5,5 مليون فرد يستفيد من البرنامج
لم يتصور كثيرا من الناس وربما أيضا بعض المسؤولين حينما وافق مجلس الوزراء في ديسمبر 2014 على إطلاق برنامج للحماية الاجتماعية ومساعدة الأسر الفقيرة تحت مسمى “تكافل وكرامة” أن يصبح هذا البرنامج قصة نجاح حقيقية لمنظومة حماية اجتماعية متكاملة تستهدف مساعدة الأسر الفقيرة الأولى بالحماية وتعزيز التمكين الاقتصادي لهم مع التركيز على المناطق المهمشة والأكثر فقرا.
وقبل التطرق إلى ما حققه برنامج “تكافل وكرامة” وعدد الأسر الفقيرة المستفيدة من البرنامج دعونا نستعرض بعض المعلومات الأساسية عن البرنامج، يستهدف برنامج تكافل الأسر التي تعاني من الفقر الشديد وتحتاج إلى دعم نقدي وخدمي، على أن يكون لديها أطفال في الفئة العمرية (0 – 18 سنة)، وتحصل الأسرة المعيشية المستحقة على مبلغ 325 شهريا، ويزداد هذا المبلغ بقيمة 60 جنيه شهريا للتلميذ الواحد في المرحلة الإبتدائية في تلك الأسرة المستحقة، ويزداد هذا المبلغ أيضا بقيمة 80 جنيه شهريا للتلميذ الواحد في المرحلة الإعدادية.
بينما يستهدف برنامج كرامة الفئات التي تعاني من الفقر الشديد ولا تستطيع أن تعمل أو تنتج، وغير قادرة على الكسب، ككبار السن 65 سنة فأكثر أو لديهم عجز كلي أو إعاقة تمنعهم عن العمل. حيث يحصل الشخص الواحد عي مبلغ 350 جنيه شهريا، وفي حالة وجود شخصان في الأسرة تنطبق عليهم أحد الشروط السابقة تحصل الأسرة على مبلغ 700 جنيه شهريا، وفي حالة وجود ثلاثة أشخاص بحد أقصى تحصل الأسرة على مبلغ 1050 جنيه شهريا.
وقامت الحكومة المصرية بعقد اتفاق قرض لمشروع دعم شبكات الأمان الاجتماعي مع البنك الدولي لإعادة الأعمار والتنمية بمبلغ 400 مليون دولار أمريكي بتاريخ 17في إبريل 2015 لمواجهة تكاليف برنامج تكافل وكرامة على مدار ثلاث مراحل خلال السنوات المالية من 2015/2016 وحتى 2017/2018.
ونتيجة للأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة لبرنامج “تكافل وكرامة” فقد خصصت الحكومة خلال موازنة العام المالي الحالي 2016/2017 نحو 4.1 مليار جنيه لتكافل وكرامة لتغطية مليون أسرة. ويستهدف البرنامج مضاعفة عدد المستفيدين من المساعدات الضمانية الحالية ليتخطى ثلاثة مليون أسرة حتى نهاية العام المالي 2017/2018 (1,5 مليون من المساعدات الضمانية الحالية بالإضافة إلى 1,7 مليون مستفيد من المساعدات المشروطة والمستحدثة) للمساهمة في وقف توريث الفقر وآثاره والإستثمار في صحة وتعليم الأجيال القادمة.
وبلغ عدد الحالات التي تم تسجيلها في برنامج الدعم النقدي المشروط “تكافل وكرامة” منذ بداية إطلاقه وحتى ديسمبر 2016 نحو 11,226 مليون حالة، ووصل عدد الأسر الفقيرة المستفيدة من “تكافل وكرامة” نحو 1,126 مليون أسرة بواقع 5,417 مليون فرد وهو ما يُعد إنجازا حقيقا لصالح الأسر الفقيرة والأولى بالرعاية.
ونجحت الحكومة في تنفيذ برنامج “تكافل وكرامة” في جميع محافظات الجمهورية بواقع 227 مركز و3,800 قرية. وتُعد محافظات الصعيد أكثر المحافظات استفادة من البرنامج وذلك نظرا لارتفاع نسبة الفقر في ريف وجه قبلي الذي بلغ (56.6٪) في عام 2015 مقارنة بنحو (19.7٪) في ريف وجه بحري. وتم تغطية نحو 1700 قرية بالوجه القبلي، وتم صرف نحو 82٪ من موازنة تكافل وكرامة في الوجه القبلي.
وقد صرحت الحكومة أنها تستهدف خلال الفترة القادمة تطوير منظومة الحماية الاجتماعية لتشمل عدد أكبر من الأسر في عدد آخر من المحافظات، تتضمن زيادة قاعدة المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة ليصل إلى 1.7 مليون أسرة في يونيو 2017 بإجمالي تكلفة 7.2 مليار جنيه في العام، وبتكلفة إضافية 1.7 مليار جنيه، وإدراج 200 ألف شاب وشابة مستفيدين من برنامج “تكافل” تحت سن 35 سنة ببرامج التشغيل كثيف العمالة في مشروعات إصلاح المرافق العامة وتنمية البنية التحتية تمهيداً لتخرجهم في عام 2018، وكذلك ضم المدرجين في برنامج تكافل وكرامة إلى نظام البطاقات التموينية لنحو 250 ألف أسرة.
