مؤتمر الشباب يعد بارقة أمل فى إيجاد مساحات مشتركة بين شباب مصر بكافة أطيافه الذين يحملون حلماً مشتركاً ويسعون متكاملين لرفعة هذا الوطن. فلا بديل ولا خيار للنهوض وعبور هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر إلا بالتعاون والتكامل والترفع عن الخلافات والبحث عن نقاط الالتقاء والعمل عليها لنرى مصر مزدهرة بقوة شبابها. المؤتمر هو أولى خطوات تواصل الأجيال، حيث أن فئة الشباب كانت تعاني من إهمال كبير منذ زمن بعيد، فجاء في توقيت مهم للغاية ليعد رسالة قوية إلى كل شاب بأنه من حقه أن ينطلق ولا أحد يقدر أن يحجم آماله وطموحاته، وهناك الآن اتجاه كبير من قبل القوى السياسية الموجودة بمصر إلى الدفع بالشباب للقيادة والمشاركة السياسية.
وجهت الدولة الدعوة لممثلي قطاعات الشباب جميعاً للمشاركة فى المؤتمر الوطنى للشباب، للاستماع إلى وجهات نظرهم فى القضايا المطروحة، حيث أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هدم الحاجز الفرعونى الكبير الذي بني بين الحاكم والمحكوم. مؤتمر الشباب يعد نقلة سياسية في إدارة الدولة المصرية, إذ لأول مرة ومنذ عقود طويلة تكون هناك شفافية في الحوار بين الرئيس وكل أطياف الشعب بل و ممثلون معروفون بمعارضتهم للنظام الحالي. يعد ايضاً خطوة كبيرة علي طريق الديمقراطية التي طالما نادت بها ثورتا ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، والتي يجب أن يستغلها الشباب الاستغلال الأمثل من أجل الانخراط في العملية السياسية، خاصة أننا في هذه المرة نجد صوتا حقيقيا للشباب في مصر يعبر عن آرائه دون خوف.
المؤتمر يتيح فرصة جيدة للشباب ليكونوا جزءا أساسيا من العملية السياسية، ولقاء الرئيس بالشباب أمر مطلوب، حيث أن غياب الحوار الحقيقي مع الشباب فى الفترة السابقة أدى إلى نتائج كارثية خاصة أن الجيل الجديد أو قيادات المستقبل لهم خصوصية معينة بحكم المتغيرات المتسارعة التي يعيشها المجتمع، والتطور المذهل المتلاحق للتقنية وأجهزتها واستخداماتها وأساليب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (الإعلام الجديد) كما يطلق عليه البعض، وفي السابق لم يكن يتم التعامل مع الشباب وطموحاته وآماله وتطلعاته بالجدية المستحقة، حيث أن الحوار مع الشباب ليس فقط أولوية بل أصبح ضرورة مجتمعية وصمام أمان للمجتمع، وهو الضمانة الوحيدة لاستقرار المجتمع وأمنه بكل أشكاله، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية.