية الدول الأطراف المشرفة على المحكمة الجنائية الدولية .
وضمن المهام الموكلة إليه بالهيئة الأممية كان الأمير زيد أول سفير يترأس اللجنة المخصصة لمسألة نطاق الحماية القانونية بموجب الاتفاقية المتعلقة بسلامة موظفي الأمم المتحدة والأفراد، وشغل أيضا منصب المستشار الخاص لقضايا الاستغلال الجنسي بين قوات حفظ السلام. وفي ربيع 2004 اختير الأمير رئيسا لفريق خبراء الأمم المتحدة للصندوق الإنمائي الذي أنشأه الأمين العام لمساعدة الدول على تسوية المنازعات عن طريق محكمة العدل الدولية في مسألة النزاع الحدودي بين بنين والنيجر عينته الحكومة الأردنية في مطلع 2004 ممثلا لها ورئيسا لوفدها أمام محكمة العدل الدولية في مسألة الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 16 يونيو 2014 ترشيحَ أمينها العام بان كي مون السفيرَ الأردني لدى المنظمة زيد بن رعد الحسين لتولي منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان لمدة أربع سنوات خلفا لنافي بيلاي.
وأخيرًا،يعتبر تاريخ المفوض السامي حافلًا بالإنجازات، التي تتعلق بحقوق الإنسان، فكيف له أن لا يعرف أن الإرهاب الذي ضرب العالم أجمع يمكن محاربته بدون قوانين حازمة وإجراءات أمنية مكثفة في كافة المناطق الاستراتيجية والهامة بالمجتمع.
إضافة إلى كونه لم يدلي بتلك التصريحات أثناء تعرض البلاد وقوات الحماية المدنية للقتل والترهيب على أيدي التنظيمات الإرهابية، أو انتقاد الدول التي تمنح الإرهاب وتمده بالمال والدعم السياسي بالمخالفات لقرارات مجلسالأمن ومجلس حقوق الإنسان.
