بمنتهى اللامِهنية عرَضَ الأخ ناصر وصبيانه مقالة، بعد أن بتَرَ منها مقطعًا أشاد فيه كاتب بدماثة خُلُق ضابط الجيش معه، ليكتفي فقط بالجانب السلبي من الموقف الذي حكاه، مُختصِرًا مما قال فيما يريد هو أن يقوله، وهو أمر ليس بالغريب على مَن لم يرَ في عبد الناصر قاتلاً “فَرَم الشعب المصري” إلا بعد العمل في قنوات الإخوان، بعدما كان قبلها يتغنَّى ببطولاته على الشاشات، ويقرض فيه قصيدة نزار “قتلناك يا آخر الأنبياء”!
فشتّان بين جرذ “ممسوخ” لجماعة حقيرة لا مانع لديها من حرق مصر إذا كان ذلك سيضمن لها حُكمها مرة أخرى، ومَن لا يريد بالبلد إلا إصلاحًا لا يمنحه جَاهًا ولا مُلكًا، أيًّا كانت راية صاحبه، لأنه مهما تعددت الأشكال، تظل معدة الفقراء لا يشبعها إلا توفر الطعام، فلا فائض الوطنية ولا وفرة التسبيح تنيم طفلاً جائعًا هذه الأيام.
يبدو أن هناك “ألمعي” ما مسؤول عن انتقاء أهم رموز الجماعة الصحفية وسياستها الإعلامية، إن لم يكن متآمرًا عليها فحق على أعضائها محاكمته فورًا وتعليقه على الأسوار كما فعلوا بمعتصمي الاتحادية، لأنه يتمتع بموهبة فريدة في اختيار الشخص غير المناسب في الوقت غير المناسب في المكان غير المناسب. خُذ عندك مثلاً خماسي الإعلام الإخواني؛ ناصر ومطر وزوبع وآيات عرابي وسامي كمال الدين، فلو تعاون الخمسة بكل طاقتهم لإصدار مجلة حائط ستفشل، وهم أسوأ خلف لأفشل سلف، حين صدَّرت الجماعة “خميس” على شاشتها الرئيسية، بعد ثورة يناير، وجعلته لسانها أمام الناس، فصارت أضحوكة للكل.
قطرة دم أي جندي مصري شريف قُتل دفاعًا عني وعن أسرتي، أغلى وأطهر عندي منك ومن جماعتك ألف مرة.