انطلقت في الأردن أعمال القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرون واستهلت أعمال القمة بالاجتماعات التحضيرية لكبار المسؤولين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي ووزراء الخارجية على أن يتم عقد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بحضور رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية يوم الأربعاء القادم. وتستضيف الأردن أعمال القمة العربية في ظل تحديات ضخمة تعيشها المملكة الأردنية، لا سيما استضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، فيما يقف التحدي الأكبر على حدودها الطويلة المشتعلة من الشمال والشرق.
وتأتي هذه القمة وسط تحديات وأجواء مضطربة في بعض البلدان العربية يواجهها أمل وحلم طال انتظاره من ملايين العرب، وقد أجمع عدد كبير من المحليين والسياسيين العرب أن الأجواء الإيجابية وعناصر النجاح تتوافر بقمة الأردن، حيث هناك التفاف واتفاق عربي في كثير من القضايا التي تحتاج إلى الحسم في هذه القمة.
وهناك العديد من الملفات المنتظر مناقشتها خلال فعاليات القمة ويأتي على رأسها ملف مكافحة الأرهاب وأزمة اللاجئين السوريين الضاغطة على موارد الأردن والملف العراقي والسوري واليمني والليبي. وستتطرق القمة أيضا إلى بحث التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وخاصة في ظل التصريحات الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وهو ما إذا حدث سيلهب المنطقة العربية. كما أن ملف التدخل الإيراني في شئون بعض الدول العربية سيكون حاضر بقوة في مناقشات زعماء الدول العربية، بالإضافة إلى قضايا الإعلام العربي والعمل على بناء قواعد لإعلام عربي استراتيجي هادف ومتزن.
من المتوقع مشاركة نحو 18 زعيما عربيا في أعمال القمة العربية، حيث من المقرر مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس اللبناني ميشيل عون والرئيس العراقي فؤاد معصوم والرئيس التونسي الباجي القائد. كما وجهت الأردن دعوة إلى روسيا للمشاركة في المراسم الافتتاحية للقمة العربية.
وعلى هامش القمة دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان رسمي لها السلطات الأردنية إلى منع دخول الرئيس السوداني عمر البشير إلى أراضيها لحضور القمة العربية أو “توقيفه”. وأوضحت المنظمة أن “البشير” هارب من المحكمة الجنائية الدولية منذ 2009، إذ أصدرت المحكمة ضده مذكرتي توقيف في 2009 و2010 مشيرة إلى أن التهم الموجهة إليه هي الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.